أعرب عاملون بقطاع السياحة والفنادق عن قلقهم من تأثير أعمال العنف التى بدأت منذ الذكرى الثانية لثورة 25 يناير، على معدلات الاقبال السياحي، خاصة أنها تزامنت مع صدور قرار بإحالة أوراق المتهمين بقتل مشجعى النادى الاهلى يوم السبت الماضى إلى مفتى الجمهورية وهو ما أدى إلى زيادة أعداد القتلى واتساع المواجهات لتشمل مدن القناة الثلاث علاوة على القاهرة وعدد من المحافظات الأخرى.
وأكدوا أن مرور الذكرى الثانية للثورة بهذا الشكل الدموى قضى على التدفقات السياحية خلال شهر فبراير المقبل، وتوقعوا استمرار أزمة السياحة مع اضطراب الاوضاع السياسية حتى الانتخابات البرلمانية المقبلة.
قال توفيق كمال، رئيس غرفة الفنادق، إن متوسط الاشغالات السياحية بالاقصر 15% وفى أسوان 10% فى حين يرتفع قليلا فى القاهرة إلى 20% ببعض الفنادق فئة الخمس نجوم البعيدة عن منطقة وسط القاهرة التى انتقلت اليها المصادمات خاصة أمام فندقى سميراميس وشبرد.
وأكد أن تقارير الاشغالات اليومية لمنطقتى البحر الاحمر وجنوب سيناء تؤكد أن الاشغالات السياحية خلال يناير الجارى تتراوح بين 40% و50% فى المدينتين، واعتبر انخفاض متوسط الاشغالات عقب احتفالات الكريسماس أمرا طبيعيا.
وأشار إلى أن أكثر المناطق تأثراً بالاحداث السياسية القاهرة والاسكندرية وجنوب الوادى التى يتراوح نسب الانخفاض فى الحجوزات خلال الفترة الحالية بأكثر من 70% للقاهرة والاسكندرية و90% لجنوب الوادى.
قال على كامل منصور، رئيس غرفة المنشآت السياحية السابق بوسط الدلتا، إن الوضع غير مبشر على حد قوله،خلال الأيام القليلة القادمة مؤكدا أن هناك تراجعا فى معدل الحجوزات بوسط الدلتا بنسبة تتراوح بين 40% و50%، والأقصر وأسوان تشهدان انخفاضاً فى حجز الفنادق بنحو 30%، فى حين هبط متوسط الحجوزات بين 30% و40% بشرم الشيخ والغردقة.
وأوضح أن نسب الإشغال بالفنادق خلال الفترة الحالية لا تتعدى 50% فى جميع المناطق السياحية، خاصة فى ضوء النصائح التى تطلقها الدول الأوروبية خاصة إنجلترا وألمانيا بالإضافة إلى الصين واليابان وأمريكا لرعاياها بعدم السفر لمصر خلال يناير الجارى.
وأضاف أن بعض المنشآت السياحية بالأقصر وأسوان لجأت إلى خصم ضريبة الخدمة الـ 12% فى إطار جذب وتنشيط السياحة الداخلية، إلا أنه أكد أن خفض الاسعار لن يكون الحل السحرى لجذب الوافدين.
وأرجع ضعف الإقبال السياحى على مصر إلى غياب الاستقرار الأمني، ما نتج عنه تدنى الحالة الاقتصادية وارتفاع سعر صرف الدولار أمام الجنيه المصرى نظراً لعدم دخول العملة الصعبة إلى البلاد.
من ناحيته قال الخبير السياحى عمرو صدقى نائب، رئيس مجلس إدارة غرفة شركات السياحة ووكالات السفر، إن منطقة البحر الأحمر لم تتأثر كثيراً بالأحداث، نظراً لوجود رحلات طيران مباشرة إليها، مقارنة بالأقصر وأسوان اللتين ترتبطان ببرنامج رحلة واحد مع القاهرة.
و أوضح أن متوسط نسب الإشغال فى فنادق شرم الشيخ والغردقة حقق أكثر من 40% انخفاضا عقب الاحداث الدموية فى مدن القناة والقاهرة مضيفاً أن إنخفاض الاشغالات فى شهر فبراير طبيعى إلا أن هناك تعاقدات ستضيع على مصر خلال الفترة.
وقدر صدقى نسب إشغال فنادق الأقصر وأسوان فى الفترة الحالية بما يتراوح بين 8% و12%، والقاهرة والإسكندرية تتراوح بين 15% و20%.
وقال إن شركات التأمين الأجنبية رفضت اصدار وثائق للتأمين على السياح، لارتفاع نسبة المخاطرة خلال فترة 25 و26 يناير، بالإضافة إلى أن تلك الفترة تشهد نسبة إلغاءات عالية من قبل الأسواق الأوروبية.
ورهن صدقى مستوى الأسعار بمعدل العرض والطلب، إلا أنه أكد أن هناك اختلافاً فى نسب خفض الأسعار من منطقة إلى أخرى ، والتى لم تهبط بنسبة عالية فى شرم الشيخ والغردقة مقابل تدنيها فى القاهرة والإسكندرية والأقصر وأسوان.
قال هانى الشاعر، نائب رئيس غرفة الفنادق إن فنادق القاهرة والأقصر وأسوان لم تشهد حجوزات جديدة خلال الفترة الحالية، وتقتصر حركة الوفود على رجال الأعمال لحضور اجتماعات خاصة بالعمل.
و أشار إلى أن منطقة البحر الأحمر لم تتأثر كغيرها من المناطق الأخرى، وفى الأغلب لا يخرج السائح من الفندق المقيم به ما يعمل على اضاعة فرص التسوق فى المدينة وتشغيل باقى الحرف والخدمات المتواجدة بالمدينة.
وأضاف أن الوضع الذى تمر به البلاد خاصة خلال الفترة الحالية لا يحتاج للتحذير من السفر لمصر من قبل الدول الأخرى، مشيراً إلى أحداث الشغب والتظاهرات التى باتت تتجدد بمعدل شهرى صورة واضحة تنقلها وسائل الاعلام العالمية لعدم الاستقرار فى مصر ، قائلاً »نحن نواجه حالة فوضى مستمرة منذ إندلاع الثورة».
وأوضح الشاعر أن مستوى الأسعار فى جميع المناطق السياحية انخفض بنسبة 50% عن معدلاتها المعتادة قبل الثورة مقابل ارتفاع تكلفة التشغيل فى ظل ارتفاع أسعار المواد الغذائية وتكلفة الطاقة خاصة السولار بالمناطق السياحية بمرسى علم.
من جانبه، قال حسام الفنجرى، رئيس مركز التعاون المصرى- الإسبانى، إن هناك حالة من الترقب الخارجى للأحداث فى مصر فى الوقت الحالى، متوقعاً ارتفاع معدل الإقبال فى حالة تخطى الأزمة السياسية.
وأكد أن أسعار حجوزات الفنادق منخفضة بشكل عام منذ قيام الثورة ولكن بشكل خاص هناك انخفاض بنسبة تتراوح بين 15% و20% عن أسعار الشهر الماضى خاصة فى المناطق المرتبطة بسياحة الآثار فى الأقصر وأسوان والقاهرة.
وذكر أن مستوى الأسعار بفنادق الغردقة وشرم الشيخ لم ينخفض كثيراً، لبعدهما عن أحداث العنف، بالإضافة إلى اعتمادهما على السياحة الوافدة من السوق الروسى.
وأضاف أن معدل إقبال السوق الإسبانى وأمريكا اللاتينية على وجه الخصوص انخفض بنسبة كبيرة خلال شهر يناير، موضحا أن السوق اللاتينى يفضل السياحة الكلاسيكية المرتبطة بزيارة الآثار بالقاهرة والإقبال على الرحلات النيلية بالأقصر وأسوان، مقارنة بالسائح الروسى الذى يُقبل على سياحة الغوص والمغامرات.
كتبت – بسمة رجب