كشف أصحاب البازرات والفنادق فى منطقة الحسين وخان الخليلى عن ضعف الإقبال وانخفاض حركة السياحة بأكثر من 75% عن معدلاتها المعتادة نتيجة الغياب الأمنى والتصريحات السياسية غير المسئولة التى من شأنها إثارة الغضب فى الشارع المصرى وبث الخوف فى نفوس السياح.
قال سيد عبد الحكيم، موظف الاستقبال بفندق رضوان بخان الخليلي، أن نسب الإشغال فى فنادق الحسين لا تتعدى 10% حاليا، حيث انخفض الإشغال إلى نحو 5 غرف فى الفندق من أصل 40 غرفة.
وأشار إلى أن أغلب الإقبال من المصريين فضلاً عن توافد أعداد قليلة من جنسيات عربية أخرى كتونس وليبيا والأردن.
وأوضح أن حجم الإشغال انخفض بمعدل 80% بعد ثورة 25 يناير، كما أن الرحلات المدرسية الوافدة من محافظات أخرى توقفت تماماً، ما أرجعه إلى ضعف أداء الحكومة وعدم توفير الأمان للمواطنين والسائحين على حد سواء.
على جانب آخر، قال عمر فاروق، مالك بازار بالحسين، إن حركة السياحة انتعشت بنسبة 60% حتى صدور القرار الخاص بإقالة النائب العام وتلاه أحداث شارع محمد محمود وقصر الاتحادية بعد ذلك انخفضت الحركة لأقل من 20%.
وأضاف أنه لا يوجد إقبال من السوق الأوروبى على غير المعتاد فى تلك الفترة من العام والتى تشهد رواجاً سياحياً أجنبيا، مع انخفاض نسب الوافدين العرب 20% من إجمالى زوار خان الخليلى فى الوقت الحالى.
و أشار إلى توافد كبير من جانب السوق الصينى فى أعقاب زيارة رئيس الجمهورية د. محمد مرسى إلى الصين وعقد اتفاقيات عمل معهم مما حفز الكثير منهم لزيارة مصر.
من جهته، قال وليد سعيد، صاحب بازار جوهرة الصاغة، أن حركة السياحة بمنطقة الحسين وخان الخليلى إنخفضت بنحو 90% مقارنة بفترة ما قبل الثورة، ويكتفى السائحون حالياً بمشاهدة المنتجات السياحية وتراجعت حركة الشراء بشدة.
و أوضح أن حركة البيع حالياً تقتصر على الهدايا من قبل المصريين المقيمين بالخارج لأصدقائهم من الأجانب وكذلك نسبة ضئيلة من العرب، كما زادت معدلات السائحين الصينيين مقارنة بالأوروبيين، ولكن الكثير منهم يأتون للعمل وليس للسياحة.
و أضاف أنه نظراً لركود النشاط السياحى الذى يمر به القطاع فقد اضطر بعض المستأجرين للبازارات إلى تركها واللجوء للعمل فى أماكن أخرى أو تغيير المهنة، لعدم كفاية دخولهم من بيع السلع السياحية مع مصاريف الإيجار والعمالة.
يبلغ متوسط إيجار البازار فى الشهر نحو 3 آلاف جنيه.
من جانبه قال ضابط شرطة بقسم الجمالية أن حركة السياحة بشارع المعز لا تتعدى 20% ومعظمها رحلات سريعة آتية من شرم والغردقة ولا تتجاوز 6 حافلات سياحية يوميا مقارنة بأكثر من 100 أتوبيس يومياً وحد أدنى 24 فرداً بخلاف الأفواج الداخلية.
وأرجع زيادة أعداد السائحين الصينين خلال تلك الفترةإلى زيادة التبادل التجارى بين البلدين.
فيما أعرب حسن حمامة، مالك بازار، عن استيائه من الوضع الحالى الذى تعيشه تلك المنطقة الأثرية،شارع المعز وبيت السحيمى والسلطان قلاوون، من الركود ااذى تشهده المنطقة مقارنة بالرواج السياحى الذى كانت تشهده المنطقة قبل الثورة.
وأضاف أن الإنفلات الأمنى الذى يستشعره السائح من خلال تصريحات الإعلام يعد العامل الرئيسى لرهبة السائحين من القدوم لمصر، وقال “كمصرى لا أشعر بالأمان فى الوقت الحالى، فما بالك بالسائح الغريب”
وأشار إلى أنه قد ترسخ فى ذهن السائح أن البلاد التى تحكمها تيارات إسلامية يغلُب عليها التشدد وتقييد حريات السائحين، مما إنعكس بالسلب على معظم الأسواق الأوروبية الوافدة إلى مصر.
وأوضح أن عددا كبيرا من أصحاب البازارات بمنطقة الحسين وخان الخليلى اضطروا إلى إغلاقها، نظراً للركود السياحى الذى يُخيم على المنطقة وعدم الإقبال على شراء السلع السياحية، مقابل استمرار حركة الإقبال على المطاعم ومحلات العطارة.
وعلى صعيد آخر قال خالد محمد، دقاق نحاس، أن الطلب على قطع النحاس الفنية انخفض بنسبة 90% خلال الوقت الحالى، بعد تراجع معدلات الوافدين من الجنسيات التى تفضل المقتنيات النحاسية هم الإيطاليون والأسبان والألمان والإنجليز الذين يُقدرون تلك الأعمال اليدوية.
وأشار إلى أن أسعار الخامات النحاس ارتفعت بنحو 10% نظراً لارتفاع سعر الدولار خاصة أنها خامات مستوردة من أوروبا.
وأعرب محمد عن استيائه من تدنى أحوال الصناعة فى مصر، بعد تردى الوضع الاقتصادى حالياً أصبح متدنياً، مما أدى إلى إنعدام الطبقة المتوسطة والتى كان من شأنها تنشيط السياحة الداخلية نوعاً ما.
وقدر الدخل الشهرى حاليا من بيع القطع النحاسية فى الوقت الحالى بما لا يتعدى 500 جنيه شهرياً مقابل 3 آلاف جنيه قبل الثورة.
و أوضح أن أعداد السائحين المارين بشارع خان الخليلى إنخفضت بنحو كبير خلال الفترة الحالية وأصبح من النادر مشاهدة ما يزيد على 10 سائحين يوميا رغم أن تلك الفترة تعد موسماً جذباً سياحياً، فى حين كان الحد الأدنى للمارة من السائحين خلال فترة ما قبل الثورة يتجاوز 200 فرد يومياً.
ونبه محمد إلى عدم وجود الاهتمام المنشود به فى القطاع السياحى والعمل على تطوير المنظومة السياحية، ما أدى لانخفاض فرص توافد السائحين إلينا فى الفترة الأخيرة.
من جانبه، قال محمد عزب، صاحب بازار، أن حركة السياحة إنخفضت إلى 25% من معدلاتها الطبيعية وذلك من جميع النواحى بدءاً من حركة البيع والشراء للسلع السياحية ومعدل التوافد وحتى أجور العمالة.
و أشار إلى أن استعادة الحركة السياحية من جديد تستلزم ثلاث خطوات، أولها وقف التصريحات الأمنية من قبل الإعلام والتى من شأنها أن تزيد من رهبة السائح فى القدوم لمصر، والعمل على تكثيف الجهود الأمنية مما يبعث الطمأنينة للسائح الوافد، وضرورة نشر حملات ترويجية للمقاصد السياحية المصرية بصورة أكبر فى جميع الدول الأخرى من قبل وزارة السياحة.
كتبت – بسمة رجب