بقلم : عماد الدين أديب – الوطن
أعلنت مصادر مطلعة فى رئاسة الجمهورية أن الدورة المقبلة من الحوار الوطنى بين كافة الفرقاء ستكون مفتوحة لأى موضوع من موضوعات النقاش وأنه «لا خطوط حمراء» فيها على حد وصف هذه المصادر.
إذن «لا خطوط حمراء» الآن! هنا يبرز السؤال: لماذا لم نسمع هذه العبارة منذ اليوم الأول الذى كنا نصرخ فيه ليل نهار نطالب بجلوس الجميع على مائدة مفاوضات جدية بلا خطوط حمراء وبلا شروط مسبقة.
دائماً نأتى بالمطلوب فعله، ولكننا متأخرون جداً عن الزمن المحدد وعن التوقيت المناسب.
الأزمة الثانية فى شروط هذا الحوار أنه حتى هذه اللحظة «حوار أنصار» أو «حوار أطراف الفريق الواحد» ولم تتم بين طرفين مختلفين.
وحدهم أصحاب اختلاف وجهات النظر الذين يجلسون للحوار الجدى بهدف التفاوض على نقطة جامعة بين الأفكار والطروحات المختلفة.
ذلك كله يعنى أننى كمراقب للحدث، لم أرَ الدكتور البرادعى وحمدين صباحى وعمرو موسى والدكتور البدوى، أو من يمثلهم على مائدة حوار مع ممثلى تيارات الإسلام السياسى: «الإخوان – السلفيين – الجماعات الإسلامية – حزب الوسط»، فإن الحديث عن حوار وطنى هو دعوة لا معنى لها.
لابد للقوى الفاعلة الموجودة على الساحة وذات الخلافات الظاهرة على أرض الواقع أن تكون هى الأطراف الرئيسية فى أى حوار جدى يتم الحديث عنه، وإلا فنحن نتحدث عن حفلة علاقات عامة أو مناسبة تسويقية فى وسائل الإعلام.
كم كنت أتمنى أن يرفع السيد رئيس الجمهورية سماعة الهاتف ويفعل بنفسه مثلما يفعل الرئيس الأمريكى أوباما ويحدث أقطاب المعارضة المخالفين له فى الرأى ويدعوهم شخصياً فرداً فرداً لجلسات حوار على إفطار عمل فى البيت الأبيض.
ثقل ومكانة الرئيس يجب أن تستخدم، بلا خجل، أو كبرياء، فى مثل هذه الأزمات.








