دخل العالم فى دوامة الأزمات المالية منذ انفجار الفقاعة الائتمانية فى 2007، وكان القطاع العقارى وما يرتبط به من عمليات توريق فى قلب هذه الدوامة، ورغم أن عام 2012 فشل فى تقديم أى بشرى سارة بقرب الخروج من حالة الركود، فإن القطاع العقارى فى هذا العام كان نقطة مضيئة وسار فى عكس الاتجاه ليؤكد أنه مستمر فى مساره الصاعد فى 2013 خاصة بعد النتائج القوية للربع الأخير من العام الماضى.
تسبب تباطؤ الاقتصادى العالمى فى ضعف المضاربات وسوء نتائج اسواق السلع وضعف الاقبال على استثمارات الدخل الثابت، وهو ما دفع صناديق الاستثمار فى العودة إلى سوق العقارات بعد ظهور علامات التحسن عليه ونمو الطلب بعد فترة طويلة من الهدوء الذى ساد الأسواق الدولية.
وبعيدا عن مشكلات القارة الاوروبية وخفوت الضوء للاسواق الاسيوية بعد عقد من الأداء المبهر للعالم، توقعت شركة «جونز لانج لاسال» للاستشارات أن تبلغ الاستثمارات فى القطاع هذا العام أعلى مستوى منذ 2007 ما بين 450 و500 مليار دولار، بينما ترى الشركة أن سوق الإيجار أقل مرونة، وقد ينتعش فى الربع الثانى مع تحسن الثقة فى السوق.
وقالت الشركة الاستشارية فى تقرير لها عن رؤيتها لسوق العقارات فى 2013، إن أفضل فرص النمو تتوفر فى الأمريكتين، وأضافت ان قطاع العقارات التجارى فى الولايات المتحدة مستعد لجذب استثمارات متزايدة فى 2013-2014. وعلى مدار الثلاثة أعوام الماضية، ذهبت كميات كبيرة من رؤوس الأموال إلى استثمارات الدخل الثابت، لكن احتمالية ارتفاع أسعار الفائدة قد يشجع المستثمرين على تحويل مخصصاتهم إلى قطاع العقارات لينمو إثر ذلك بنسبة تتراوح بين 10 و15% فى 2013.
وبالرغم من أن أحجام الاستثمارات فى 2012 لم تتعد معدلات 2011 سوى بنسبة 2%، إلا ان الشركة تثق بنمو القطاع بقوة فى 2013، نظرا لتخصيص صناديق المعاشات وصناديق الثروة السيادية والأثرياء وصناديق الاستثمار الأخرى المزيد من رؤوس الأموال فى قطاع العقارات.
وتوقعت الشركة مبدئيا أن تنمو الاستثمارات فى منطقة الأمريكتين ككل بنسبة 15-20%، بينما ترى أن أوروبا سوف تشهد نشاطاً مشابهاً لذلك فى العام الماضى مع احتمالية نمو طفيف خاصة فى الأسواق الثانوية – بعيدا عن لندن والمدن الرئيسية –والتى تحظى باهتمام متزايد من المستثمرين نظرا لجاذبية عائداتها.
كما تنبأت الشركة بزيادة الاستثمار فى منطقة آسيا المطلة على المحيط الهادى بنسبة 15% نتيجة توظيف صناديق الثروة السيادية والمعاشات الآسيويين المزيد من الأموال فى منطقتهم.
وتوقعت الشركة نمو إيجارات المكاتب فى الولايات المتحدة بنسبة صفر إلى خمسة فى المائة، وأن يكون التعافى أكثر تنوعا من حيث الموقع الجغرافى وجودة المكان مقارنة بـ 2012، أما فى أوروبا فسوف يكون نشاط الإيجار ثابتا عند مستويات العام الماضي، بينما سوف تنخفض الإيجارات فى منطقة آسيا المحيط الهادى بنسبة ما بين 5 و10%، وسوف تواصل المبانى من الدرجة الأولى الاستحواذ على غالبية الطلب.أما على مستوى الوحدات السكنية فتفوقت مبيعات المنازل فى الولايات المتحدة على مبيعات المكاتب لأول مرة فى 10 سنوات على الأقل، وارتفع إجمالى المبيعات فى 2012 بنسبة 47% مقارنة بـ 2011، وتوقعت “جونز لانج لاسال” أن يستمر نمو السوق السكنى الأمريكى ولكن بوتيرة أبطأ فى 2013.
بينما شهدت بعض الأسواق الآسيوية انخفاضا فى المبيعات السكنية، ففى هونج كونج تراجعت المبيعات ومن المتوقع أن تواصل هبوطها فى 2013، وفى سنغافورة انخفضت المبيعات قليلا ويتوقع لها ان تنخفض أكثر بعد فرض رسوم أعلى على مشتريى المنازل، أما فى الصين، فإن مبيعات المنازل الفاخرة مستقرة ومن المتوقع أن تكون عند مستويات العام الماضي.
وتواصل أسعار المنازل انخفاضها فى معظم الأسواق الأوروبية بحوالى 0.5% سنوياً، وتأتى إسبانيا وهولندا على قائمة التراجعات بنسبة 11 و12% سنويا، وتستقر الأسعار فى ألمانيا، وتزيد بنحو 4% سنوياً فى سويسرا.
أعد الملف: رحمة عبدالعزيز ونهى مكرم