«كلام غير مهنى وحل غير مكتمل»، هكذا وصف المهندسون الاستشاريون قرار إشتراط استخدامات السخانات الشمسية لاستخراج تصاريح البناء، وعلى ـ حد قولهم ـ لن يجدى ثماراً بتطبيقه منفرداً بعيداً عن باقى مواصفات واحتياجات العمارة الخضراء، إضافة إلى تكلفته المرتفعة التى لا تتوافق مع ما يوفره من طاقة، إلا أنهم أكدوا أن إضافته إلى تصميمات المشروعات لن تمثل مشكلة للمكاتب الاستشارية.
وقال الدكتور حازم البرعى، رئيس مجلس إدارة شركة النور للاستشارات الهندسية إن قرار استخدام السخانات الشمسية غير مهنى بدرجة كافية ويحتاج إلى الكثير من الاشتراطات ومواصفات البناء حتى يؤتى نتائج إيجابية وصولاً إلى العمارة الخضراء.
وأكد أن المبنى يجب أن يكون متوافقاً مع المبانى الصديقة للبيئة قبل استخدام أحد هذه المفردات، موضحاً أنها قرار دعائى أكثر منه توفيراً للطاقة، مشيراً إلى أن تكلفته المرتفعة تزيد من الصعوبات، فالدول تسعى لخفض التكلفة ونحن نرفعها.
ولفت إلى أن هناك ثلاثة عناصر أساسية يجب العمل بها لتحقيق نتائج القرار تبدأ بمنهج عمل وفق استراتيجية نحو استخدامات المبانى الخضراء بدءاً من الخامات والتصميمات واستقطاب التجارب الخارجية فى هذا المجال، إضافة إلى حملات إعلامية للتوعية بأهمية هذه النوعية من المبانى وقدرتها على التوفير وأهميتها للبيئة، وأخيراً تشكيل لجان متخصصة لتقييم هذه المشروعات من الوزارات المعنية وفى مقدمتها البيئة والإسكان.
وأضاف المهندس منتصر عبادى، رئيس مجلس إدارة مجموعة الاستشارات الهندسية «أورجانيك» أن استخدام المبانى الخضراء الصديقة للبيئة يحتاج أكثر من السخانات الشمسية، حيث يتم وفق منظومة متكاملة، موضحاً أنه ينقسم إلى شقين يبدأ بالمنشآت نفسها والخامات المستخدمة فيها التى يجب أن تكون صديقة للبيئة وقابلة للتدوير وأقل تكلفة، موضحاً أنها شهدت تطوراً كبيراً خلال السنوات الماضية.
وأضاف أنه أعد نظاماً للبناء يجمع هذه الخواص المشار إليها لا يستخدم فيه الأسمنت وجميع خاماته قابلة للتدوير وأكثر تحملاً.
وتابع أن الشق الثانى يتعلق بالطاقات المستخدمة حالياً التى تستبدل بطاقة أقل تكلفة ولا تضر بالبيئة من استخدام الطاقة الشمسية بديلاً عن الكهرباء وتوفير المياه وغيرها، وهذا الشق الصعب، لاسيما أن هذه البدائل مرتفعة التكلفة.
وأضاف أن هذه الشق يحتاج إلى دعم حكومى، خاصة أن تكلفتها المرتفعة ستدفع الشركات للعزوف عنها، إضافة إلى عدم توفير مصانع محلية بديلة عن الأجنبية توفر هذه الأجهزة بأسعار منخفضة تكون محفزاً لاستخدامها.
وأضاف أن أوروبا التى تسعى دائماً إلى تطوير هذه النوعية من التكنولوجيا التى لا تمتلك طاقة شمسية كبيرة لم تهتم كثيراً بهذه الصناعة وفى المقابل لم يكن لنا سبق فيها.
وأكد أن المكاتب الاستشارية لن تواجه صعوبات فى تصميمات وحدات المشروعات الجديدة، حيث إنها لا تتطلب إضافات كثيرة، لكنها تحتاج إلى مساحة كبيرة يصعب توفيرها مع الاستخدامات المتعددة لأسطح المنازل.
وأوضح أن استخدام الطاقة الشمسية بديلاً عن الكهربائية مكلف جداً، ويحتاج إلى كثير من التطوير قبل بدء العمل به.
كتب – حمادة إسماعيل وأحمد سمير








