بقلم:عماد الدين أديب _ الوطن
دخلت مصر مؤخراً مرحلة فكرية يمكن أن توصف «بالعبثية» بمعنى أن المنطق السائد فيها غير منطقى!
القرار ومحتوياته ودوافعه لا تؤدى إلى نتيجة موضوعية، سواء نتفق أو يختلف الإنسان معها.
أزمة صناعة القرار فى مصر هذه الأيام أن أسبابه ودوافعه وطريقة تنفيذه ونتائجه كلها لا تؤدى إلى خطوة واحدة للأمام، بل بالعكس هى سلوك يؤدى إلى تعطيل أو تجميد أو تأخر شئون البلاد والعباد.
الذى يعرفه أى عاقل عن صناعة القرار أنها عملية حيوية تتفاعل مع الظروف الراهنة، وتهدف إلى حل المشكلات أو تغيير شئون البلاد والعباد إلى وضع أفضل.
ما نعاصره هذه الأيام هو غياب منطق معقول أو مقبول عند صانع القرار، سواء كان من الحكم أو المعارضة.
أكثر المشاعر تحكماً فى صناعة القرار فى مصر الآن هى منطق رد الفعل، والتربص للآخر، وتعبير عن الشك فى نوايا الخصم، وعدم الثقة حتى فى أقرب الحلفاء!
إن ما نعانى منه هذه الأيام هو أقرب إلى حالة نفسية أو معضلة عقلية أو أزمة فكرية أكثر من أى شىء آخر.
مصر بحاجة هذه الأيام إلى علماء علم نفس اجتماعى كى يحللوا بشكل عميق ظاهرة وحالة «التفكير العدمى والعبثى» التى تسيطر على الحكم والمعارضة والنخبة والرأى العام!
الحكم فى حالة شك، والمعارضة فى حالة تعطيل، والنخبة فى حالة تربص، والرأى العام فى حالة اكتئاب وسلوك عدمى!
هذه التركيبة العبثية أوصلتنا إلى حالة من الجمود واليأس وعدم القدرة على التقدم خطوة واحدة للأمام!








