بقلم:عماد الدين أديب _ الوطن
أخطر ما يهدد السيادة الوطنية لأى دولة من دول العالم فى أى زمان ومكان هو تدخل قوى تمثل دولة أخرى فى تفاصيل سياستها الداخلية.
ومهما كانت العلاقة بين «الدولة الوسيط» و«الدولة المأزومة» اقتصادياً أو عسكرياً ومهما كانت اعتمادية الدولة المأزومة على الدولة الوسيطة فإن التأثيرات السلبية على استقلال القرار السياسى والسيادى للبلاد تصبح فى خطر عظيم.
نكتب هذا عقب لقاء وزير الخارجية الأمريكية مع مجموعة محدودة من ممثلى المعارضة المصرية عقب مقاطعة القوى الأساسية والفاعلة لهذا اللقاء.
وإذا كان محور اللقاء، كما تسرب، هو محاولة السيناتور كيرى إقناع الذين اجتمع معهم بضرورة المشاركة الكاملة للمعارضة المصرية فى الانتخابات البرلمانية المقبلة والتراجع عن قرار المقاطعة لها فإن الوزير فى ذلك لم ينجح كثيراً بل نجح فى زيادة مشاعر الاحتقان لدى الرأى العام المصرى تجاه السياسة الأمريكية فى مصر.
قال «كيرى» فى مؤتمره الصحفى إنه لم يأتِ إلى مصر من أجل دعم طرف سياسى ضد آخر، وكأنه ينفى أن واشنطن تدعم جماعة الإخوان وسياساتها تجاه المعارضة، إلا أنه بعد هذا التصريح دعا وبقوة إلى مشاركة المعارضة فى الانتخابات متجاهلاً أسباب المقاطعة!
يدعو «كيرى» المعارضة للمشاركة لكنه ينفى انحيازه لطرف ضد الآخر؟!
لقد انفتح بالأمس أخطر أبواب انتهاك السيادة الوطنية فى مصر، وهو باب القبول بتدخل دولة عظمى مستغلة علاقاتها ومصالحها التاريخية للتسويق لطرف وتليين موقف طرف آخر.
هذا الباب انفتح على مصراعيه ولن ينغلق أبداً.
هذا خطر عظيم فاحذروه!








