قالت وكالة بلومبرج أنه إذا كان انعاش الربحية لبنك « إتش إس بي سي » يمثل امتحانا فان «ستيوارد جلفر» الرئيس التنفيذي للبنك يحارب لينجح في هذا الامتحان، علي الاقل لتتويج انجازاته.
وضرب «جلفر» رقما قياسيا في اعادة بناء الوضع الرأسمالي للبنك بعد رفع نسبة الملاءة المالية من 10.1% إلي 12.3% خلال عام 2012.
كما سبق أن أعلن ان البنك يستهدف رفع الجزء الاول من الشريحة الاولي من رأس المال من الاصول المرجحة بالمخاطر والمتمثلة في نسبة 9% والمحققة بنهاية 2012 إلي 10.3% في 2013، طبقا لقواعد بازل 3.
وقد انجز وعده لزيادة الارباح المدفوعة لحاملي الاسهم كتعويض طبقا لنتائج الاعمال التي اعلنها البنك.
بالاضافة لذلك فان المدفوعات التعويضية التي تحملها «جلفر» تعكس النجاح الجزئي في مجالين اخرين طبقا لمقاييس مالية وغير مالية.
و علي الرغم من ذلك لم يحقق جلفر شيئا يذكر في ثلاثة مجالات اخري، وما زال هناك الكثير من العمل يبذل خاصة لانعاش العوائد وخفض التكاليف الاجمالية.
واجمع المستثمرون علي ان جلفر لديه المزيد من العمل والافعال لتحسين الربحية وتطويرها.
قال احد اهم 10 مستثمرين في البنك ان نتائج البنك محبطة قليلا ولكن ليست مفاجئة، الارباح انحفضت قليلا ولكن ليست بعيدة عن العائد المستهدف من الاسهم.
ولم يندهش «جلفر» من هذا التقييم غير الجيد من المستثمرين ومن الشكاوي المعروضة امامه نظرا لأنه تم تغريم البنك 2 مليار دولار من قبل السلطات الأمريكية علي مخالفات غسل الأموال المكسيكية ومن مختلف الانتهاكات والعقوبات العام الماضي.
و الاهم من ذلك هو تفاقم نسبة كفاءة التكاليف والتي تمثل 62.8%، في مقابل مستهدف يتراوح بين 48% و52%، بسبب التغييرات المرتبطة بعمليات البيع الخطأ والقرارات التنظيمية.
فقد قام البنك بتخصيص 2.3 مليار دولار اضافية لتغطية التعويضات الناتجة من البيع الخطأ من مدفوعات التأمين واسعار الفائدة التحوطية للمستهلكين من المملكة المتحدة والشركات الصغيرة ومتوسطة الحجم.
قال «دوجلاس فلنت» رئيس بنك « اتش اس بي سي » ان مبلغ 1.7 مليار دولار تم تخصيصه لاصلاح منظومة الدفع التأمينية PPI ، لكي يكون اجمالي المخصصات لدي البنك 2.4 مليار دولار.
و تابع ان البنك لديه احتياطي يكفي لتغطية 15 شهراً، بالاضافة إلي 589 مليون دولار مخصصات لتعويض اصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة والتي بيعت منتجاتهم بشكل سيئ، طبقا لمراجعة هيئة الخدمات المالية والتي تعكس ايضا موقفا محافظا.
و علي الرغم من ذلك، فبالنظر إلي «تكلفة أداء الدخل» فإن المستثمرين يهتمون بالعوائد المتواضعة. البنك يتعرض دائما لضربات لأن الشركات تعتبر أن تحقيق المزيد من التكاليف خطأ وسوءاً من الإدارة، ولكن «جليفر» قال ان خطط تكاليف الدخل ارتفعت نتيجة الركود الاقتصادي في أوروبا والولايات المتحدة وانخفاض أسعار الفائدة بهما بشكل مستمر.
وصل العائد علي الاسهم في بنك اتش اس بي سي 8.4%، منخفضة من 10.9% السنة الماضية واقل من النسب المستهدفة والمتراوحة بين 12% إلي 15%، ومرة اخري حصل «جلفر» علي صفر في سجل ادائه في هذا المجال. وتعرض علي قيمة الدين والتي وصلت إلي 5.2 مليار دولار.
قال «جلفر» انه اذا لم توجد هناك ازمة في اوروبا والولايات المتحدة الامريكية، فان البنك كان بامكانه تحقيق عوائد عالية علي الاسهم و الوصول بها بين النسب المستهدفة من 12% إلي 15%، واعترف ان اتجاهات ازمة منطقة اليورو أو اليورو زون في 2011 ابطأت من اداء البنك وجاءت علي غفلة وبدون استعداد كاف للتصدي لعواقبها السيئة.
وأعلن رئيس بنك « إتش إس بي سي » انه مازال لديه طرق للنجاح في الاداء قبل نهاية مدته واصر علي انه حقق تقدما ملحوظا منذ اعلانه عن تدابيره في مايو 2011 والمتمثلة في خفض التكاليف وتحقيق ربح قليل في السوق. وقال «فلنت» انه مازال هناك الكثير من العمل والتدابير.
وحصل «جلفر» ايضا علي مدفوعات جزئية لـ«استراتيجية التنفيذ» والتي تعكس توسع البنك في قلب الاسواق الناشئة مثل الصين والبرازيل.
و تجاهل الاهتمام بالانخفاض في الاداء الاقتصادي في الصين قائلا انه لا يمكن ان تحدث صعوبة في ارض «ثاني اكبر اقتصاد في العالم» بعد ملاحظة النمو المرتفع في الربع الثالث في العام الماضي.
و المجموعة الاخري من الامتحانات ستكون في اليوم الذي سيحضر فيه المستثمرون في البنك في مايو، والذي سيعرض فيه الرئيس التنفيذي هذا لأولويات هذا العام.
كتبت – رغدة هلال







