تراهن شركة « اريكسون » علي 4 محاور لزيادة مبيعاتها في السوق المحلية العام الجاري، وتري أن النمو المرتقب مدفوعاً بزيادة احتياج المستهلك لخدمات الاتصالات التي لا غني عنها، وأصبحت تحتل مرتبة متقدمة للاحتياجات الإنسانية بعد الغذاء.
وتسعي « اريكسون » في خطتها خلال العام الجاري للاعتماد علي الكوادر البشرية التي تتمتع بخبرات الشركة العالمية في اقتناص فرص للنمو مع مشغلي المحمول، بالاضافة إلي التركيز علي خدمات الحزمة العريضة للمحمول ومنصة التشغيل والشبكات المدارة.
قال أحمد مصطفي ، نائب الرئيس التنفيذي ورئيس وحدة العمليات لشركة « اريكسون » بشمال شرق افريقيا، ان المحور الأول في استراتيجية الشركة خلال العام الجاري يتضمن الاعتماد علي توفير الكوادر البشرية المصرية المؤهلة بخبرات عالمية، مشيراً إلي نقل خبرات شركة اريكسون العالمية إلي الكوادر المحلية وهو ما أسهم في توفير عدد كبير من المهارات البشرية المصرية بالشركة.
أكد أن « اريكسون » توفر احتياجات عملائها عبر الدمج بين الخبرة العالمية والأيادي المحلية بما يحقق سرعة الاستجابة لمطالبهم بخلاف العامل النفسي للعملاء في ظل التعامل مع مصريين متواجدين بصفة دائمة.
أوضح ان المحور الثاني في الاستراتيجية يشمل الحزم العريضة للمحمول البرودباند ـ ومنها الجيل الثالث وLTE، وتسعي شركته لتحديث خدماتها وأجهزتها وتأهيل كوادرها بصفة مستمرة بما يسمح بتقديم الخدمة للمشغلين عقب طرحها في مصر.
أضاف: «خدمات الجيل الثالث حققت نتائج جيدة جداً وفاقت التوقعات علي المستوي العالمي ولكن نموها في السوق المحلية ليس بالنسبة نفسها، موضحاً ان الخدمات متاحة ـ حالياً ـ بشكل كبير علي مستوي الجمهورية وتزايد استخدامها خلال العامين الماضيين بفضل انتشار مواقع التواصل الاجتماعي.
وقال، إن الفترة الأخيرة شهدت نمواً كبيراً في خدمات الجيل الثالث مما أسهم في زيادة عمليات التحميل من الإنترنت، كما ارتفعت نسبة المرور علي شبكات مشغلي المحمول مقارنة بالسنوات السابقة.
وأكد مصطفي ان المحور الثالث في الاستراتيجية يشمل الشبكات المدارة بمعني توفير المحطة لشركات المحمول، بالاضافة إلي تشغيلها وإدارتها نيابة عن المشغل، مشيراً إلي نمو هذه الخدمة بصورة جيدة في الأسواق المحلية والاقليمية.
تقدم اريكسون خدماتها إلي أكثر من 800 مليون مشترك في 100 دولة .
أضاف ان المحور الرابع يتضمن منصة تتيح لمشغل المحمول التحكم في الشبكات، موضحا انه بإمكان العميل زيادة الكفاءة للشبكة من خلال نظم دعم المعلومات والعمليات، ويستطيع المشغل التحكم في الشبكة بصفة كاملة بما يحقق أكبر قيمة ممكنة للمستهلك.
قال نائب الرئيس التنفيذي: «لدينا عقود محلية لإدارة شبكات أو أجزاء منها ونقوم بتشغيل إدارتها في مقرات المشغل، كما تم خدمة إدارة الشبكات بتركيز المشغل علي النواحي التسويقية والمالية لجذب المستخدم والاستغناء عن النواحي الفنية للشبكة لصالح متخصصين بشركة «اريكسون».
وأكد أن « اريكسون » تقدم هذه الخدمة لإدارة شبكات كاملة أو جزء منها حتي في حالات انشاء هذه الشبكات من شركات منافسة، وأن شركته تعاملت بمنتهي الحرفية مع المغشلين لتخطي الصعوبات التي واجهتهم في عمليات سرقة المحطات.
وأشار إلي إمكانية إدارة الشبكات من جميع النواحي التكنولوجية والأمنية والدعم الفني المستمر لمدة 24 ساعة للمحطات والصيانة لوحدات التكييف أو الجينيرتور.
قال مصطفي، إن « اريكسون » توفر ـ حالياً ـ خدمات انشاء الشبكات مع اتصالات وفودافون وموبينيل، حيث يعمل كل مشغل وفق استراتيجية خاصة وتلبي شركته احتياجات المشغلين للتغطية سواء بالتوسع في منطقة الدلتا أو الصعيد أو سيناء.
بدأت شركات المحمول مؤخراً في التوجه لاستخدام الطاقة الشمسية في المحطات بديلاً عن السولار في ضوء ارتفاع الأسعار.
وقال نائب الرئيس التنفيذي، إن تحول المحطات للعمل بالطاقة الشمسية يوفر تكاليف الدعم والصيانة علي المدي البعيد، إلا أن الاستثمار في محطات المحمول العاملة بالطاقة الشمسية في مصر مازال منخفضاً.
أكد أن فترات الصيانة في محطات المحمول العاملة بالطاقة الشمسية أقل من التقليدية، فضلاً عن استخدام طاقة نظيفة بكفاءة وجودة أعلي، بينما تنحصر أسباب عدم التوسع فيها بالسوق المحلية في توفير سبل دعم المحطات التقليدية من صيانة وسولار ليكون الاستثمار في الطاقة المتجددة غير مشجع.
قال: «نتعاون مع مشغلي المحمول الثلاث في إنشاء وتوسيع الشبكات، كما تنفذ اريكسون عمليات أخري للشبكة منها تزويدها بالتكنولوجيا الاحدث بصفة مستمرة ومنها خدمات الجيل الثالث، حيث لا ينتهي الطلب علي التطور فطالما وجد الطلب علي الخدمات يجب تلبية رغبات العملاء».
عن المحطات المتنقلة التي انتشرت الفترة الأخيرة أشار إلي ان شركته تقوم بانشائها لصالح مشغل المحمول الذي ينتقل بها في التجمعات وأماكن الكثافة العالية لتحسين جودة الخدمات المقدمة، فيما تقدم شركته الخدمات لجميع مشغلي الاتصالات في مصر وتشمل الراديو والخدمات ومنصفات التشغيل والدعم الفني والصيانة.
قال مصطفي، إن الاتصالات أقل القطاعات تأثرا بسبب الأوضاع الراهنة بالبلاد والدليل علي ذلك الاستثمارات التي يتم ضخها في المحمول والإنترنت والثابت وزيادة العملاء بشكل ملحوظ.
وأكد ان الاتصال أصبح من احتياجات الإنسان الطبيعية مثل المأكل والمشرب، طالما أن الاستثمار لن يتوقف في الزراعة فلن يتوقف في الاتصالات».
قال: «من يستطيع ان يؤمن المأكل يستطيع ان يؤمن الاتصال باعتباره من الضروريات التي فرضتها الحياة رغم انه لن يصل إلي مرتبة المأكل والمشرب الا انه من أولويات احتياجات الإنسان».
أضاف ان حال استمرار الشركات في ضخ المزيد من الاستثمارات بالقطاع فإن هناك فرصاً أكبر للنمو في ظل التطور الكبير جدا فمنذ سنوات كان امتلاك الموبايل ظاهرة ولكن الآن أصبح الطبيعي تصفح الجرائد عبر الموبايل وارسال الاميلات والتواصل الاجتماعي عبر المحمول.
وقال، إن شركته متواجدة في مصر منذ عام 1897 من خلال ربط القاهرة بالإسكندرية عبر سنترال، وأكد ان « اريكسون » لا تصنف السوق المحلية تحت أي تصنيف لمخاطرة الاستثمار وانما تحتكم إلي التصنيف العالمي في مؤشرات الاتصالات وحصلت القاهرة علي المركز 17 من حيث الاتصال.
أكد مصطفي استمرار تطور قطاع الاتصالات خلال العامين الماضيين مقارنة بالسنوات السابقة، وبصفة عامة وحدث تطور في حجم الاعمال ولكن ليس بنسبة كبيرة، متوقعاً ان تستحوذ السوق المحلية علي حصة كبيرة من الأجهزة المتصلة المتوقع لها ارتفاعها إلي 50 مليار جهاز في العالم بحلول 2020.
وأشارت دراسة لمؤسسة «جارتنر» العالمية إلي ان المحمول الذكي بات الاختراع التكنولوجي الوحيد السهل التنقل والاستخدام والذي بإمكانه اتاحة الاستماع إلي الموسيقي من خلال الراديو مباشرة أو عن طريق تحميل بعض الاغاني المفضلة سواء عبر الإنترنت أو من خلال أجهزة الكمبيوتر.
واستبعد أن تكون التغييرات الإدارية للحكومة المصرية قد أثرت بصورة كبيرة علي اتجاهات القطاع أو ضخ استثمارات فيه، خاصة ان الاوضاع الراهنة هي التي اجبرت علي هذه التغييرات، مدللا علي ذلك باتخاذ قرارات طرح رخصة موحدة بالسوق والاعداد لاطلاق خدمات تحويل الاموال عبر المحمول، كما ان تقديم خدمات الاتصالات مجمعة من خلال الثابت والمحمول والإنترنت وسوف يسهم في تحقيق اضافة بالسوق سواء علي مستوي الاستثمارات أو الخدمات المقدمة أو معدلات الاستخدام.
قال، إن العامل الرئيسي في تقديم جميع خدمات الاتصالات لعميل واحد تكمن في إعادة توظيف المستهلك لنفقات الاتصالات، بمعني ان يقسم المستخدم النفقات بين الثابت والمحمول والإنترنت لشركة واحدة، فضلاً عن العروض والباقات التي ستزدهر بعد إطلاق الرخص الموحدة.
وأكد أنه يمكن للعميل استغلال الثابت والمحمول والإنترنت بصورة أفضل من الفترة الحالية بخلاف المرونة التي ستتولد في السوق بعد تقديم الشركات جميع خدمات الاتصالات والتحكم في الأسعار.
وأوضح أحمد مصطفي أن التطبيقات المتاحة ـ حالياً ـ تعتبر من التحديات التي تواجهه شركات المحمول وعليها ان ترفع من استخدامات المستهلك لها، مشيراً إلي ان العميل يستخدم الإنترنت من مشغل المحمول بينما باقي التطبيقات من الشركات العالمية مثل ياهو وجوجل وابل، وبالتالي طرح الشركات مزيداً من التطبيقات يسمح بالاستحواذ علي قيمة جديدة من انفاق العملاء.
وتوقع مصطفي ان تؤثر هذا التطبيقات بشكل إيجابي وان ترتفع معدلات الاستخدام للمستهلك والمستفيد في النهاية المستخدم، مطالباً المشغلين بدراسة كيفية توظيف الاستثمارات في الخدمات المقدمة.
وتوقعت « اريكسون » زيادة مبيعات الهواتف الذكية عالمياً بنسبة 50% حتي نهاية 2013، بالاضافة إلي تجاوز عدد مستخدمي خدمات الإنترنت المتنقلة لعدد مستخدمي خدمات الإنترنت الثابتة مدفوعة بمزيد من الطرازات ذات الأسعار الجيدة، علاوة علي اهتمام المستخدمين بالحصول علي التطبيقات والبيانات بسلاسة علي أجهزة متعددة.
قال نائب الرئيس التنفيذي، أن الرؤية ستكون أوضح بالنسبة للرخص الموحدة وسيكون هناك مزيد من العقود والاستثمارات لتوفير خدمات الثابت لشركات المحمول وخدمات المحمول للمصرية للاتصالات، وبالنسبة لتغيير الأسعار لها أكثر من عامل حاسم وليس ـ فقط ـ دخول مشغل جديد وان العامل الرئيسي بها تطور الاقتصاد المصري.
وأكد أن السوق في مصر كبير جدا والنمو حتمي في ضوء استخدام المستهلك الاتصالات للموبايل والكمبيوتر المحمول والسيارة والمنزل وكل هذا يكون متصلاً من خلال نظام واحد، خاصة ان نسبة انتشار المحمول لم يصبح مقياسا للنمو وحجم الاعمال تجاوز معدل الانتشار بالسوق 100%.
أوضح أن الفترات السابقة تم قياس نسبة الانتشار علي عدد السكان اما الآن بعد تخطينا حاجز 100% اصبح هذا العالم غير متعلق بالنمو وان المستخدم اصبح العامل الرئيسي في استخدامه الاحتياج وبعد عدة سنوات سوف يتم التوصيل ما بين الموبايل والمنزل والسيارة.
وقال، إن السوق المحلية مازالت منتعشة في مجال الاتصالات، وكانت « اريكسون » قد حققت ارتفاعا في الربع الأخير من العام الماضي بنسبة 39% بمنطقة الشرق الأوسط مقارنة بالفترة نفسها من 2011، متوقعاً تحقيق مستهدف الشركة خلال العام الجاري.
وتوقع مصطفي ان يسهم الوضع القائم في النمو وان يشهد عام 2013 تطوراً علي مستوي حجم الاعمال والتعاقدات، خاصة ان مصر من الاعمدة الرئيسية في الشرق الأوسط.
أضاف ان احتياج العميل يرتفع من حيث الكم والكيف، ويسعي لاستخدام سرعة أكبر جودة أعلي، موضحاً ان الجيل الرابع LTE يقدم هذه السرعة، بالاضافة إلي انه يقلص المدة الزمنية التي تسبق تحميل البيانات.
توقعت «اريكسون» نمو الاشتراكات في شبكات خدمات التطور طويل الأمد « LTE » لتتجاوز شبكات مشاريع « LTE » حاجز 100 مليون اشتراك ففي عام 2013.
ووفرت «اريكسون» نهاية الربع الأخير من عام 2012 ما يزيد علي 60 شبكة « LTE » تجارية حية في جميع القارات، وتمر حوالي 50% من مجمل حركة بيانات الهواتف الذكية عبر « LTE » من خلال شبكات اريكسون وتستطيع « LTE » توفير محتوي عالي الجودة خاصة لمقاطع الفيديو دون الحاجة لتخزين انتقالي.
وقال انه وفقا لدراسة اعدتها اريكسون فانه كلما يرتفع النضج التكنولوجي يضيف إلي معدلات نمو الاقتصاد القومي للدولة.
أكد أن الخدمات التي تقدمها الشركة لعمليات تحويل الاموال عبر المحمول تطبق من خلال منصفة تشغيل وأي شركة تسعي لتقديم خدمات مثل هذه الخدمة يمكن استخدامها منصة اريكسون والتي تم بشأنها عقد شراكة مع ويسترن يونيون باعتبارها مقبولة عالميا.
وأوضح ان هذه المنصة ضرورية لإجراء عملية تحويل الأموال.
ومنحت «ويسترن يونيون» المتخصصة في خدمات الدفع العالمية ترخيص لنظام المحفظة الالكترونية من شركة اريكسون «Ericsson Waller Platform» وستتيح اريكسون للمشغلين من خلال هذا الترخيص ادراج خدمات ويسترن يونيون لتحويل الأموال عبر المحمول ضمن مجموعة خدماتها المالية، لتمكين المستخدمين من ارسال وتلقي الأموال بين مختلف دول العالم باستخدام المحمول.
واستعدت اريكسون تطبيق خدمات تحويل الأموال عبر المحمول في مصر فور إعطاء الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات هذه الرخصة وبلغت أرباح اريكسون في الربع الأخير من العام الماضي قبل الفائدة والضرائب 604.64 مليون دولار.
كتب – محمود رضوان