ندفع أموالاً لرجال الشرطة حتي نعمل دون مشكلات.. ولم يتم إلقاء القبض علىَّ ولا مرة
السودان وسوريا والسعودية أهم مصادر العملة الأمريكية
تجارة العملة صعبة وتعرضنا لعمليات نصب كثيرة
الحاج عبد السميع، أحد أشهر تجار العملة في العتبة يعمل بجانب هذا المجال تاجراً للشنط والأحذية قال: إنه سافر إلي السعودية في بداية حياته وخلق علاقات قوية بالتجار هناك، ثم عاد إلي مصر وقرر أن يستورد بضائع مختلفة من السعودية ودول أخري، ولكن المشكلة الأساسية التي كانت تواجهه هي الحاجة المستمرة للعملة.
يرصد عبد السميع المعاناة التي كان يمر بها للحصول علي العملات اللازمة التي دفعته إلي تجميع العملات من شركات الصرافة، وكان لديه يقين بأن هذه الشركات تستغل احتياجه للدولار والريال وتقوم برفع سعره.
راودت عبد السميع فكرة توفر له العملة وتحقق له مكاسب أيضاً، تقوم الفكرة علي عدم التعامل مع شركات الصرافة والاتجاه إلي شراء العملة وخاصة الدولار من العرب والأجانب بسعر أعلي من شركات الصرافة لجذبهم ثم اعادة بيعه بسعر أعلي.
جمع عبد السميع نتيجة هذه الفكرة حجم دولارات ضخماً وبعدها باشهر قليلة حدثت أزمة تعويم الجنيه في 2003 وحقق له ذلك الحصول علي مكاسب كبيرة من تجارة العملة خاصة في هذا التوقيت ثم استمر في هذا المجال بعد أن خلق «زبون».
يقول عبد السميع إن العمل بتجارة العملة كان يسير بشكل جيد حتي بداية 2010 حيث توقفت تجارة العملة إلي حد كبير، وأصبح السوق يعتمد علي الصرافات، لأنها تتعامل بسعر البنك المركزي، ولكن اندلاع الثورة أعاد لهذا السوق رونقه من جديد.
عبد السميع اعترف إن أزمة الدولار التي يواجهها السوق مفتعلة وليست حقيقية إلي حد كبير وذلك بسبب انتشار الشائعات عن عدم توفر الدولار واتجاه شركات الصرافة إلي ادعاء عدم توفر الدولار لبيعه في السوق السوداء بأسعار أعلي من أسعاره في السوق الرسمي ولكن ذلك لا يعني عدم وجود أزمة خلقها عدم الاستقرار السياسي والأمني الذي أثر علي عدم الاستقرار الاقتصادي الذي أدي إلي تراجع الاحتياطي من النقد الاجنبي نتيجة تراجع عوائد السياحة وتراجع الاستثمارات.
وأكد أن الفترة الحالية تضاعفت خلالها حجم الطلبات الخاصة بالتجار والشركات المستوردة خاصة خلال الشهور الثلاثة الأولي من هذا العام.
واتهم شركات الصرافة باستغلال متطلبات المستوردين ورفع سعر بيع الدولار إلي جانب رفع سعر الشراء لجذب العملاء لزيادة المعروض لديهم وعدم التزامها بالأسعار الرسمية.
عبد السميع قال إنه يتعامل مع كل الفئات تقريباً ولكن اكثرهم من المستوردين والتجار والشركات الخاصة الكبري والصغري وافراد أخري بحاجة ماسة للعملة للسفر أو لأي أغراض أخري.
قال إن اهم مصادر الدولار لديه يأتي من الاجانب والعرب اكثرهم من السودان وسوريا بجانب المعارف والاصدقاء بالسعودية وبلاد أخري والذين يقومون بتحويل كثير من العملات مقابل عمولة لاتتعدي 10% لافتاً إلي أنه في بعض الأحيان يتعامل مع مديري فروع بعض البنوك لشراء الدولار منهم، مؤكداً أنه يعمل معه اكثر من 20 شخصاً في العتبة يقومون بتجميع العملاء والشركات وخاصة شركات السياحة وأحاول تجنيد اكثر من موظف بالبنوك لتوفير الدولار.
وعن تعامله مع شركات الصرافة قال إنه يتعامل مع الصرافات فقط لبيع الدولار لكن بزيادة في الأسعار تصل إلي 15 قرشاً علي السعر الدارج في السوق السوداء، مؤكداً أنه لا يقوم بشراء أي كمية منهم.
أما فيما يتعلق بكيفية تحديد السعر، فكشف أن ذلك يتم من خلال تاجر عملة كبير في شارع عدلي يقوم بتحديد أسعار العملات كل يوم ويقوم بتبليغها لباقي التجار وفقاً لحركة السوق السوداء وحجم الطلب والعرض.
عبد السميع فجر مفاجأة عندما سألناه عن مدي تخوفه من مباحث الأموال العامة، حيث أكد أن كثيراً من الحملات تأتي إليه ولا يجدون لديه أي دولارات، خاصة أنه يعطي مقابلاً مادياً لرجال الشرطة المتواجدين بجانبه ليقوم بعمله دون أي مشكلات، مشيراً إلي أن لم يدخل اقسام الشرطة ولو مرة واحدة نتيجة عمله.
وعن الأماكن التي يعمل بها قال إنه يعمل في اكثر من محافظة من خلال مندوبين يعطي لهم عمولة لاتتعدي 10% ولكن التواجد الاساسي يكون في وسط القاهرة.
قال إنه تعرض في أوقات كثيرة للنصب من أشهر تلك الحالات عندما أرسل أحد مندوبيه لاتمام بيع 20 ألف دولار بأحد شوارع وسط البلد لسيدة صرخت بعد أن حصلت علي المبلغ وقبل أن تدفع المقابل واتهمت المندوب بالتحرش بها مادفع المواطنين لضربه «علقة ساخنة» واستغلت السيدة حالة الفوضي وهربت بالشنطة ولذلك يقوم بإرسال شخصين آخرين يراقبان المندوب من بعيد ويتدخلان عند الحاجة.
واختتم عبد السميع حديثه بأن العاملين بهذه التجارة يحصلون علي أرباح ضخمة ترتفع كلما تفاقمت الأزمة ولذلك «إحنا أكثر ناس مستفدين من الأزمة».