قررت كوريا الشمالية فجأة سحب عمالها البالغ عددهم نحو 55 ألف فرد من منطقة كايونج الصناعية التي تأسست في 2004 وتضم أكثر من 120 مصنعاً مهددة بالإغلاق حيث إن جميع العمال من كوريا الشمالية والمديرين أيضاً البالغ عددهم 475 فرداً.
وقد تم إنشاء هذه المنطقة بالاتفاق بين البلدين من أجل دعم فرص إحلال السلام وخطوة علي طريق تطبيع العلاقات بين الجارتين المتناحرتين.
وتعتقد الولايات المتحدة والصين ان زيادة الروابط الاقتصادية بين البلدين ستحد من فرص اندلاع الحروب التي قد تكون مدمرة بسبب امتلاك بيونج يانج أسلحة نووية.
قال كيم يانج جون، سكرتير اللجنة المركزية لحزب العمال الحاكم إن المنطقة الصناعية باتت في قلب الصراع السياسي حيث تحولت إلي مسرح للمواجهة السياسية خلافاً لطبيعتها الأصلية ومهمتها التي تأسست من أجلها.
أضاف انه أمر مأساوي ان تتحول منطقة صناعية تهدف إلي خدمة أغراض المصالحة القومية والوحدة والسلام وإعادة التوجه إلي مسرح للحروب.
تقوم المصانع في هذه المنطقة بإنتاج سلع رخيصة بأيد عاملة رخيصة من الشمال واعتماداً علي التكنولوجيا المتقدمة في الجنوب وهي أهم مصادر الوظائف لولاية كايونج ثالث أكبر المدن الشمالية.
وتمثل مصانع الأحذية والملابس 70% من البضائع بينما تخصصت 30% من المصانع في إنتاج مواد كيميائية ومنتجات كهربائية كالتي تشتهر بها دول جنوب شرق آسيا.
وتعتبر هذه المنطقة الصناعية مصدراً مهماً للعملة الأجنبية حيث يحصل العاملون فيها علي نحو 90 مليون دولار سنوياً بمتوسط شهري 110 دولارات لكل عامل.
يري بعض الخبراء أنه من الضروري التركيز علي العودة إلي المفاوضات مع كوريا الشمالية عبر المحادثات السداسية لكن من المهم هذه المرة تجنب الحديث عن تخلي بيونج يانج عن أسلحتها النووية الموجودة بالفعل والتركيز علي تقديم مساعدات اقتصادية واستثمار أجنبي مقابل إغلاق المفاعلات النووية التي مازالت تعمل.
يؤكد تقرير لموقع بيزنس انسيدر ان الاقتصاد هو الباب الخلفي لتطبيع العلاقات في شبه الجزيرة الكورية حيث يرغب الطرفان في الحفاظ علي مصالحهما.
يتم طرح النموذج التايواني لحل الصراع مع الصين بالتركيز علي دعم السياحة بين الطرفين وزيادة الرحلات الجوية المنتظمة ومساندة المشاركة في التجمعات الدولية وإنشاء المراكز التجارية المشتركة مع زيادة التبادل بين الطرفين.
ويساعد التطور الاقتصادي لكوريا الشمالية علي مزيد من الاندماج في المجتمع الدولي والمزيد من الانفتاح علي الغرب الذي يمثل محور التجارة الدولية فضلاً عن الدول الناشئة القريبة منها مثل الصين ودول جنوب شرق آسيا.







