أكدت الأسابيع الأخيرة من المناوشات واستعراض القوة والتصعيد العسكري حقيقة قاسية أن كوريا الشمالية – التي هي أقرب إلي وضع رأس حربي نووي علي صاروخ من ايران وهددت بضرب الولايات المتحدة وحلفائها – تعتبر هي التحدي الأكثر إلحاحا لكن القوي الكبري لم تتوصل لسبل لمواجهته.
تولي الزعيم الكوري الشمالي، كيم جونغ أون، السلطة في أواخر عام 2011، ومنذ ذلك الحين، أطلقت كوريا الشمالية صاروخا من ثلاث مراحل وأجرت تجربة نووية، وبعد أن فرض مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عقوبات جديدة في الشهر الماضي عليها لإجرائها اختباراً نووياً ثالثاً في فبراير، أصبح خطاب كوريا الشمالية أكثر عدوانية.
وهدد بضرب المدن الأمريكية بالصواريخ البالستية الحاملة لرءوس وأعلنت نفسها في حالة حرب مع كوريا الجنوبية.
علي الجانب الآخر، مضت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية قدما في المناورات العسكرية المشتركة، وصعدت واشنطن من موقفها بإرسال سفن إضافية وقاذفات الشبح من نوع بي-2 والطائرات المقاتلة إف- 22 وقاذفات بي- 52 لتنتشر في سماء الجنوب، كما أعلنت أنها سوف تنشر نظم الدفاع الصاروخي البري في جزيرة جوام في المحيط الهادئ.
وتعهد الرئيس الكوري الجنوبي، بارك جيون هاي، بالرد بسرعة علي أي هجمات تصعيدية من الشمال.
كان من الحكمة أن تعزز إدارة أوباما من قواتها في المنطقة، رغم أن العديد من الخبراء يؤكدون أن الزعيم الشمالي «كيم» لن يهاجم أكبر قوة عسكرية في العالم أو حلفاءها، ولكن واشنطن لديها التزام لضمان أنه إذا كان هذا الافتراض غير صحيح، فإنه يمكن الدفاع عن الوطن. كما ان هذه الخطوة كانت وجيهة لطمأنة كوريا الجنوبية واليابان علي أن التزام أمريكا بدورها الدفاعي سوف يظل ثابتا وتعالت أصوات بعض الساسيين في واشنطن وسول لدفع حكوماتهم لتطوير قدرات برامج الاسلحة النووية، وهو أمر سيكون كارثياً وغير ضروري. وأخيرا، هناك رسالة من الولايات المتحدة إلي الصين تحديدا وهي أنه إذا كانت لن تكبح جماح حليفتها التي تساعدها في الوقوف علي قدميها بامدادها بالوقود والغذاء والتجارة، فإن واشنطن سوف تفعل.
ولكنه من الواضح حاليا أنه حان الوقت لايجاد سبل لتهدئة الأزمة، فليس هناك طريقة لضمان أن السيد كيم رئيس كوريا الشمالية، علي وجه الخصوص لن يخطئ الحساب ويدخل في مواجهة خطيرة وقد أرسلت إدارة أوباما وكوريا الشمالية ايضا في الأيام الاخيرة رسائل مختلطة في هذا الصدد.
وكان من المفيد بالفعل إعلان وزير الخارجية جون كيري ان الولايات المتحدة ستتفاوض بجدية علي نزع الأسلحة النووية من شبه الجزيرة الكورية.
ولكن يمكن أن يكون أكثر فائدة تشجيع السيدة بارك جون رئيسة الشطر الجنوبي، لأخذ زمام المبادرة في التعاون مع الشمال من خلال استكشاف حقيقة تعليقات نظيرها الشمالي كيم أون مؤخرا عن رغبته في الحديث عن التنمية.
تبقي الصين ذات دور محوري في أي استراتيجية متماسكة وقد حثت بعض النخب الصينية بكين علي التخلي عن حليفتها وفي حال حدوث ذلك علي الصين تاييد الولايات المتحدة وغيرها لفرض عقوبات بقوة الأمم المتحدة لتقديم رسالة موحدة فإن العالم لن يقبل كوريا الشمالية باعتبارها دولة تمتلك أسلحة نووية مع وجود مسار لإحياء التعاون الاقتصادي والأمن إذا أرادت بكين ان تضطلع به.
يجب أن يكون الاتفاق علي الخطوات القادمة علي رأس جدول الأعمال عندما يزور كيري الصين هذا الأسبوع. ليس هناك ضمان يحدد أي استراتيجية سوف تكون ناجحة، ولكن التصعيد العسكري لا يعتبر حلاً للأزمة أيضاً.
بقلم: مجلس تحرير نيويورك تايمز
المصدر: نيويورك تايمز







