تسعي عدة بنوك في الوقت الحالي التخارج من بعض استثماراتها الخارجية بهدف تحقيق أرباح رأسمالية وتدعيم محافظ السيولة ورءوس أموالها، فضلاً عن إعادة هيكلة استثماراته وتوظيفاتها في ضوء المعطيات الراهنة.
وكان تخارج البنك الأهلي بداية الشهر الجاري من حصته في ماستركارد العالمية لتحقيق أرباح رأسمالية بقيمة 300 مليون جنيه أبرز الأمثلة الواضحة علي استهداف البنوك تسييل بعض استثماراتها لتدعيم مراكزها المالية وإعادة هيكلة توظيفاتها.
وكما يسعي بنك مصر حالياً لبيع حصته في « بنك سامبا » السعودي وستساهم عملية التخارج في تحقيق البنك لأرباح رأسمالية، ذلك بالإضافة إلي اعادة هيكلة بنوك القطاع العام « الأهلي » و« مصر » و« القاهرة » لحصصها في بنك القاهرة كمبالا.
قال تامر خليفة، مسئول الخزانة والاستثمار بالبنك العربي الأفريقي الدولي إن تراجع التدفقات النقدية لأغلب الاستثمارات والتمويلات يضغط علي ربحية البنوك ويدفع بعضها للبحث عن قنوات جديدة لتحقيق الأرباح، لافتاً إلي ان البنوك لا تحبذ الاستثمارات طويلة الأجل لما تجمده من سيولة ومخصصات، مشيراً إلي أن اتجاه البنوك للتخارج من بعض استثماراتها وبيع بعض الأصول الأخري هو أمر طبيعي بهدف تحقيق ارباح رأسمالية للبنك.
أضاف خليفة ان عملية التخارج أو بيع أحد الأصول يأتي بعد العديد من الدراسات والتقييمات التي يلجأ لها البنك بهدف تحقيق أعلي جدوي من عملية البيع، مشيراً إلي أن البنوك تعتمد علي الأرباح الرأسمالية التي تحققها لدخول استثمارات جديدة اعلي جدوي.
وتوقع ان تتجه البنوك التي لديها أصول للتخلص منها الفترة المقبلة لتعويض تراجع الأرباح وتدعيم مراكزها المالية، والدخول في استثمارات أخري أكثر جدوي.
ومن جانبه، قال مسئول أمناء الاستثمار بأحد البنوك العامة إن هناك عملية هيكلة دورية تقوم بها البنوك لمحافظ استثماراتها وتحديد الجدوي من القائم منها والمستهدف منها، مشيرا إلي ان تخارج البنوك من بعض استثماراتها يحقق لها أرباحا رأسمالية ويدعم محافظ السيولة ومركزها المالي.
أضاف أن الأوضاع الراهنة تتطلب إعادة هيكلة التوظيفات والاستثمارات المختلفة لتدعيم أرباح البنوك، مؤكدا أن هناك بعض البنوك التي تعاني من تكدس في محافظ أصولها العينية وهو ما يحملها العديد من الأعباء الضريبية والمصروفات الحكومية الأخري، كما أنه يقلص من مستويات السيولة بالبنك ويحد من معدلات الأرباح التي يحققها.
وأشار محمد علي مسئول الاستثمار بأحد البنوك العامة ان تخارج البنوك من بعض أصولها منتفاة الغرض منها أمر طبيعي وتقوم به أغلب البنوك في ضوء عمليات الهيكلة التي تجريها لمحافظ استثماراتها، فضلا عن ان البنوك في النهاية مؤسسات مالية تهدف تحقيق أرباح من دوران رءوس أموال عملائها وليست جهات ومؤسسات استثمارية تهدف المشاركة في استثمارات قائمة.
وأضاف أن البنوك العامة أكثر اتجاهاً لهيكلة والتخارج من بعض استثماراتها، نظراً لكونها الاكثر امتلاكاً لمحافظ أصول سواء محلية أو إقليمية، مشيرا إلي أن البنوك عندما تجد الفرصة الجيدة للتخارج دون تحقيق خسائر في تقييمات أصولها تتجه للبيع باحثة عن استثمارات أخري أكثر جدوي، كما ان الجميع حاليا يبحث عن الاستثمارات قصيرة الأجل لما تحققه من عوائد سريعة وسهولة دوران رأس المال والتخارج منها دون تأثر تقييماتها بشكل واضح.