تصاعدت حدة قلق المتعاملين بالبورصة من سوء إدارة الرئاسة والحكومة للملفات السياسية والاقتصادية وتزايد الدعوات لتظاهرات 30 يونيو الحالي وارتفاع وتيرة القبض علي النشطاء السياسيين، فضلاً عن فشل صفقة « OT » الداعم الأكبر للسوق الفترة الماضية، ما دفعهم للتخارج بشكل قوي منذ بداية الأسبوع الحالي، ليحقق السوق قبل يوم واحد من نهاية الأسبوع أقوي هبوط أسبوعي منذ أحداث الاتحادية في نوفمبر الماضي.
وتراجعت جميع مؤشرات السوق – أمس – ليهبط مؤشر « EGX30 » إلي أدني مستوياته منذ ديسمبر الماضي بعد أن خسر 2.88% ليغلق عند مستوي 5072 نقطة، كما خسر مؤشر « EGX70 » نحو 2.77%، وهبط مؤشر « EGX100 » الأوسع نطاقاً 2.66% وأغلق عند 702 نقطة، وسط أحجام تداول مرتفعة بلغت 365.7 مليون جنيه وهبطت أسعار 149 من 179 سهماً، وتعدت نسب الهبوط 9%.
اعتبر شريف حشمت، العضو المنتدب لشركة فاروس لتداول الأوراق المالية ما يمر به السوق – حالياً – إحدي تداعيات تخفيض التصنيف الائتماني أكثر من مرة خلال السنة الماضية وبلوغه مرحلة المخاطر الاستثمارية، ما دفع صناديق الاستثمار الدولية لتخفيض حجم استثماراتها في مصر، حيث بلغت مبيعاتهم الصافية منذ بداية العام حتي الأسبوع الماضي 394 مليون جنيه، بالإضافة إلي مبيعات العرب التي سجلت 485 مليون جنيه.
أضاف حشمت ان إعادة ترتيب المركزي لأولويات صرف الدولار بعد تراجع الأوضاع الاقتصادية وانهيار العملة المحلية ونفاد الرصيد الدولاري، بعد تسجيل الاحتياطي الاجنبي في البنك المركزي 14 مليار دولار الشهر الماضي معظمه ودائع قطرية وليبية وتركية مع استمرار نزيفه، أدي لنقص المعروض واصطفاف الاجانب علي البنوك للخروج بحصيلة مبيعاتهم لفترات تجاوزت 4 اسابيع.
اتفق معه أحمد أبوالسعد، العضو المنتدب بشركة دلتا رسملة لإدارة المحافظ وصناديق الاستثمار، مشيراً إلي زيادة فترات الانتظار لعمليات تحويل العملة لتصل إلي 5 أسابيع حالياً بدلاً من 3 إلي 4 أيام.
وأضاف ابو السعد أن تأخر الحكومة عن اتخاذ اي خطوات فعلية في اتجاه الاصلاح الاقتصادي، سواء عن طريق السياسات النقدية أو المالية زاد من حدة الموقف خاصة مع استمرار أسعار الفائدة عند مستوياتها الحالية رغم ارتفاع التضخم، وانتهاج سياسة فرض الضرائب علي جانب السياسة المالية بما يعوق مناخ الاستثمار ويخلق حالة من التضارب في السياسات.
وأشار أبوالسعد إلي توتر العملاء الأجانب من أحداث 30 يونيو خوفاً من زيادة حدة الموقف، حيث كان متوقعاً أن يكون النصف الثاني من الشهر الحالي بداية الهبوط إلا أن الاضطرابات في تركيا دفعت العملاء الأجانب لتنفيذ عمليات بيعية مكثفة أمس خاصة في بداية التعاملات قبل معاودة الشراء في التعاملات المسائية، لتسجل صافي تعاملاتهم بيع 10.5 مليون جنيه نهاية الجلسة.
ونصح أبوالسعد الافراد بعدم التفريط في أسهمهم بسهولة وتقييم استثماراتهم علي أنها أصول وليست أوراقاً بلا قيمة.
طالب حسين الصوالحي، العضو المنتدب لشركة الجزيرة لإدارة صناديق الاستثمار بالاسراع في إصدار قانون انتخابات مجلس الشعب، والتوصل لاتفاق نهائي مع صندوق النقد وتحديد موعد الحصول علي قرض الصندوق كدفعة إيجابية للسوق قبل تدهور الأوضاع بشكل أكبر.
وأكد الصوالحي علي زيادة حدة الهبوط اذا استمرت الاوضاع علي ما هي عليه دون وجود خطة واضحة لانتشال مصر من وضعها الحالي، تقوم علي توليد رؤوس أموال وجذب استثمارات أجنبية بعيداً عن القروض والاستدانة.
وقال محمد ماهر، رئيس شركة برايم لتداول الأوراق المالية أن السوق شهد عمليات اقفال كبيرة للهامش، إلا أن تفعيل الـتداول في ذات الجلسة في صورته الجديدة بوجود تسويات T+1 ساعد بعض العملاء علي المتاجرة مرة أخري والشراء في مستويات أقل، وأضر بعملاء الزيرو كثيراً بعد وصول الاسعار لمستويات متدنية جداً وتحقيق خسائر كبيرة.