محمد عمران يطلب من رئيس الوزراء اختيار قيادة جديدة لرئاسة البورصة المصرية

بعث رئيس البورصة المصرية الدكتور محمد عمران برسالة أخيرة إلى العاملين بمنظومة سوق المال في مصر قبل أقل من إسبوعين من تركه منصبه، مؤكدا أن الفترة الماضية كانت تاريخية وعصيبة على السوق، إلا أنه تخللها نجاحات كبيرة على صعيد أكثر من مجال.

وقال عمران في رسالته انه تعمد مخاطبة جموع العاملين بمنظومة السوق قبل أيام من انتهاء فترة رئاسته لمجلس إدارة البورصة وعمله المتواصل فيها الذي بدأ قبل ست سنوات ليؤكد على التواصل والتفاهم الذي لاقاه خلال فترة عمله والتحديات التى تكاتف الجميع على مواجهتها.

وأشار إلى أنه طلب من رئيس مجلس الوزراء مجددا اختيار قيادة جديدة لتتولى مهام إدارة البورصة المصرية، هذه المهمة التى يعتقد البعض أنها تشريف مثلها مثل المناصب العامة إلا أنها فى الحقيقية هي تكليف وعبء ثقيل، وأن واقع الحال في مصر في الآونة الأخيرة يزيد من وطأة وثقل العمل العام على صدر صاحبه.

وقال عمران إنه أدى مهمته قدر استطاعته وحان الوقت الآن لأخذ برهة من الراحة والعودة لخدمة الوطن من موقع آخر وهو العمل الاكاديمى والبحثي بين الطلاب.

واعرب عن شكره لكل من أخلص العمل لمؤسسة البورصة المصرية خلال الفترة الماضية، مشيرا إلى إنجازات عدة لا مجال للإسهاب في الحديث عنها، ولكن ربما تأتى في مقدمتها نجاحنا في الحفاظ على منظومة التداول في البورصة المصرية بدون توقف رغم الأحداث الجسام التي تتعرض لها البلاد بصورة شبه يومية كذلك إعادة الثقة مع المستثمرين إلى حد كبير فحاولنا بقدر الإمكان إعادة الشركات الموقوفة للتداول في ظل غابة القوانين التي تغل حركتنا.

ولفت إلى أن الفترة الماضية شهدت نجاحا في إعادة هيكلة نظم الرقابة على التداول والإفصاح لتحقيق حماية أفضل للمستثمرين، كما نجحنا في زيادة عدد الشركات المقيدة بشكل ملحوظ، بل وفى ظل تلك الظروف الصعبة فقد تمكنا من انتزاع الشراكة مع بورصة نيويورك يورونكست لإطلاق أدوات جديدة على السوق المصري في الأسواق العالمية وهو أمر كان يعد مجرد التفكير فيه ضرباً من الخيال في تلك الظروف التي تمر بها البلاد والاقتصاد.

ولا ننسى نجاحنا في استضافة حدث عالمى بحضور مئات الشخصيات ومؤسسات المال والاستثمار في العالم في خضم أحداث سياسية جسيمة في تلك الوقت ونجح المؤتمر نجاحاً مبهراً بشهادة الجميع ودون أن نتكلف مليماً واحداً، بل حققت البورصة المصرية عائدا وصل لما يقرب من نصف مليون جنيه من هذا الحدث. ولا أحب الحديث عن مؤشرات السوق وارتفاعاتها فهي أمر مرتبط بالأوضاع السياسية والاقتصادية ولكن لا يخفى على أحد أن السوق قد سجل ارتفاعاً بما يزيد عن 50\% خلال 2012، من جانب أخر فقد تمكنا من رفع إيرادات البورصة من خلال بعض التعديلات الطفيفة دون زيادة في أحجام التعاملات ولولا القوانين الجامدة لكنا تمكنا من زيادة الإيرادات بشكل كبير.

ونوه إلى أن إعادة هيكلة البورصة من الناحية الإدارية، ورغم أنه لم يتم الوصول إلى مرحلة الرضا التام في هذا الأمر أيضاً ولكن قد تتفقون معي أن هذه الفترة شهدت إعادة قدر كبير من الحقوق لأصحابها، حيث تمت ترقية وانتداب عدد كبير من العاملين خلال فترة رئاستي للبورصة وهذه ليست منة منى ولا فضلاً حيث تمت جميعها وفقاً للقواعد القانونية المنصوص عليها، بل ولأول مرة في تاريخ البورصة أعُطيت حقوقاً لعاملين دون أن يطلبوها ودون أن يتظلموا منها وذلك لحصول آخرين عليها.

وعلى المستوى المالي أشار إلى تسلم إدارة البورصة وبها عجز سنوي يقترب من حاجز 16 مليون جنيه، وهذا العجز كان سيستمر ويتفاقم فى السنوات التالية إذا استمر الوضع على ما هو عليه، ولكن بفضل الله فقد تمكنت في العام الأول من تخفيض العجز بشكل ملحوظ وأنا أعلم أن الكثيرين لم يكونوا على رضي مما قمت به في تلك المرحلة.

وأوضح أن هذا التخفيض في العجز لم يأتي بتخفيض المرتبات أو بتقليل الامتيازات المالية للعاملين وحدها كما يتصور البعض، ولكن هذا التخفيض جاء غالبيته من خلال إعادة الهيكلة المالية من خلال جهود مضنية من أجل إعادة التفاوض مع الجهات الخارجية لتخفيض الالتزامات المفروضة على البورصة وفقاً لتعاقدات سابقة وهذا وفر بضعة ملايين للبورصة،

وأشار إلى أن هناك الكثير من الأمور التي كان يتم الأنفاق عليها بإسراف غير مقصود ويمكن بتعديلات بسيطة أما توفير جزء كبير من المنفق عليها أو حتى الاستغناء عنها دون أن تتأثروا ولذلك وضعت خطة تقشفية تم من خلالها الاستغناء أو الاقتصاد في استخدام عدد من البنود ربما تبدأ من تخفيض استهلاك أشياء بسيطة مثل المياه والكهرباء ولا تتوقف عند التوفير في بعض البنود التي قد اعترف إنها هامة بالفعل ولكن يمكن للمؤسسة أن تستمر دونها، وربما كان يتضايق البعض منى عندما أطالب بالاقتصاد في أي من الأمور، وكنت في هذا يملئني العجب ففي نهاية الأمر هذه أموالكم التي يتم إنفاقها وعندما يتم توفيرها فلابد أن تكونوا أنتم أكثر حرصاً منى على ذلك.

وأكد على أن حتى الامتيازات المالية للعاملين التى يرى الجميع أنها تأثرت فقد حرصت على الحفاظ على حد أدنى من الامتيازات لا يخضع لأهواء رئيس البورصة فهذا حق لكم وليس منة تستجدى، وإذا كان بعضكم يرى أن هذه الامتيازات قد انخفضت، فلا أريد أن أذكركم أن هناك من المؤسسات في مصر من اتخذت إجراءات أصعب، وهناك من المؤسسات التي تعجز بالأساس عن سداد المرتبات الشهرية، وهناك من المؤسسات التي لجأت إلى تسريح العاملين، والحمد لله لم نضطر إلى اتخاذ أي من هذه الخطوات، ولكن أقول بصدق لو كان مستوى الإنفاق استمر بالشكل السابق لكنا وصلنا لتك المرحلة وأسوأ فى أسرع وقت، ولم يكن أسهل على نفسي من أن الجأ إلى الاقتراض وأحقق لكم الرضي الذي تأملونه على المدى القصير، ثم يأتي اليوم الذي اترك لكم الدين لتسددوه لاحقا.

وأكد على رضاه التام عن قرارته فى هذا الشأن وتحمل مسئوليتها كاملة وحدي أمام الله قبل البشر، بل لو كنا قد طبقنا تلك السياسات في السنوات السمان لبقى في السنوات العجاف ما سمح لنا بالاستمرار بأربحية أفضل من الوضع الحالي، وربما نكون قد تعلمنا الدرس ففي المستقبل على المؤسسة أن تدخر في سنوات الرخاء للاستعداد للمسقبل وتحدياته التي لا يعلمها أحد.

ا ش ا