شركات الصرافة تبدأ ادخار 50% من تعاملاتها في البنوك خوفاً من تدهور الأوضاع
توقعات بارتفاع أسعار الدولار إلي 8 جنيهات قبل 30 يونيو نتيجة عمليات الاحتفاظ
ألقت الأحداث الساخنة التي شهدتها مصر يوم الجمعة بظلالها علي سعر صرف الدولار ، حيث قفز سعر بيع الدولار في السوق السوداء إلي 7.75 جنيه أمس، مقابل 7.70 جنيه.
واحتشد عشرات الألوف من الإسلاميين المؤيدين في أحد ميادين مدينة نصر يوم الجمعة في استعراض للقوة سبق المظاهرات المزمعة من معارضي الرئيس يوم الأحد المقبل.
وقال عاملون في شركات صرافة إن التوتر السياسي الذي تمر به البلاد ومطالب عزل الرئيس تركت أثرها علي سعر العملة الامريكية في السوق الموازية نتيجة تفضيل عدد كبير من المتعاملين وشركات الصرافة ادخار الدولار تحسباً لأي طوارئ قد تشهدها البلاد في مظاهرات 30 يونيو.
صرح أحمد مهدي، رئيس شركة امون للصرافة بأن الأحداث السياسية في مصر تؤثر علي سعر صرف الدولار بشكل واضح متوقعا ارتفاع سعر صرف الدولار في السوق السوداء مع اقتراب يوم 30 يونيو، ليصل إلي 7.80 جنيه للبيع و7.75 جنيه للشراء كما توقع انخفاض أكثر في المعروض من الدولار، وزيادة أكثر في الطلب قبل يوم 30 يونيو.
اوضح مهدي ان شركات الصرافة التي تعمل بأسعار البنك الرسمية تشهد حالة ركود واضحة في حالة البيع والشراء، وان العملاء يفضلون السوق السوداء لارتفاع الأسعار فيها وتحقيقهم عائداً من خلالها.
وأبدت شركات الصرافة مخاوفها من ارتباك حركة التعاملات قبل يوم 30 يونيو المقبل، وقال علي الحريري، سكرتير شعبة الصرافة بالاتحاد العام للغرف التجارية إن جميع شركات ومكاتب الصرافة استعدت بالكامل لمظاهرات 30 يونيو المقبل مؤكداً ان تظاهرات رابعة العدوية أمس الأول سيتضح آثارها علي أسعار الدولار بداية من اليوم. وأضاف الحريري أن شركات الصرافة تخشي إعادة سيناريو البلطجة واقتحام شركات الصرافة، مشيرا إلي أن هذه الشركات شهدت حوادث سرقة كثيرة ومتكررة خلال الفترة الماضية وخصوصًا في وقت المظاهرات.
من جهته توقع عبدالله توفيق، صاحب شركة الفاروق للصرافة ارتفاع أسعار الدولار إلي ما يتجاوز 8 جنيهات قبل 30 يونيو نتيجة زيادة إقبال المواطنين علي شراء الدولار وتخزينه تخوفاً من نقص المعروض بعد الأحداث، لافتاً إلي أن الفجوة بين السعر الرسمي وغير الرسمي للدولار في مصر كانت قد بدأت تتقلص بوتيرة متسارعة، خصوصا مع بدء تطبيق البنك المركزي المصري نظام العطاءات، لكن الأحداث السياسية المتردية قد تزيد من الفجوة بين السعر الرسمي وغير الرسمي للدولار مرة أخري.
أشار محمد الأبيض، رئيس شعبة الصرافة بالاتحاد العام للغرف التجارية إلي تذبذب سوق العملات وعدم القدرة علي التنبؤ بأسعار العملة الأمريكية خللال المرحلة المقبلة لافتا إلي انتشار حالة من الخوف والقلق التي تعاني منها شركات الصرافة نتيجة تدهور الحالة الامنية الامر الذي ينذر بالسطو المسلح علي شركات الصرافة
وفي سياق متصل، قال أحمد سيد نادي رئيس أحدي شركات الصرافة ان بعض المواطنين يقومون في الوقت الحالي بعمليات احتفاظ واسعة للدولار تخوفاً من ارتفاع أسعاره عقب التظاهرات معتبرا ان هذه العمليات هي العامل الاساسي في رفع الأسعار وهو الأمر الذي سيؤدي إلي انتعاش السوق السوداء لافتاً إلي أن البنك المركزي لايزال يطرح عطاءات لتجنب ارتفاع الأسعار في السوق المحلي، وقد طرح بالفعل حوالي 400 مليون دولار الاسبوع الماضي، نتيجة قلة المعروض من الدولار في البنوك وزيادة الطلب عليه من جانب العملاء، الا ان هذه الكميات ضئيلة ولا تكفي لتحقيق التوازن بين الطلب والعرض في السوق مؤكدا ان البنك المركزي اخطر البنوك بعدم صرف مبالغ تفوق الـ10 آلاف دولار خلال الأيام المقبلة علي يتم صرف هذه المبالغ من الفئات القليلة من العملة واقصاها 5 دولارات.
اضاف نادي ان شركات الصرافة بدأت تتعامل في 50% فقط من المبالغ الفعلية التي كانت تتعامل فيها يوم الخميس واودعت المبالغ المتبقية في البنوك خوفا من اعمال السطو المسلح متوقعا ارتفاع أسعار الدولار في السوق الموازية إلي معدل الـ8 جنيهات مع تناقص الاحتياطي من النقد الأجنبي، بصورة حادة بسبب ضعف الموارد من السياحة والاستثمار الأجنبي المباشر.
وطالب سامح عبدالرحمن، مدير شركة كراون للصرافة محافظ البنك المركزي بمراعاة الظروف السيئة التي تمر بها الشركات في ظل الأوضاع الاقتصادية التي تمر بها البلاد والاتجاه إلي التفتيش علي تجار السوق السوداء.








