قال حمدين صباحي، مؤسس التيار الشعبي المصرى “إذا أجريت انتخابات رئاسية مبكرة، أثق بأن مرشح “الإخوان” سيخسر، وسيلقى هزيمة قاسية، وليس مجرد خسارة بفارق ضئيل، على غرار ما حصل مع شفيق، لكن هناك أيضاً عاملاً مهماً هو أن يكون للقوى المحسوبة على الثورة مرشح وحيد”.
وتابع “دخلتُ انتخابات رئاسية ولا يوجد حوار بيني وبين المؤسسة العسكرية، وأعلم أن للولايات المتحدة دوراً، لكنني لم أقبل أي دعوة من السفارة الأميركية في القاهرة، طوال عصر مبارك ولا بعده، ولا يوجد شخص يريد أن يصبح رئيساً ولا يتحاور مع الأمريكيين، هذه أخطاء، لكنني ارتكبتها لأنني “على باب الله”.
وأضاف صباحى فى الحلقة الرابعة والأخيرة من سلسلة الحوارات معه أجرتها جريدة “الحياة” اللندنية ، ونُشرت اليوم الجمعة أن الجيش المصري قوة وطنية أصيلة، معتبراً أن أي تدخل له لحقن دماء المصريين سيكون لمرحلة انتقالية محددة تنتهي بانتخابات رئاسية، موضحًا أن الجيش قوة وطنية أصيلة، مسؤولة عن حماية أهداف الشعب المصري، وحماية الدم المصري لو حصل صدام. هو مسؤول عن التدخل المباشر في الشارع فور حصول صدام أهلي، وحدود مسؤوليته حقن الدم وأن يكون طرفاً في سلطة انتقالية لمدة محدودة، بين ستة أشهر وسنة، تنتهي بانتخابات رئاسية.
وأوضح صباحى أن “تمرد” موجة ثورية جديدة، لاستكمال موجة 25 يناير، موجة شابة تعبّر عن أنبل ما في مصر شبابها، موجة واضحة الهدف، تؤكد أن أهداف الثورة لا بد من استكمالها، تطرح طريقاً سياسياً واضحاً ومقبولاً قانونياً في الانتخابات الرئاسية المبكرة، والعودة إلى صناديق الاقتراع لنختار رئيساً يعبّر عنا. وأضاف “محمد مرسي حَكَمَ على نفسه كونه لا يصلح رئيساً، وهذا رأي وأي وقت إضافي سيحصل عليه هو كلفة زائدة على مصر، وعليه شخصياً وعلى جماعة “الإخوان”، وهناك معدّل قياسي غير مسبوق من فقدان الثقة بجماعة “الإخوان” وبما حقّقته في مصر، وإذا قيس كم خسر “الإخوان” في الشارع، يتبيَّن أن ليس هناك نظام خسِر خلال سنة هذا الكم من الجمهور”.
وشدد صباحى إنه ضد كل أشكال العنف، وكل مصري يخاف منها، معتبرًا أن العنف سلاح الضعيف، لإنه سبب انفضاض الجماهير عن التظاهرات في الفترة الماضية المصري يريد أن يتظاهر تعبيراً عن رأيه لا أن يدخل في مشاجرة.
وأشار حمدين صباحى إلى أن “الإخوان” انتظروا 80 سنة ثم قام الشعب المصري بثورة وسلّمهم السلطة، وليسوا هم مَنْ حصلوا عليها. وأضاف “اختبرهم سنة لكي يختاروا الطريق الصحيح، لكنهم اختاروا الطريق الخطأ، ومثلما فتح الشعب المصري لهم الباب للسلطة، سيقول لهم أنتم غير صالحين للحكم، ولن يعزلهم أو يجتثهم أو يستبعدهم، سيقول لهم أنتم شركاء، ولكن على قدر ما تستحقون، فهم الآن حصلوا على نصيب في الشركة لا يعبّر عن رأس مالهم الحقيقي”.
وأكد صباحى أن الفساد فى عهد مرسى لم يتغير مقارنة بعهد مبارك، في ما يتعلق بطروحاته السياسية الاقتصادية، وآليات السوق المفتوحة، والارتباط بالسوق العالمية ومؤسساتها الكبرى الحاكمة، مثل صندوق النقد الدولي، والبنك الدولي، ومنظمة التجارة العالمية، والولاء لفكرة العولمة الواسعة، مع انتقال ظاهرة “المحاسيب” من قيادات الحزب الوطني المنحل إلى قادة “الإخوان”.
ورأى صباحى أن أزمة مرسي عدم إدراكه ما يجب فعله في مصر بعد الثورة. الثورة نجحت بسبب وجود تناغم داخل ميدان التحرير، والسلطة التي تأتي بعد الثورة لا يمكن أن تنجح إلا بالحالة ذاتها. ما لم يصنعه مرسي هو حالة وفاق وطني، لا يمكن أن يصنعها استناداً إلى مشروع الجماعة. يجب أن ينتمي إلى مشروع المجتمع، مرسي فعل ما هو الضد، فعمّق الانقسام السياسي والمجتمعي داخل مصر.








