استمرار اعتصام مؤيدي الرئيس أمام مسجد رابعة العدوية
بين التمرد والتجرد والتأييد والمعارضة.. تعيش مصر علي شفا حرب أهلية بدت نذرها خلال الأيام الماضية.
30 يونيو « اليوم الموعود » الذي حددته حملة « تمرد » ودعت لمظاهرات حاشدة تطالب بإسقاط الرئيس محمد مرسي وسحب الثقة منه، فيما نظمت جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة وأحزاب موالية تنسب نفسها للتيار الإسلامي، مظاهرات لتأييد الرئيس في المحافظات وأعلنوا الاعتصام أمام مسجد رابعة العدوية بمدينة نصر.
دعا باراك أوباما، رئيس الولايات المتحدة الأمريكية – أمس – الرئيس مرسي وأحزاب المعارضة لنبذ العنف وبدء حوار بناء وفقاً لما نقلته عنه وكالات الأنباء.
قال أوباما أثناء زيارته لجنوب أفريقيا، تعليقاً علي مقتل شاب أمريكي في اشتباكات بالإسكندرية – أمس الأول: نتابع الوضع بقلق، وأضاف: «زعزعة الاستقرار في مصر يمكن أن تمتد إلي الدول المجاورة».
أعلنت حملة تمرد – أمس – في مؤتمر صحفي أنها جمعت نحو 22 مليوناً و134 ألفاً و465 استمارة موقعة من المواطنين لسحب الثقة من الرئيس.
ذكر بيان لحملة «تمرد» أن مظاهرات 30 يونيو امتداد لثورة 25 يناير وليست ثورة ثانية.. ووضع أعضاء «تمرد» خارطة طريق لما بعد رحيل مرسي عن الحكم بأن يتولي رئيس المحكمة الدستورية إدارة شئون البلاد وصياغة دستور توافقي وتعيين رئيس وزراء ذي شخصية حيادية ووطنية.
وفي أول رد فعل علي تظاهرات الجمعة الماضي وتأييداً لحملة تمرد، أعلن نواب التيار المدني بمجلس الشوري استقالتهم من عضوية المجلس وانضمامهم لتظاهرات 30 يونيو.. فيما قرر الدكتور أحمد فهمي، رئيس مجلس الشوري دعوة اللجنة العامة للمجلس للاجتماع لمناقشة استقالة أعضاء الأحزاب المدنية.
واصل المتظاهرون بميدان التحرير المؤيدون لحركة تمرد تظاهرهم، فيما استمر تواجد المعتصمين بميدان رابعة العدوية المؤيدين للرئيس مرسي، وتبادل الطرفان الاتهامات حول استخدام العنف في تظاهرات الجمعة الماضي.
قال حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان – في بيان له – إنه يُحمل قادة حركة تمرد وجبهة الإنقاذ مسئولية التحريض علي العنف وقبولهم التحالف مع قادة الحزب الوطني المنحل الملطخة أيديهم بدماء الشهداء.
أضاف انه لن يفرط في حق شهداء الوطن وشهداء الشرعية، وطالب أجهزة الأمن بالقبض علي المجرمين وتقديمهم للعدالة، محذراً من استمرار هذه الأوضاع المشينة التي تنذر بعواقب وخيمة تجر البلاد إلي دوامة من العنف والفوضي – علي حد تعبير البيان.
قال خالد داوود، المتحدث الرسمي لجبهة الإنقاذ إن جميع أحزاب الجبهة ستنزل – اليوم – وندعو المصريين للاحتشاد في كل الميادين.
ذكر ان الجبهة قررت الاعتصام حتي انصياع محمد مرسي لإرادة الشعب وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة.
قال أحمد عارف، المتحدث الإعلامي لجماعة الإخوان المسلمين إن متظاهري رابعة العدوية مستمرون في اعتصامهم للحفاظ علي الشرعية وإن هذا الاعتصام لا يقتصر علي جماعة الإخوان المسلمين فقط، وإنما هو التحالف الوطني لدعم الشرعية الذي يضم أكثر من 20 حزباً وتحالفاً والعديد من الشخصيات العامة.
ذكر انه مع تطور الأحداث سيقررون ماذا سيفعل التحالف الوطني لدعم الشرعية.
فيما اجتمع الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية أمس مع كل من الفريق أول عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع القائد العام للقوات المسلحة واللواء محمد رأفت شحاتة رئيس المخابرات العامة المصرية، ولم تصدر الرئاسة أي بيانات بشأن الاجتماع حتي مثول الجريدة للطبع.
قال الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة إن المشهد العام في مصر يتجه لأزمة عميقة ستأخذ وقتها لتُحَل، متوقعاً أن تظل الحشود في الميدان في انتظار الجديد، وهو ما قد يعيد إلي أذهان المصريين مشاهد تظاهرات ثورة الخامس والعشرين من يناير.
أوضح أن الشارع المصري يشهد انقساماً شديداً بسبب سياسات النظام الحاكم، وهو ما يتطلب من الرئيس شجاعة ومبادرة وطنية تحقق مصلحة الشعب، وهو أمر مستبعد من قبل الرئيس، خاصة بعد خطابه الأخير وما تضمنه من لهجة لا تنم عن خير، كما أن جماعة الإخوان المسلمين ستقاوم حتي النهاية «مهما حدث».
أوضح أن القوات المسلحة ليست مع أي من الجانبين سواء كانوا الثوار وعلي رأسهم حركة تمرد أو التيار الإسلامي بقيادة جماعة الإخوان ومهمة الجيش هي حماية مصر الدولة وحماية أمنها ومؤسساتها، وإذا حدث تطور علي نحو يهدد البلاد فستتدخل لوقفه وفقاً لصلاحياتها.







