تراجع الطلب وزيادة في المعروض والصرافات تتعامل بالأسعار الرسمية
عاودت شركات الصرافة عملها أمس بعد إغلاق مقارها لمدة اربعة أيام متواصلة نتيجة الأحداث السياسية المضطربة التي شهدتها البلاد خلال الفترة الماضية.
قال سامح عبد الرحمن، مدير شركات كراون للصرافة إن شركات الصرافة بدأت في العمل بالامس بعد أن توقفت لعدة ايام، مشيراً إلي أن الشركات تتعامل بالسعر الرسمي للدولار وهو 7.01 جنيه للشراء و7.05 جنيه للبيع، مرجعا ذلك لانعدام الطلب علي الدولار في الوقت الحالي في ظل توفر المعروض منه نسبياً.
أضاف عبد الرحمن أن تراجع الطلب يأتي نتيجة طبيعية لأحداث العنف التي حدثت بين مؤيدي ومعارضي الرئيس السابق محمد مرسي وهو ما أدي إلي عزوف المستوردين عن استيراد أي منتجات، خاصة أن السلع الرمضانية تم استيرادها بالكامل قبل منتصف شهر شعبان.
وقال أحمد سيد نادي، مدير بإحدي شركات الصرافة إن إعلان بعض الدول عن ضخ كميات كبيرة من الدولارات في السوق عقب سقوط حكم الإخوان، بالاضافة إلي تبرعات بعض رجال الاعمال سيؤدي حتما إلي انخفاض أسعاره في السوق المحلي إلي ما معدل 6.5 جنيه، مشيرا أن العديد من مكتنزي العملة قاموا ببيعها استباقا لهبوط سعر صرف الدولار أمام الجنيه.
واكد نادي أن سعر صرف الجنيه مقابل الدولار سيعود إلي معدلاته الطبيعية وسيتم القضاء تماما علي السوق الموازية بمجرد انتخاب رئيس شرعي، مشيراً إلي أن ذلك من شأنه إعادة الثقة في الاستثمار في مصر ورفع التصنيف الائتماني للبلاد لافتاً إلي جميع المستوردين عزفوا في الوقت الراهن عن فتح اي اعتمادات مستندية جديدة خاصة بعد توقف حركة الشحن الجوي والبحري.
في السياق نفسه، قال عبد الله توفيق صاحب شركة الفاروق للصرافة أن ثورة 30 يونيو ساهمت وبقوة في انخفاض سعر الدولار في السوق السوداء ، إلا أنه لم يخفض السعر في البنوك مشيراً إلي أن انخفاض الطلب علي الدولار سيقلل من حجم المضاربات بالسوق، وسيعمل علي سد الفجوة ما بين صرف سعر الدولار في التعاملات الرسمية وشركات الصرافة وما يطلق عليها بالسوق السوداء أو الموازية، وتوقع توفيق انخفاض الدولار خلال الفترة المقبلة بواقع 50 قرشاً دفعة واحدة في حالة تحسن الاوضاع المصرفية، مؤكداً أن الطريق الوحيد أمام المزيد من انخفاض هو زيادة الموارد الجالبة للنقد الاجنبي مثل السياحة والصادرات.
من جهته علي الحريري سكرتير شعبة الصرافة بالاتحاد العام للغرف التجارية أن اغلاق البنوك وتوقف ضخ البنوك عن طرح أي جنيهات مصرية ساهم في توقف شركات الصرافة عن العمل خلال الفترة الماضية.
واوضح أن ارتفاع اسعار الدولار في السوق السوداء خلال الفترة الماضية كانت وهمية وجاءت بسبب قيام كبار المستوردين بجمع الدولار من السوق ثم يعاودون بيعه لصغار المستوردين استغلال لحاجتهم إلي العملة الامريكية وهو بعكس ما يحدث الان حيث يفضل المواطن الاحتفاظ بالجنيه للقدرة علي شراء ما يلزمه من احتياجات في ظل عدم استقرار الدولار، لافتاً إلي أن السوق حاليا يمر بمرحلة هدوء فالموجود من الدولار بشركات الصرافة يفوق الطلب عليه.