خبير: القطاع المصرفي متذبذب وإعلاناته لا ترتبط بموسم معين
اختفت البنوك من خريطة الإعلانات الرمضانية هذا العام تقريبا، وباستثناء بنكي الاهلي ومصر غاب 37 بنكاً عن الموسم الذي يهيمن علي 60% من حجم الإعلانات علي مستوي العام.
وقدم بنك مصر إعلاناً رمضانياً يعلن فيه دعمه للاقتصاد وامكانية تمويله للمشروعات أياً كان نوعها، دون تخصيص للإعلان عن منتج معين يتم الترويج والتسويق له، بينما امتلأت الطرق والكباري بيافطات كبيرة للإعلان عن كل منتج من منتجاته كالقرض الشخصي والقرض العقاري وقرض السيارة وتمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة والشهادات والأوعية الإدخارية.
واعتبر المصرفيون أن الأوضاع السياسية وما تشهده البلاد من فوضي واضطراب يقلل من الطلب علي التمويل لدي القطاع المصرفي من قبل المستثمرين وهو مايجعل الدور الذي تقوم به الإعلانات محدودا وليست له نتائج مرضية مقابل ما تتكلفه البنوك من ميزانيات ضخمة لتمويل هذه الإعلانات.
وقال سعيد زكي، عضو مجلس ادارة البنك المصري الخليجي إن إعلانات القطاع المصرفي علي شاشات الفضائيات ينبغي ألا ترتبط بتوقيت زمني أو مناسبات دينية لعدم وجود ارتباط بين نوعية الإعلان والتوقيت، لافتا إلي أن الفيصل الذي يحكم تواجد البنوك إعلانيا هو وجود طلب علي التمويل وسعي البنوك لمضاعفة هذا الطلب من خلال تواجدها الجغرافي.
وأوضح زكي أن الظروف التي تعاني منها البلاد امتدت بتأثيرها السلبي علي المستثمرين الذين أحجموا عن اللجوء إلي البنوك لطلب تمويل بسبب حالة الخوف من عدم سداد المبالغ المستحقة عليهم وبالتالي فأين حاجة البنوك لتدشين حملات إعلانية بغض النظر عن التوقيت.
ووفقا لزكي فإن إعلان بنك مصر الذي يتم عرضه علي الشاشات جاء ملائما لجمهور المتلقي وعبر بصدق عن البنك بصفة تاريخه القديم في التمويل باعتباره بنكا حكوميا.
وفي سياق متصل، قال كمال القاضي، خبير تقييم الإعلانات إن عدم تواجد أي إعلانات للقطاع المصرفي يرجع إلي أنها ليست كأي قطاع آخر يؤثر ويتأثر، وانما هو قطاع حساس ومتذبذب لا ترتبط إعلاناته بموسم معين.
وأضاف القاضي أن معظم إعلانات الفضائيات في هذا الشهر تأتي للترويج عن سلعة غذائية أو صناعية أو دعوة للتبرع للأعمال الخيرية وهي إعلانات في مجملها موجهة لكل الشرائح ولاترقي الي إعلانات القطاع المصرفي التي تتميز بمخاطبتها لشريحة معينة تستطيع أن تتعامل مع البنوك، مستخدمة أساليب إعلانية متعددة لتحقيق هدفها وتعظيم ربحيتها.
وأوضح خبير تقييم الإعلانات أن الصورة تبدو ضبابية أمام البنوك في التمويل ولذلك فهناك حالة من الترقب لديها بسبب الفوضي السياسية في الشارع المصري وهي كلها أشياء تقع خارج اطار الشهر الكريم ولا ترتبط به.
وقال محمد إيهاب، مدير قطاع العمليات المصرفية بالبنك الأهلي المصري إن البنك استطاع من خلال إعلاناته السنة الماضية أن يتواجد بشكل حيوي في السوق ويحقق هدفه من حملة إعلانات “مكانك مش هنا” لتمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة من خلال مضاعفة الطلب علي التمويل وتحقيق ربحية عالية تضاهي الميزانية المدفوعة للإعلان وتزيد عليها.
وأوضح إيهاب أن تواجد القطاع المصرفي بإعلاناته علي شاشات رمضان أمر ضروري لترويج المنتجات وتسويقها ولكن الظروف التي تمر بها البلاد تحول بين البنوك وبين تدشين خططها التوسعية.
أضاف إيهاب أن عدم تواجد أي إعلانات للقطاع المصرفي خلال رمضان مفاجأة للجميع الذي كان ينتظر إعلانات بقوة إعلانات العام الماضي. وقال مسئول بقطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة بالبنك الأهلي المصري رفض ذكر اسمه ان البنك استطاع تحقيق هدفه من التمويل خلال العام الماضي عبر إعلانه ومن ثم فلاحاجة لتكرار التجربة حتي لايفقد البنك مصداقيته في التمويل، خاصة أن الإعلان مازال عالقا في أذهان الكثيرين بالاضافة الي أن الطلب لم يتراجع بعد هذا الإعلان وحتي هذا الوقت.
وأوضح المسئول أن اهتمام مشاهدي البرامج التليفزيونية ينصب علي السياسة وظروف الشارع المصري ومناقشتها، ومن ثم فطرح اي إعلان في هذا التوقيت لا يؤدي غرضه وهدفه ولا تجني البنوك من ورائه أي حصاد مادي.