تزايدت المخاوف بشأن مستقبل الاقتصاد الصينى فى الأسابيع الأخيرة، لاسيما مع تقبل بكين لتراجع النمو، لكن هل ينبغى أن يقلق المستثمرون من آفاق النمو فى ثانى أكبر اقتصاد فى العالم، رغم التأثير الضئيل لهذا التباطؤ على الأسواق؟.
يرى باتريك ليجلاند، مدير الأبحاث العالمية فى «سوسيتيه جنرال»، لجريدة الفاينانشيال تايمز أن الكثير من المستثمرين مازالوا مطمئنين نسبياً إلى «الهبوط الصعب» فى الصين، أى التراجع الشديد لنموها.
وأضاف أن هذا الاطمئنان قد يكون خطأ مكلفاً لأن الاقتصاد الصينى مازال غير متوازن، فحوالى 50% من الناتج المحلى الإجمالى يأتى من إجمالى تكوين رأس المال الثابت – وهو ما كان يطلق عليه إجمالى الاستثمار المحلى سابقا، ويشمل تحسينات الأراضى مثل الأسوار والخنادق وقنوات تصريف المياه، ومشتريات الآلات والماكينات إلخ – بعدما كان يحتل 30% فقط فى 1997.
وهناك اختلالات اكثر عمقا أيضا مثل الفائض الإنتاجى الضخم، وديون الشركات العالية والآخذة فى الارتفاع، بالإضافة إلى تهميش القطاع الخاص بشكل متزايد.
وتوقع ليجلاند ان تشهد الصين “هبوطا وعرا” على المدى المتوسط، مع تواصل تراجع النمو من 7.4% فى 2013 إلى 6% فى 2017، مضيفا أن هناك خطورة قائمة بأن الصين قد تتعرض لهبوطا صعبا ويتراجع نموها لأقل من 6% فى 2013.
وأوضح ليجلاند أنه فى حالة تحقق سيناريو الهبوط الصعب سوف تتراجع المعادن بنسبة 40%، بينما سوف يتحسن الدولار الأمريكى ويتفوق أداء سندات الخزانة الأمريكية على ديون الأسواق الأخرى.
بينما يقول إريك نيلسين، خبير اقتصادى فى “يونيكريديت”، إنه أقل قلقا من تأثير تباطؤ الاقتصاد الصينى على بقية العالم بالمقارنة بالمستثمرين الذى يتحدث إليهم.
واستنتج نيلسن ان هذا الهبوط عبارة عن بداية تحول صحى للنمو النسبى من الأسواق الناشئة إلى الولايات المتحدة وأوروبا، كما قال إن تراجع النمو فى دول الأسواق الناشئة الكبيرة بشكل أكبر من المتوقع حالياً لن يؤثر على النمو فى الولايات المتحدة أوروبا.