مصر تري أن حماس متورطة في أعمال العنف بسيناء
الولايات المتحدة يمكن أن تضغط علي قطر وتركيا للتخلي عن حماس مقابل صفقات السلاح
كتبتُ منذ عدة أيام مقالاً قلت فيه، إن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يفكر بطريقة حمقاء إذا كان يظن أن مبعوثيه لإحياء محادثات السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين سوف ينجحان في دفع طرفي المفاوضات الفلسطيني والإسرائيلي للوصول إلي اتفاق نهائي لتسوية الوضع بينهما، وكنت قد أكدت أن الطرفين ليسا علي استعداد لتقديم التنازلات الضرورية، فلا الإسرائيليون سوف يتخلون عن مشروع المستوطنات في الضفة الغربية، فيما يظل الفلسطينيون ضعفاء ومنقسمين.
وفي ظل الاضطرابات التي يشهدها الشرق الأوسط، حيث لا يبدو مستقبل أي دولة واضحاً، من الصعب الطلب من إسرائيل التنازل عن أراضٍ لكيان سياسي متمثل في حركة فتح، التي تسيطر علي السلطة الفلسطينية، والتي لن تكون قادرة علي حكم هذه الأراضي المتنازل عنها.
وللتحايل علي هذه المشكلة، ينبغي الإطاحة بحماس من حكم قطاع غزة، فكلٌ من السلطة الفلسطينية وإسرائيل تريان حماس كعدو لدود، وكلتاهما تتفهمان أنها عائق أمام محادثات السلام، وبالتالي سيشكل إنهاء حكم حماس مرحلة جديدة للمفاوضات الحقيقية والمثمرة بين طرفي النزاع في هذه القضية.
حركة حماس منقسمة ويائسة ومعزولة حاليا أكثر من أي وقت مضي منذ تأسيسها، في رأي حسين إيبش، كبير الباحثين في فريق العمل الأمريكي من أجل فلسطين، وأن الحكومة المصرية الجديدة ومعظم الشعب لديهم نظرة سيئة لحماس، فهم يرونها أنها متواطئة، وإن كان بمستوي منخفض، ولكنه خطير جداً في أعمال العنف في سيناء بعد الإطاحة بمرسي.
ودفعت حماس والفلسطينيون تحت حكمها غير الرشيد ثمناً غالياً لحملة الجيش المصري ضد متطرفي سيناء، وورد أن القوات المصرية قتلت 35 من مقاتلي حماس ودمرت 850 نفقاً للتهريب، مما فاقم مشكلات الوقود وتسبب في أزمة مالية ونقص في بعض المواد الضرورية الأخري في غزة.
وأوضح جوناثان سكانزير، من مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، في منشور له علي مجلة “فورين بوليسي” أن مشكلات حماس المالية حادة للغاية، ووصف سقوط حكومة الإخوان المسلمين في مصر بالصدمة لحماس، حكومة الأمر الواقع في قطاع غزة.
ولكن الضرر الحقيقي لمحفظة الحركة الإسلامية هو تدمير الجيش المصري الانفاق الجوفية الرابطة مصر بقطاع غزة، التي لطالما كانت الشرايين، التي كانت تهرب أموالاً طائلة للقطاع، وأن مسئولاً أمنياً إسرائيلياً كبيراً أخبره أن البيئة الحالية وانخفاض إيرادات حماس بنسبة 20% إلي 30% قد يدمر الحركة.
وبإمكان الولايات المتحدة اتخاذ عدة خطوات، التي من شأنها التسبب في انهيار حكومة حماس، فالبيت الأبيض يستطيع الضغط علي مساندي حماس المتبقين في تركيا وقطر، وإذا فشل هذا الضغط، فإن الكونجرس بإمكانه استخدام نفوذه لتسريع أو تعليق أنظمة الأسلحة المتطورة، التي تنتظرها الدولتان بشغف وفقا للاتجاه الذي تذهب له المحادثات.
وتنتظر تركيا، علي سبيل المثال، صفقة أسلحة متطورة من الولايات المتحدة الأمريكية تشمل صواريخ “سايد ويندر” وطائرات هليكوبتر طراز “شينوك”، علاوة علي أنها ترغب في شراء طائرات من طراز “بريداتور” و”ريبر” بدون طيار، فيما تنتظر قطر نظام مكافحة طائرات بالأشعة تحت الحمراء بالإضافة إلي 500 صاروخ من طراز “رمح”.
وبالطبع، انهيار حماس لن يعني حكم السلطة الفلسطينية مباشرة، ولكن لن يحدث أي تقدم علي الإطلاق في مفاوضات السلام بوجود حماس، وأن هناك الكثير من الأمور في الشرق الاوسط اكثر اهمية من استئناف محادثات السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين مثل الحرب الأهلية في سوريا والاضطرابات في مصر وتقدم إيران في مشروعها النووي، ولكن إذا أصر كيري في الإلحاح علي استكمال المفاوضات، فعليه خلق بيئة تسمح لتلك المحادثات بالنجاح.
بقلم: جيفري جولدبرج
المصدر: وكالة أنباء بلومبرج