95 قتيلاً ومئات المصابين جراء فض اعتصامى رابعة والنهضة بالقوة مؤيدو الإخوان ينقلون اعتصاماتهم إلى المهندسين والجيزة وحلوان ومعارك ضارية مع الشرطة والأهالى اقتحام مبانى عدد من المحافظات واستهداف أقسام شرطة واعتداءات على كنائس بالصعيد والسويس تعليق التداولات بالبنوك والبورصة.. والأجانب والعرب يتجهون للشراء وسط مبيعات المصريين غلق منافذ المحمول والبريد والصرافات ومعارض السيارات ومخاوف من تخفيض التصنيف الائتمانى.
تحولت مصر صباح أمس إلى ساحة لحرب الشوارع بطول البلاد وعرضها، إثر تدخل قوات الشرطة فى ساعة مبكرة من صباح أمس لفض اعتصامى النهضة ورابعة العدوية، والذى أسفر عن وقوع العديد من الضحايا ومئات المصابين من المعتصمين وسط تفاوت فى التقديرات وأنباء عن الاتجاه لفرض حالة الطوارئ وحظر التجوال لحين السيطرة على الاشتباكات الدموية بين قوات الأمن ومؤيدى الرئيس المعزول محمد مرسى، والتى يتسع مداها بشكل مطرد.
وتمكن مؤيدو جماعة الإخوان المسلمين من الانتقال للاعتصام فى مواقع جديدة بدلاً من تلك التى تعرضت للفض، وتمركزوا فى ميدان جامع مصطفى محمود بشارع جامعة الدول العربية، ودارت بينهم وبين الشرطة معركة ضارية امتدت إلى شارع البطل أحمد عبد العزيز، كما اتجهوا للاعتصام فى الجيزة وحلوان، واعتلى الشيخان السلفيان محمد حسان ومحمد حسين يعقوب المنصة التى تم نصبها فى ميدان مصطفى محمود وطالبوا المعتصمين بالثبات فى الميادين.
وفى مشهد يعيد إلى الأذهان الأيام التالية لجمعة الغضب الأولى يوم 28 يناير 2011، تعرضت المنشآت الحيوية والأمنية لاقتحامات ومحاولات اقتحام، من بينها 10 أقسام على مستوى القاهرة والمحافظات، بينما تعرض عدد من مبانى المحافظات للحريق من بينها الإسكندرية وبنى سويف والاستيلاء على مبنى محافظة أسوان، فضلاً عن استهداف عدد من الكنائس خاصة فى سوهاج والمنيا.
وقبل كتابة هذه السطور، أعلن الدكتور محمد سلطان، رئيس هيئة إسعاف مصر،عن ارتفاع حالات الوفاة إلى 95 من بينهم 5 من الشرطة، كما وقعت 874 إصابة من المعتصمين ورجال الشرطة خلال فض اعتصامى رابعة العدوية وميدان النهضة والاشتباكات التى وقعت فى عدد من المحافظات اليوم من بينها البحيرة وبنى سويف والسويس والمنيا.
وأوضح أن الوفيات تم نقلها إلى مستشفيات التأمين الصحى بمدينة نصر، وأم المصريين، والشرطة، وهليوبوليس، كما تم نقل المصابين إلى عدة مستشفيات محيطة بمكان الاعتصامين.
وتعرض عدد من الإعلاميين والمراسلين للقتل والاصابة، من بينهم مايك دين، مصور قناة سكاى نيوز بمحيط ميدان رابعة العدوية الذى تعرض للقتل.
وأعلنت الحكومة المصرية فى بيان رسمى أسفها على سقوط ضحايا من الدم المصرى من أى طرف أياً كان توجهه، وطالبت تنظيم الإخوان بإيقاف عمليات التحريض التى تضر بالأمن القومى، وتحمل الحكومة تلك القيادات المسئولية كاملة عن أى دماء تراق، وعن كل عمليات الشغب والعنف الدائر، وأكدت أنها ستتصدى بكل حسم وحزم للمحاولات التى بدأتها عناصر تخريبية للاعتداء على الممتلكات العامة وأقسام الشرطة والمنشآت الحيوية، كما شددت على المضى قدماً فى تنفيذ بنود خارطة المستقبل بشكل يتوخى عدم إقصاء أى طرف من المشاركة فى العملية السياسية.
من جانبه، دعا محمد البلتاجي، القيادى بجماعة الإخوان المسلمين، المصريين للنزول فى جميع ميادين مصر لرفض الانقلاب والممارسات التى وصفها بالوحشية التى ارتكبت فى حق المعتصمين السلميين، وقال فى تصريحات نقلتها قناة الجزيرة ظهر أمس إنه يخاطب ضمير المصريين الانسانى للدفاع عن إخوتهم ولاثبات فشل الانقلاب العسكرى، كما دعا ضباط وجنود الشرطة والقوات المسلحة لعدم تنفيذ الأوامر.
وعلى الصعيد الدولي، دعا رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوجان، مجلس الأمن والجامعة العربية، للعمل على وقف ما سماه «المذبحة» فى مصر، وقال الاتحاد الأوروبى، إن ما تردد من أنباء عن مقتل محتجين بمصر «يثير قلقاً بالغاً» ودعا السلطات المصرية لضبط النفس، بينما صرح مصدر مسئول فى وزارة الخارجية القطرية بأن بلاده «تستنكر بشدة الطريقة التى تم التعامل بها مع المعتصمين السلميين فى ميدانى رابعة العدوية والنهضة والتى أودت بحياة عدد من الأبرياء العزل منهم».
وقال المصدر، إن قطر ترى أن الطريق الأضمن والأسلم لحل الأزمة هو الطريق السلمى ومبدأه الحوار بين أطراف لا بد لها أن تعيش سوياً فى إطار التعددية السياسية والاجتماعية.
وقرر البنك المركزى تعليق العمل بالبنوك والبورصة اليوم تحسبا لتزايد أعمال العنف، فيما أعرب د. عمرو حسنين، رئيس شركة ميريتس للتصنيف الائتمانى عن مخاوفه من أن يؤدى تزايد العنف بالبلاد إلى تخفيض الوكالات العالمية تصنيف مصر مجددا.
يأتى ذلك بعد أن خيمت الدماء التى سالت بشكل كبير فى الشوارع على مؤشرات الاقتصاد، وقاد تصاعد وتيرة الأحداث البورصة لزيادة خسائرها مع نهاية تداولات امس ليغلق مؤشر البورصة الرئيسى عند 5449 نقطة ومتراجعاً %1.7 فقط، كما أغلق مؤشر الشركات الصغيرة والمتوسطة «EGX70» منخفضاً بشكل قوى متأثراً بسلوك المتعاملين الأفراد ليغلق عند 429 نقطة وبنسبة %2.71، تبعه مؤشر «EGX100» الأوسع نطاقاً ليسجل 738 نقطة وهابطاً %2.44.
واستحوذ المصريون على %79.74 من إجمالى التعاملات اتجهت تعاملاتهم نحو البيع بصافى بيعى 25.33 مليون جنيه، فيما اتجهت تعاملات العرب والأجانب نحو الشراء مسجلة صافى بلغ 7.76 مليون جنيه و17.6 مليون جنيه على التوالى.
وقال خالد عاصى، رئيس قسم التحليل الفنى بشركة «بريمير» لتداول الأوراق المالية إن الأحداث قد تدفع السوق للهبوط القوى إذا لم تتم عمليات تهدئة سريعة خلال الأيام القليلة القادمة من جانب الطرفين، خاصة مع اشتعال الحرائق فى عدد من الأبنية العامة والحكومية فى المحافظات ما قد يسفر عنه كسر مستويات الدعم الرئيسية عند 5500 نقطة ثم 5350 نقطة ثم 5000 نقطة.
من جانبها، بدأت البنوك تطبيق خطة الطوارئ الأمنية عقب تزايد القلاقل فى الشارع نتيجة فض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة، كما توقفت أمس حركة تداول العملات فى سوق الصرافات، وتم اغلاق جميع مقار الشركات القريبة من مناطق الأحداث خوفاً من حدوث عملية نهب وسرقة.
من جهتها، شددت شركات المحمول من إجراءاتها الأمنية، وفرضت طوقاً افتراضياً أمنياً حول مقراتها فى مصر، فيما قررت الشركات غلق عدد من الفروع فى مواقع العنف لحين استقرار الأوضاع بصفة كاملة، كما قرر أصحاب معارض سيارات قريبة من الأماكن المشتعلة غلق المعارض ومنح الموظفين إجازات ورفع معدلات التأمين ونقل السيارات للمخازن.