تراجع الولايات المتحدة اتفاقية التجارة التفضيلة مع البلدان الإفريقية فى جنوب الصحراء الكبري، حيث ستطلب واشنطن من المنطقة السماح بالمزيد من الاستثمارات التجارية للشركات الامريكية.
وأصبح قانون النمو والفرص الإفريقى “أجوا”، الذى وضع فى عهد الرئيس الأمريكى بيل كلينتون عام 2000 وجددها الرئيس جورج بوش، بمثابة حجر الزاوية للعلاقات الاقتصادية الأمريكية-الإفريقية التى تقدر حجمها بـ58 مليار دولار، ولكن من المقرر ان ينتهى العمل بها عام 2015 فى الوقت الذى بدأ النمو بإفريقيا يكتسب زخما وازدادت المنافسة العالمية لجذب الصفقات التجارية والاستثمارية إلى القارة السمراء.
ويسعى الرئيس باراك اوباما إلى تجديد اتفاقية” الاجوا “بحيث يمنح البلدان الإفريقية فى جنوب الصحراء الكبرى اعفاء لصادارتها إلى الولايات المتحدة بدءا من منتجات البترول الخام حتى المأكولات البحرية، ولكن مايك فورمان، الممثل التجارى للولايات المتحدة، قال إنه سيخبر البلدان الإفريقية رغبة واشنطن فى وصول أفضل للأسواق الإفريقية.
وصرح فورمان بأن البلاد تفكر فى تجديد اتفاقية الاجوا إلا أننا فى الوقت ذاته لا نريد بالتأكيد أن تصبح الشركات الامريكية فى وضع غير مناسب للتنافسية فى السوق الإفريقى الديناميكى الآخذ فى النمو السريع.
تدرك واشنطن جيدا أن المحادثات التجارية بين الاتحاد الأوروبى وبلدان جنوب الصحراء الإفريقية، والتى من المتوقع أن تسفر عن إبرام اتفاقية تجارية بين الطرفين عام 2014، قد تضمن لاوروبا وصولا افضل للاسواق الإفريقية عن الولايات المتحدة ما لم تجدد اتفاقية “الاجوا”.
يتجادل ممثلو التجارة الإفريقية للوصول بالحد الادنى لتمديد اتفاقية «الاجوا» عشر سنوات من اجل دعم الاستثمارات على المدى الطويل،بدلا من الاطارات الزمنية المجزأة التى تضر بخطط المنطقة الاستثمارية.
قالت اميليا كيامبادي، وزيرة التجارة بأوغندا، إن مدة الاتفاقية حتما ستكون جزءا من مراجعتها.
تشكل المنتجات البترولية وفقا للاتفاقية %80 من صادرات السلع الإفريقية، الا أن حجم الصادرات غير البترولية مثل المنسوجات وقطع غيار المركبات والقهوة والمعادن النفيسة والفواكه والمكسرات آخذة فى الارتفاع أيضا لتشكل نسباً كبيرة من الصادرات الإفريقية، كما ترغب الولايات المتحدة فى زيادة حجم المنتجات التصديرية ذات القيمة المضافة المعالجة من المواد الخام فى المنطقة.
بالاضافة إلى ذلك تسعى الولايات المتحدة إلى ضمان مكان لمنتجاتها فى سوق متنامى وسط ازدهار الطبقة الوسطى فى شبه القارة.
وأكد باراك اوباما مرارا وتكرارا خلال جولته الاقليمية الشهر الماضى على المنافع التى تعود على الاقتصاد الامريكى والوظائف جراء التجارة مع إفريقيا.
ارتقعت قيمة الصادرات الأمريكية الى البلدان الإفريقية فى جنوب الصحراء الكبرى من 7 مليارات دولار منذ 11 عاما إلى 23 مليارا العام الماضي.
قد تؤثر التعريفات والاعفاءات الجمركية لبعض المنتجات على جانبى المحيط الاطلنطى على بعض الاتفاقيات التجارية المتبادلة.
وقد حددت الولايات المتحدة الحد الادنى من المعايير التى يجب ان تتوإفر فى الدول المؤهلة للتصدير فى جنوب الصحراء الإفريقية،منها خضوعها لسيادة القانون وقد اعترفت الولايات المتحدة العام الحالى بـ 39 دولة من بين 48 دولة فى شبه القارة، وقد كانت الكونغو الديمقراطية ومدغشقر وزيمبابوى من البلدان التى تم اقصاؤها.
وأكد فورمان أن المساعدات الأمريكية الأخرى مثل مد الكهرباء للقارة والمساهمة فى تقليل الحواجز التجارية بين بلدان المنطقة من شأنها أن تجعل شبه القارة أكثر تنافسية على المدى الطويل.