وصفت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية الجنرال عبد الفتاح السيسي ، وزير الدفاع، بأنه الحاكم الفعلي لمصر، معتبرة أن صورته بالزي المدني تعد إشارة إلى كونه ليس فقط جنرال، وإنما قائد مدني، مما يعزز من طموحات ترشحه لرئاسة مصر.
وأشارت إلى أن « السيسي » (57 سنة) باعتباره «الجندي غير المشهور الذي لم يكن معروفًا عندما عينه محمد مرسي، الرئيس الإسلامي، وزيرًا للدفاع في أغسطس العام الماضي، لكنه الآن يعتبر (المخلّص) في أعين الكثيرين في مصر، فجيشه هو الذي أسقط مرسي في يوليو، وهو الذي شن حملة دموية على معارضيه مما أسفر عن سقوط المئات من أنصار الإخوان قتلى»مؤكدة أن الجنرال السيسي هو الحاكم الفعلي للبلاد الآن.
وقالت الصحيفة في تعليق كتبته مراسلتها في القاهرة، هبة صالح، إن«السيسي» كان محبوبًا داخل الجيش بسبب إجراءاته لتسهيل حياة الضباط الأقل رتبة، أما الآن فقد أصبح شعبيًا أمام الرأي العام، يلقي خطبه بطريقة حميمية، مستخدمًا العامية ومتجنبًا رفع صوته، «يريد أن يظهر نفسه رمزًا أبويًا استشرف الحرب الأهلية وحاول تجنبها بعد أن تجاهل مرسي نصائحه».
وأوضحت أنه من المحتمل أن يفوز «السيسي» الآن بأي انتخابات، ليس فقط بسبب استطلاعات الرأي وهي جزء من حملة الجيش التي تشير إلى ذلك، وإنما أيضًا بسبب صوره الموجودة في كل مكان، ومعجبيه الذين يعلقونها على السيارات والمحلات والمباني، فضلا عن الأغاني في التليفزيون التي تعتبره «بطلا»، بنظارته السوداء دائمًا، وكما وصفته السيناتور الأمريكي ليندسي جراهام بعد زيارة لمصر، يبدو « السيسي » «مدمنًا للسلطة بشكل ما».
وينكر « السيسي » رغبته في دخول سباق الانتخابات، وعلى حد قول «فاينانشيال تايمز»، بالتأكيد لا يريد الجيش أن يكون مسؤولًا عن الحكم، لكن العسكر الذين يحكمون مصر الآن في فترتها الانتقالية يظلون هم الأقوى، والسؤال أصبح ما إذا كان « السيسي » سيحكم من الكواليس أم من أمام العرش؟.








