يبدا حضرة صاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه زيارة رسمية الى العاصمة الامريكية اليوم يلتقى خلالها مع الرئيس الامريكي باراك اوباما لبحث القضايا ذات الاهتمام المشترك ولتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين في كافة المجالات.
وتاتي زيارة سمو امير البلاد للولايات المتحدة التي تستمر يومين في وقت يتمتع فيه البلدان بعلاقات شراكة قوية ووثيقة حول العديد من القضايا مثل التعاون الوثيق في ما يتعلق بالحرب على الارهاب والامن الاقليمي وعملية السلام في الشرق الاوسط علاوة على ملفات ثنائية اخرى.
وتعد هذه الزيارة الرسمية الثالثة لسمو امير البلاد الى الولايات المتحدة منذ توليه مقاليد الحكم بدولة الكويت حيث التقى في البيت الابيض عام 2009 بالرئيس الامريكي اوباما الذي اعرب خلال اللقاء عن امتنان بلاده لدولة الكويت باعتبارها مضيفا بارزا للقوات المسلحة الامريكية خلال عملياتها في العراق مؤكدا في الوقت نفسه متانة العلاقات الثنائية بين البلدين والتزام الولايات المتحدة المستمر بأمن دولة الكويت.
كما التقى سموه خلال زيارته الاولى في سبتمبر 2006 بالرئيس الامريكي السابق جورج بوش الابن الذي اكد ان دولة الكويت هي دولة صديقة وحليفة معتبرا الاصلاحات التي قام بها سموه لاسيما تلك المتعلقة بالانفتاح الاقتصادي والسياسي مثالا لافتا للآخرين في المنطقة.
وقال الرئيس بوش “انا ممتن لنصائح سمو الامير حول طائفة من القضايا.. سمو الامير لديه رؤية واضحة حول كيف تعمل المنطقة بشكل مشترك استراتيجيا وتجاريا”.
وكان سموه قد زار الولايات المتحدة في سبتمبر 2003 بعد تعيينه رئيسا للوزراء حيث عبرت الحكومة الامريكية والكونغرس عن الشكر غير المحدود لموقف دولة الكويت في حرب تحرير العراق والحرب ضد الارهاب.
واكدت تلك الزيارة اهمية دفع العلاقات الثنائية ليس على الصعيد السياسي فحسب ولكن في مجالات عديدة كالطاقة والتبادل التجاري حيث تم الاتفاق على بدء المفاوضات الاولية في المجالات التي يتم الاتفاق عليها من اجل ابرام اتفاقية التبادل التجاري وقضايا اخرى تتعلق بالتعاون الاقتصادي.
وفي 29 يونيو 2005 قام حفظه الله عندما كان رئيس الوزراء بزيارة الى واشنطن في رحلة عمل رسمية للولايات المتحدة الامريكية حيث منحت جامعة جورج واشنطن الامريكية العريقة سموه شهادة الدكتوراه الفخرية في القانون تقديرا للمساهمات العظيمة فى الخدمة العامة التى قدمها طوال مسيرة حياته العملية.
وعقد سموه خلال تلك الزيارة لقاء مع الرئيس الامريكي السابق جورج بوش فى البيت الابيض تناول عددا من الملفات والمستجدات فى المنطقة.
ولخص سموه حفظه الله اهداف الزيارة في الكلمة التي القاها بهذه المناسبة اكد فيها أن الزيارة تاتي في اطار الشراكة الاستراتيجية من اجل تبادل الرأي والتشاور حول كل المواضيع التي هي محل الاهتمام المشترك والتي من شأنها المضي قدما بالعلاقات الثنائية نحو افاق أرحب في مختلف الميادين.
ومرت العلاقات الكويتية الامريكية باربع مراحل حتى وصلت الى مستواها الحالي ففي الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي كانت العلاقات مع امريكا علاقة صداقة.
وفي وسط الثمانينيات انتقلت الى علاقة شراكة حين رفعت الاعلام الامريكية على ناقلات النفط الكويتية ابان الحرب العراقية الايرانية.
ثم جاءت مرحلة الغزو العراقي للكويت وفترة التحرير وتوسعت هذه العلاقة لتاخذ اطارا استراتيجيا بين البلدين في تسعينيات القرن الماضي.
وتعمقت العلاقات الكويتية الامريكية بعد قيام الادارة الامريكية عام 2004 بتصنيف الكويت لتصبح حليفا خارج نطاق الناتو.
وتعود العلاقات الكويتية الامريكية الى سنوات طويلة مضت عندما بدأ الاهتمام الامريكي بمنطقة الخليج العربي واعتبارها منطقة ذات اهمية كبيرة وازدات رسوخا باعتراف الولايات المتحدة بدولة الكويت بعد ثلاثة اشهر من استقلال الكويت في 22 سبتمبر من عام 1961 وبدأت على اثرها العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
وتقوم العلاقات الكويتية الامريكية على المبادىء والثوابت التي تقوم عليها السياسية الخارجية الكويتية والمتمثلة في البعدين العربي والاسلامي لدولة الكويت وحسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الاخرى وعدم الانحياز والاحترام الكامل لمواثيق الامم المتحدة والانصياع لقراراتها.
وفى ضوء هذه الثوابت والمبادئ والأهداف كانت ومازالت علاقة دولة الكويت بالولايات المتحدة تسير في هذا النهج والذي جعل هذه العلاقة باستمرار علاقة تفاهم ووضوح وصداقة وتعاون لما فيه مصلحة الشعبين.
وتعددت زيارات المسؤولين بين البلدين حيث قام سمو امير الكويت الراحل الشيخ صباح السالم الصباح بزيارة الولايات المتحدة في ديسمبر عام 1968 رسخت على ضوئها العلاقة بين البلدين حيث بحث سموه رحمه الله مع الرئيس الامريكي الاسبق ليندون جونسون العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل دعمها والمساعدات العسكرية الامريكية لدولة الكويت وحفظ واستقرار منطقة الخليج العربي بالاضافة الى قضية الصراع العربي الاسرائيلي.
كما قام سمو امير البلاد الراحل الشيخ جابر الاحمد الجابر الصباح رحمه الله بزيارة الولايات المتحدة اثناء الغزو العراقي الغاشم لدولة الكويت عام 1990 والتقى مع الرئيس الامريكي الاسبق جورج بوش الاب حيث تركزت الزيارة على المستجدات المتعلقة بحرب تحرير دولة الكويت والخطوات المتخذة في هذا الصدد.
وفي الذكرى الخامسة لتحرير دولة الكويت في فبراير عام 1996 قام سمو الشيخ جابر الاحمد رحمه الله بزيارة واشنطن حيث التقى مع الرئيس الامريكي الاسبق بيل كلينتون وبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها فى مختلف المجالات وبخاصة الاقتصادية منها اضافة الى امن الخليج وعملية السلام فى الشرق الاوسط.
وفي عام 1994 قام الرئيس الامريكي الاسبق بيل كلينتون بزيارة دولة الكويت حيث قلده سمو امير دولة الكويت الراحل الشيخ جابر الاحمد الجابر الصباح رحمه الله قلادة مبارك الكبير وهو ارفع وسام كويتي ليعبر عن عمق العلاقة بين البلدين والتي تعززت بشكل كبير من خلال قيادة الولايات المتحدة لقوات التحالف في حرب تحرير الكويت من براثن الاحتلال العراقي الغاشم عام 1991.
وكان سموه رحمه الله قلد الرئيس الامريكي الاسبق جورج بوش الاب نفس الوسام عام 1993 عند زيارته للبلاد عقب انتهاء ولايته الرئاسية عرفانا منه بدور هذا الرجل في قيادة حرب تحرير الكويت.
وترتبط الكويت والولايات المتحدة بعلاقات اقتصادية وتجارية وثيقة وتعتبر الولايات المتحدة من كبرى الدول المصدرة للكويت في مجال السلع والخدمات حيث اظهرت احدث البيانات المتاحة من الوكالات الاتحادية ان الصادرات الامريكية الى الكويت بلغت في العام الماضي 2.6 مليار لتصبح الكويت خامس اكبر سوق في منطقة الشرق الاوسط.
وفي مجال المنتجات النفطية والبتروكيماوية يزداد حجم العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين فالولايات المتحدة من اولى الدول المستوردة للنفط الكويتي الخام حيث تشير الارقام ان قيمة الواردات الامريكية بلغت 7.8 مليار دولار عام 2011 وهناك اتفاقيات مشتركة مع الشركات الامريكية للحصول على الخبرة الفنية والمعدات اللازمة الخاصة بمشروعات التكرير والصناعات البتروكيماوية.
وكانت دولة الكويت والولايات المتحدة قد وقعتا بواشنطن فى فبراير عام 2004 اتفاقية اطارية للتجارة والاستثمار (تيفا) في خطوة وصفت بانها الخطوة الاولى نحو الدخول في مفاوضات ثنائية من اجل التوصل الى اتفاقية التجارة الحرة بين البلدين.
وتم تأسيس المجلس الكويتي – الامريكي للتجارة والاستثمار من خلال اتفاقية (تيفا) التي تؤكد رغبة البلدين في تعزيز مناخ استثماري جذاب بينهما وتوسيع التبادل التجاري للمنتجات والخدمات واتخاذ الاجراءات المناسبة لتشجيع وتسهيل تبادل السلع والخدمات.
ويعد التعاون العسكري بين دولة الكويت والولايات المتحدة من ابرز مجالات التعاون بين البلدين وذلك منذ ان بدأت دولة الكويت جهودها المستمرة لتدعيم وتسليح جيشها بكافة المعدات والاسلحة الحديثة المتطورة حيث كانت الولايات المتحدة احد مصادر السلاح الرئيسية لدولة الكويت.
كما يتلقى العسكريون الكويتيون تدريباتهم العملية والفنية في المؤسسات العسكرية الامريكية خاصة فى مجال الطيران الحربي ومنذ عام 1984 عقدت صفقات عدة بين دولة الكويت والولايات المتحدة لشراء اسلحة ومعدات عسكرية امريكية تشمل طائرات حربية متطورة وصواريخ متنوعة اضافة الى تحسين نظام الدفاع الجوي الكويتي.
وبلغ التعاون العسكري بين البلدين قمته عام 1990 بعد الغزو العراقي للكويت واحتلال اراضيها فقد قادت الولايات المتحدة بشرف واصرار قوات التحالف الشقيقة والصديقة لتحرير الكويت كما ادارت بقوة واقتدار المعركة السياسية لاجبار النظام العراقي المخلوع على سحب قواته من الكويت وعودة الشرعية اليها.
وبعد تحرير دولة الكويت في 26 فبراير 1991 توج التعاون العسكري بين دولة الكويت والولايات المتحدة بتوقيع الاتفاقية الامنية بين البلدين فى سبتمبر عام 1991 والتي بموجبها تم التعاون بين الجانبين في مختلف المجالات العسكرية والتدريب والتنسيق للحفاظ على امن واستقرار الكويت







