مباحثات مع مصنعين محليين لإنتاج حاسبات لوحية و«سمارت فون» بتكنولوجيا «إنتل»
تذبذب سعر الصرف وأحداث العنف دفعا السوق إلى التراجع
نمو الاقتصاد الموازى 2013.. والأجهزة المستعملة تستحوذ على %50 من السوق
تجرى شركة “إنتل مصر” مفاوضات لدعم أجهزة مصنعين محليين بتكنولوجيا «إنتل»، وتمكنت من إطلاق أول حاسب لوحى مصرى مزود بمعالج “إنتل” بالتعاون مع الهيئة العربية للتصنيع، فيما تتفاوض – حالياً – مع مجموعة الخرافى لتزويدها بالتكنولوجيا اللازمة لتصنيع الهواتف الذكية والـ «تابلت»، حسب تصريحات نور الدين زكى، مدير مبيعات التجزئة بالشركة، قائلاً: إن إنتل مصر تبحث مع شركتى «موبينيل» و«فودافون» تزويدهما بهواتف ذكية مزودة بمعالجات «إنتل».
أوضح أن السوق المصرى يعانى – حالياً – عدم وجود خارطة استثمارية واضحة للسنوات المقبلة، وليست هناك قائمة بالمشروعات المقترح تنفيذها خلال الأشهر المقبلة، وهو ما أدى إلى توقف ضخ أموال جديدة بالسوق، مؤكدا أن الاستثمارات الأجنبية لم تهرب من مصر ولكنها مؤجلة بسبب الظروف الاقتصادية والأمنية التى تعانيها البلاد، مستدلاً على ذلك باستمرار عمل الكثير من الشركات العالمية بمصر رغم الاحداث الماضية وغموض الموقف، لكنها لجأت إلى تحجيم خطتها التوسعية لفترة لحين استعادة الاستقرار.
أكد أن شركة “إنتل“ مستمرة فى السوق المصرى، وسوف تستمر فى التوسعات وفقا للخطط الموضوعة رغم الظروف الاقتصادية الجارية، وقد تم الاستحواذ على أول شركة مصرية “سسدى سوفت“ فى شهر مارس أى عقب قيام ثورة 25 يناير مباشرة، ليرتفع عدد الموظفين المصريين بـ “إنتل“ إلى أكثر من مائتين، وهو يعكس أهمية السوق المصرى واستمرارية “إنتل“.
يرى زكى أن خطط “إنتل“ الاستثمارية مرتبطة بالاتجاه الاستراتيجى لأعمالها الخاصة وليست الظروف الأمنية أو الاقتصادية لسوق محدد، وهوما يبرر استحواذ “إنتل“ على “سسدى سوفت“، حيث تخدم خطط الشركة التوسعية للسنوات المقبلة نظراً لعمل الأخيرة فى بحوث واستشارات خدمات الاتصالات، وهو جزء رئيسى من خطط “إنتل“ الاستراتيجية، مستدلاً على ذلك باستحواذ الشركة على “مكافى“ المتخصصة فى حلول أمن المعلومات.
أوضح أن هناك تعطشاً من المستثمرين لاستكمال خططهم بالسوق المصرى، ومن ثم على الحكومة المصرية أن تضع مؤشرات رئيسية -على الأقل- للخطط والخرائط الاستثمارية للسنوات الثمانى المقبلة، مع التركيز على توضيح الرؤية الحكومية لتطوير الصحة والتعليم، خاصة أنهما الأكثر احتياجاً للتطوير، وكذلك توضيح دور تكنولوجيا المعلومات فى هذه الاستراتيجية مع وضع تصور لإشراك الشركات المتوسطة والصغيرة فى الخطة.
عن خطط “إنتل“ الاستراتيجية بالسوق المحلى خلال الفترة المقبلة أوضح زكى، أن القطاع الاستهلاكى هو الأكثر نموا بسوق الحاسبات الآلية بمصر، نظراً لعدم ارتباطه بالقرارات الحكومية، إضافة إلى تعطش السوق إلى مزيد من أدوات تكنولوجيا المعلومات، وهو ما جعل الشركة تركز على دعم هذا الشق.
وقال إن “إنتل“ تخطط لتوفير جميع أدوات تكنولوجيا المعلومات الحديثة يأتى على رأسها “الالترابوك“ واللاب توب الذى يمكن ان يتحول إلى تابلت، كذلك الاستمرار فى خطط دعم الهواتف الذكية، مشيراً إلى اطلاق أول تليفون ذكى يعمل بتكنولوجيا “إنتل كان” فى مصر.
على مستوى الحاسبات اللوحية أكد زكى، أن الشركة اعدت خطة تعمل على تنفيذها منذ 4 سنوات لدعم الهواتف الذكية والتابلت بتكنولوجيا “إنتل“، وطرح العديد من تلك الأجهزة بمصر مثل “أسوس – جالاكسى تاب 3 – ايسر – اتش بى“، وهو ما يلبى خطط الشركة من التواجد عبر أجهزة تكنولوجيا متطورة وجيدة تلبى حاجة المستخدم.
كشف زكى عن إطلاق أول جهاز لوحى مصرى مزود بتكنولوجيا إنتل إضافة إلى التفاوض حالياً مع الشركة العربية للتصنيع لدعم أجهزتها اللوحية وهواتفها الذكية بالمعالج الذكى من “إنتل“.
ومن المنتظر ان تبدأ الشركة طرح أجهزة الحاسبات اللوحية بمساحة 10 بوصات، وذلك لامكانية توظيفه بالتعليم لدى الطلبة.
عن المعايير الخاصة بدعم الأجهزة التكنولوجية بمعالج “ إنتل “، أشار إلى أن أولى هذه المواصفات هى عمر البطارية، والوقت المستغرق لتنشيط الجهاز بعد حالة “ ستاند باى “، أما الشق الآخر من المعايير فهو سياسة استهلاك العملاء بالسوق المصرى، وتفضيلاتهم فى التطبيقات، موضحا أن المستهلك المصرى يقبل على شراء الأجهزة المزودة بمعالجات “ كور “ أكثر من “ اتوم “، لاسيما فى الأجهزة ذات الشريحة السعرية المرتفعة.
قال زكى إن الشركة تدرس إطلاق حملة بالتعاون مع موزعى التجزئة، لتشجيع المستهلكين على الاقبال لشراء الأدوات التكنولوجية المختلفة تزامنا مع موسم عودة الدراسة الذى يعد أحد أهم مواسم رواج الحاسبات الآلية، مشيراً إلى تقديم الأجهزة بتسهيلات فى السداد عبر التقسيط من خلال شبكات تجارة التجزئة.
أوضح أن الشركة تقود محادثات مستمرة مع الحكومات المختلفة لبحث سبل تطوير التعليم من خلال أدوات تكنولوجيا المعلومات، كما أن الشركة طوعت خططها التسويقية لتتواكب مع الفترة الحالية، حيث توسعت فى عمليات التسويق غير المباشر، اضافة إلى المباشر، بحيث لا يقتصر على الموزعين والمصنعين العالميين وإنما بدأت تتجه إلى شركات الاتصالات مثل الحملة التى اطلقتها بالتعاون مع شركة” اتصالات مصر”.
قال مدير مبيعات التجزئة بشركة “إنتل”، إن الربع الأول للعام الجارى حقق مبيعات مرتفعة على مستوى قطاع الحاسبات الآلية، مرجعا ذلك إلى زيادة إقبال المستهلكين الأفراد، حيث حقق القطاع نموا يقارب %30 مقارنة بالربع الأخير من العام الماضى، بينما سجل الربع الثانى انخفاضا %30 مقارنة بالاشهر الثلاثة السابقة له، بسبب الأحداث التى شهدتها البلاد إضافة إلى كون هذه الفترة ليست الأفضل لمبيعات الحاسبات الآلية للافراد.
وأرجع تباطؤ حركة السوق إلى ندرة طرح المناقصات، إضافة إلى تأجيل المطروحة منها وعدم البت فيها وهو ما أثر سلباً على المبيعات، علاوة على مشكلة سعر الصرف التى ألقت بظلالها على حركة السوق خلال الربع الثانى للعام الجارى، وإغلاق الكثير من المحلات خشية أحداث العنف.
وأضاف أنه من المنتظر أن يشهد الربع الثالث استمراراً فى تراجع مبيعات الحاسبات الآلية، معزيا ذلك إلى شهر رمضان وتكدس معظم الاحداث التى شهدتها البلاد خلال شهرى يونيو وأغسطس، وتسعى الشركة إلى إطلاق حملات تسويقية بالتعاون مع الشركاء من تجار التجزئة لدعم حركة مبيعات السوق.
توقع ان تنخفض مبيعات الربع الثالث بنسبة تتراوح بين 30 و%50 مقارنة بنفس الفترة من العام الماضى، و%20 عن الربع الثانى من العام الجارى، مرجحا الا يشهد السوق نموا العام الجارى الا فى حال عودة الاستقرار للشارع المصرى وحقق الربع الأخير طفرة فى المبيعات.
قال إن مبيعات السوق المصرى خلال العام الماضى 700 ألف جهاز، ومن المنتظر أن تنخفض العام الجارى مقارنة بالماضى بنسبة تتراوح بين 10 و%20.
كشف زكى عن مباحثات مع الحكومة المصرية ممثلة فى وزارة الاتصالات للمشاركة بخبراتها وكذلك المصنعون المحليون فى مشروع تصنيع التابلت التعليمى محلياً، وذلك لتوفير جميع الاحتياجات التى يستخدمها الطالب من محتوى تعليمى وغيرها من جميع الاستخدامات، لاسيما أن “ إنتل “ لها باع طويل فى المحتوى التعليمى، حيث دربت أكثر من 500 ألف مدرس و250 ألف طالب من خلال برامج الشركة المختلفة.
أكد زكى أن اتجاه المستهلك لأدوات مختلفة عن الحاسب الآلى واللاب توب اقتنصت حصة من النمو، مشيراًً إلى أن مبيعات الحاسبات اللوحية والهواتف الذكية تحقق نموا متسارعا بسبب زيادة الاقبال، بينما ينخفض نمو أجهزة الديسك توب واللاب توب، الا انه لن يندثر نظراً للحاجة إلى استخداماته.
أوضح أن فرص نمو الحاسبات الآلية التقليدية كبيرة بمصر، خاصة أن كثيراً من العملاء لم يستخدموا مثل هذه الأدوات التكنولوجية من قبل وبالتالى فإن الاتجاه لامتلاك أداة جديد لن يكون تابلت، وإنما سيبدأ بالتعرف على أجهزة الديسك توب على الأقل.
كشف زكى عن التفاوض مع شركتى المحمول الأخريين “ موبينيل – فودافون “ لتزويدهما بالهاتف الذكى المدعوم بتكنولوجيا “ إنتل، إضافة إلى التفاوض مع مصنعين محليين لإنتاج هواتف ذكية تعتمد على تكنولوجيا “ إنتل “.
على مستوى ثقافة الشراء للمستهلك المصرى، يرى زكى أن اسعار الأجهزة شهدت إرتفاعا ملحوظا نتيجة عدم استقرار سعر الصرف منتصف العام الجارى، إضافة إلى نمو الاقتصاد الموازى بشكل كبير جدا عما قبل، بفضل الأجهزة المستعملة التى تستحوذ على %50 من سوق الحاسبات الآلية.








