1000 طن حجم واردات بكين المقدرة من الذهب حتى نهاية العام
أين يمكن أن نكون دون الصين؟ هكذا يتساءل العديد من الأشخاص المتعاملين فى السلع فى السنوات الأخيرة، إلا أن هذا الأمر له صدى خاص بالنسبة للذهب.
فقد حال الازدياد الضخم فى الطلب الفعلى على الذهب من قبل ثانى أكبر اقتصاد فى العالم دون أن تصبح موجة البيع ضربة قوية لهذا المعدن النفيس.
من المتوقع أن يكون عام 2013 هو أول عام فى التاريخ الحديث يشهد تفوق الصين على الهند كأكبر مستهلك للمعادن النفيسة وذلك وفقا لمؤسسة «تومسون رويترز جى اف ام اس» الاستشارية المتخصصة فى المعادن النفيسة، كما صرح بنك اتش اس بى سى أن هذه هى المرة الأولى التى سيكون فيها أكبر منتج للذهب هو أيضا أكبر مستورد ومستهلك له.
تضاعفت واردات الصين من الذهب منذ بداية هذا العام حتى الان لتصل إلى 864 طناً، وذلك وفقا لبيانات بنك ناتيكسيس، وفى طريقها لتتجاوز 1000 طن للمرة الأولى فى تاريخ الصين.
قال جيرمى ايست، مدير تداول المعادن فى بنك ستاندرد تشارترد، أعتقد أننا لسنا ملمين بحجم وشهية السوق الصينى وتأثيره على السعر العالمي.
وهناك مؤشرات تومىء بتباطؤ الطلب الصينى على الذهب والمحللون ليسوا متأكدين ما إذا كان سيزيد تراجع الذهب مرة أخرى من نهم الصين على شراء الذهب.
شهد هذا العام عودة الاتزان إلى سوق الذهب، فقد خفضت المؤسسات الاستثمارية حصتهم فى صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب على خلفية التوقعات بحدوث تحول فى السياسة النقدية الأمريكية، التى تعد المحرك الرئيسى لسعر الذهب.
تراجعت حيازات صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب من 2700 طن بداية هذا العام إلى نحو 2000 طن مما أدى إلى انخفاض سعر المعدن النفيس الذى تراجع بنسبة %20 ليصل إلى 1.316 دولار للأوقية منذ بداية هذا العام حتى الان.
قلل الازدياد الضخم فى الطلب الفعلى على الذهب من قبل مستهلكى آسيا وخاصة الصين من الآثار السلبية لبيعه ولكنه لم يتم التعويض عنها بشكل كامل، وقد ساعدت هذه المشتروات على ارتفاع أسعار الذهب من أدنى مستوياته فى إبريل ويونيو التى بلغت 1.360 دولار و1.199 على التوالي.
تباطأت الان مبيعات صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب ولكن يرى العديد من المحللين أن هذا التباطؤ يعد هدنة مؤقتة وسوف تُستأنف مبيعات صناديق الاستثمار عندما يصبح توقيت تقليص الاحتياطى الفيدرالى الأمريكى لبرنامج شراء السندات أكثر وضوحا.
يقول سيتى جروب إن الصين لديها مخزون جيد من الذهب وسوف يتراجع الطلب الصينى على الذهب خلال الفترة المتبقية من هذا العام.
كما أنه من غير الواضح الكميات التى اشتراها القطاع الرسمى الصينى من الذهب وإلى أى مدى سيتمكن من الحفاظ على استمرار الطلب، ينتاب المحللون شكوكا بأن البنك المركزى الصينى قام بشراء نحو مائتى طن هذا العام لتنويع احتياطاته.
بينما تشكل الصين عامل استقرار، يعتقد بعض المستثمرين أنها قد تدفع سعر الذهب للصعود بشكل مستدام، وقال فيليب كلابويجك، رئيس مجلس ادارة جى اف ام اس، تكمن المشكلة فى أن المزيد من الطلب مرتبط بتراجع الأسعار، فقد ساهمت شراءات البنك المركزى فى رفع سقف سعر الذهب ولكنه لن يستطيع وحده دفع أسعار الذهب للصعود بشكل مستدام.








