المضاربون يراهنون على البيع فى موجة الصعود عقب التوصل لاتفاق
توقعات بتسوية الخلاف بين أوباما والجمهوريين وراء استقرار الأسواق
أثناء الحرب الباردة والتى خشى العالم خلالها حرباً نووية اخترع العلماء مفهوم نظرية اللعبة «Game Theory» لتوقع السيناريوهات المختلفة والأسباب الرئيسية وراءها بحيث يحقق كل طرف افضل المميزات عبر دراسة تضارب المصالح فيما بينهم دون تحقيق خسائر للطرف الآخر. لكن الأزمة المالية الحالية التى تمر بها الولايات المتحدة تعيد اختبار تلك النظرية مرة اخرى.
وترى جريدة الفاينانشيال تايمز فى تقرير لها أن الجمود السياسى حول الموازنة الفيدرالية فى واشنطن ومشكلة سقف الدين المتكررة قد يدفع العالم إلى مشكلة عجز امريكا عن سداد ديونها والذى يدفع نظرية اللعبة إلى معامل الاختبار. احتفظت الاسواق حول العالم بثقتها بأن تلك الازمة يمكن تفاديها إذ تمكن مؤشر S&P 500 من الاستقرار بصفة عامة على مدار الاسبوع الماضى إلا ان القلق دفع العائد على اذون الخزانة الامريكية إلى اعلى معدلاته منذ فبراير 2009 كما تراجعت قيمة الدولار بصفة عامة.
اكيد بيل ماك-كواكر رئيس شركة الاصول المتعددة هاندرسون جلوبال إنفستورز ان وجهة النظر التقليدية التى تسيطر على الاسواق حالياً والتى دعمتها من عدم الهبوط هو عدم الرغبة فى البيع الان والاضطرار للشراء مرة أخرى بأسعار اعلى. فيما اكد ستيفن كينج كبير الاقتصاديين فى HSBC ان كل الألعاب وفقا للنظرية المشار اليها آنفا تجرى الآن فى واشنطن العاصمة وان الوقت قد آن للتخلص من النظريات بعيداً عن التدمير المتبادل المؤكد.
واوضحت الجريدة ان الهدوء فى السوق يفترض ان السياسيين سيتمكنون فى النهاية من الانعطاف بعيداً عن المنحدر بسبب العواقب الكارثية الخاصة بالتعثر فيما حذرت الخزانة الامريكية من تجمد اسواق الائتمان، انخفاض قيمة الدولار، وارتفاع معدلات الفائدة إلى مستويات قياسية.
اوضح نيل جونسون أستاذ الفيزياء فى جامعة ميامى – والذى طبق تلك المفاهيم الرياضية للتمويل للفاينانشيال تايمز ان نظرية اللعبة تعتبر جيدة عند استخدامها مع لاعبيين فى وضع مستقر مثل الحرب الباردة. إنما فى الوضع الحالى يصعب تحديد عدد اللاعبيين ومن هم وما هى الفوائد التى ستعود عليهم.
وبحسب الخبرات التاريخية فعلى المستثمرين أن يتوقعوا ما هو غير متوقع فى تلك الازمة المالية الامريكية إذ انه فى نماذج المحاكاة هناك دائماً هدوء قبل العاصفة وبالتالى فإنه غير واضح إلى أين تتجه الاسواق بعد الهدوء الحالى الذى يسيطر عليها.
ويرى بعض الخبراء الاستراتيجيين ان السياسيين لن يجنحوا إلى الحلول الوسط إلا إذا وقعت عمليات بيع حادة فى الأسواق وحدث تهديد خطير حقيقى على الاقتصاد ليدفعهم للتوصل لاتفاق.
اوضحت الفاينانشيال تايمز ان عمليات البيع الواسعة فى سوق الاسهم تعتبر فرصاً شرائية لبعض المستثمرين الذين يتوقعون التوصل لاتفاق وخاصة ان احد الدروس المستفادة من ازمة الديون الاوروبية على مدار السنوات القليلة الماضية هى انه فى اللحظات السياسية المعقدة يقوم البعض بالاتجاه لسوق الأسهم للاستفادة من الصعود التالي. أوضح تريفور جريثام انه فى الوقت الذى يترك السياسيون الوضع للتأزم حتى اللحظة الأخيرة فإن المستثمرين يشعرون بالذعر، وفى اللحظة الاخيرة عندما يشعر السياسيون بالذعر فإنه الوقت الامثل للشراء.
عبير على








