بقلم: ديفيد جاردنر
أثار الاغلاق الجزئى القصير لأعمال الحكومة الأمريكية هذا الشهر السخرية فى لبنان ، وصوروا الساسة فى الولايات المتحدة على انهم مجموعة من الجبناء، الأغلاق جزئي؟ انهيار؟ لماذا يحدث هؤلاء الأمريكيون جلبة بشأن ذلك؟
فلبنان ظلت بلا حكومة منذ مارس الماضي. وتسبب حزب الله، الحركة الشيعية شبه العسكرية والفاعل السياسى الأقوى فى لبنان، فى اسقاط الحكومة الأخيرة رغم أنها كانت حكومة ائتلافية تم اعطاء حزب الله وحلفائه فيها حق الفيتو فى السلطة التشريعية.
ومحاولات البرلمان الحالية لاعادة الانعقاد مثلها مثل مجهودات رئيس الوزراء الجديد فى تشكيل الحكومة تتعرقل بسبب العناد المتبادل ومقاطعة بعض قادة الطوائف الدينية والفصائل العدائية، وهذا يتسبب فى ترك الساسة فى وضع مثالى حيث يتقاضون أجورهم كاملة ويحصلون على امتيازاتهم غير منقوصة دون الخضوع للمساءلة.
أما الدولة أصبحت بمثابة أرض خربة بمؤسسات غير مكتملة النصاب القانوني، وفى الواقع، ينبغى على حزب الشاى استشارة حزب الله.
ولا تدور المعارك فى لبنان حول حجم الدولة أو حجم الدين القومي، فاذا استمتعت إلى تصريحات الساسة المتواصلة ستجد انها تدور حول القانون الدستوري، وحتى تلاحظ العدد الكبير من الحراس الشخصيين لهم ستجد ان الكثير منهم يعيش لأسباب وجيهة متخفيا.
فسعد الحريري، قائد المعارضة السنية وابن رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريرى الذى اغتيل فى 2005، يعمل من باريس، أما حسن نصر الله، زعيم حزب الله، فيدير الأمور من معقل فى جنوب بيروت
وتنقسم لبنان بين الائتلاف السنى الضعيف بقيادة سعد الحريرى والمدعوم من السعودية والكتلة الشيعية بقيادة حزب الله والمدعومة من ايران ومتحالفة مع سوريا بالاضافة إلى الطوائف المسيحية التى يقودها قادة عسكريون منشقون فيما بينهم.
ويقول أحد الوزراء ان ما يمسك الدولة أن تزول حاليا هو احتمالية الانتعاش الاقتصادى من البترول والغاز المكتشفين حاليا فى شرق البحر المتوسط، ومع ذلك، فان لبنان جزء من نضال أكبر على السلطة ألا وهو الخلاف السنى الشيعى التى تقع جبهته حاليا فى سوريا وتسبب فى حرب أهلية.
وتعهد حزب الله بنشر عصاباته فى دمشق لصالح بقاء الديكتاتورية المحاصرة لبشار الأسد وبذلك ربط مستقبل لبنان التى مازالت تداوى جراح الحرب الأهلية الطائفية التى استمرت فيها من 1975 إلى 1990 بنتيجة الحرب الاهلية فى سوريا.
وحتى الآن كانت المواجهات المفتوحة على الأراضى اللبنانية محدودة فى هجمات سيارات مفخخة قليلة لكن التوترات فى تصاعد.
وخلال النهار يصدر النشاط فى قطاع الانشاءات الذى بدأ مع اعادة بناء بيروت بعد الحرب الأهلية ضجيجا عاليا، وبالليل تخلو المراكز التجارية والسينمات والشوارع والمطاعم فى غرب بيروت ذات الأغلبية المسلمة تقريبا من الزائرين.
وانهارت السياحة التى كانت تأتى غالبا من منطقة الخليج أو اللبنانيين المقيمين بالخارج بالكامل هذا الصيف، وقال أحد أصحاب المطاعم الفاخرة ان أعماله انخفضت بنسبة %30 وآخذة فى الهبوط، واللبنانيين شعب مرن ولديهم قدرة احتمال عالية للفوضى، ولكن أزمة اليوم مختلفة.
وفى الماضى القريب، تمتع حزب الله بوجود سوريا فى ظهره والتى سمحت لها بوضع لبنان فى اضطراب بسبب صراعها المستمر مع اسرائيل مثل حروب 1996 و2006.
والآن سوريا تحترق، لذا يحتاج حلفاؤها حزب الله وايران جعل لبنان هادئة، لذا أحكم الحزب قبضته على المؤسسات الأمنية بالبلاد وتمتليء المؤسسات الأخرى بهم وأصدقاؤهم لضمان بقائها فارغة وغير عاملة.
والنتيحة ليست فشل حكومى بقدر ما هى غياب للدولة وهذا قد يدفع المواطنين اللبنانيين مرة أخرى لاحتضان الطائفية، وحتى بدون وجود الحرب فى سوريا لتذكرهم فهم يعرفون جيدا إلى ماذا يقود هذا الغياب.
اعداد: رحمة عبدالعزيز
المصدر: الفاينانشال تايمز








