الشركة نفذت أعمالاً بـ10 مليارات جنيه حتى الآن تمثل %21 من مشروعاتها
150 مليون درهم حولتها «إعمار» الأم لشركتها التابعة فى مصر خلال 2013
طرح زيادة رأسمال الشركة بالبورصة أحد بدائل توفير التمويل المستقبلية
نتحين فرص زيادة محفظة الأراضى وأرض «المستقبل» تحتاج نقطة جذب قبل أن نقرر التوسع فيها
لا ندرس تكرار مشروع «برج خليفة» فى مصر حالياً
450 غرفة فندقية منتظرة فى «أب تاون» و«إعمار سكوير».. وتنفيذ أول فنادق «مراسى» العام المقبل
نفذت شركة إعمار – مصر للتنمية والاستثمار، التابعة لإعمار الإماراتية، أعمالاً بقيمة 10 مليارات جنيه حتى الآن فى مشروعاتها العقارية الثلاثة القائمة، تمثل ما بين 20 و%21 من مشروعاتها بمصر، ويحتاج استكمال المرحلة الأولى من المشروعات الثلاثة إلى ما بين 3 و4 مليارات جنيه اضافية، بحسب محمد الدهان الرئيس التنفيذى للشركة فى حوار مع «البورصة».
وقال الدهان: «منحنا عقوداً للمقاولين بقيمة 880 مليون جنيه منذ بداية العام فى مشروعات إعمار الثلاثة «أب تاون كايرو» و«مراسى» و«ميفيدا»، وتعتزم توقيع عقود أخرى مع شركات المقاولات بقيمة 700 مليون جنيه قبل نهاية العام، لترتفع قيمة عقود المقاولات للعام الجارى إلى نحو 1.6 مليار جنيه، بحسب الرئيس التنفيذى للشركة.
كانت «إعمار» قد منحت عقوداً للمقاولين فى مشروعاتها بقيمة مليار جنيه العام الماضى.
وارتفعت تقديرات «إعمار – مصر» للتكلفة الإجمالية لمشروعاتها بقيمة 19 مليار جنيه دفعة واحدة لتصل إلى 53 مليار جنيه، بالنظر إلى زيادة أحجام المكونات الخدمية، التجارى والإدارى والفندقى والترفيهي، نظراً لاحتياجها لمكونات وتشطيبات أعلى تكلفة.
وتسيطر المكونات الخدمية، التجارية والفندقية والترفيهية على المرحلة الثانية من المشروعات الثلاثة التابعة لـ«إعمار»، وتخطط الشركة حالياً لتدبير التمويل اللازم لها، لكن لم يتم اتخاذ قرار بعد فى هذا الشأن.
وضرب الدهان مثالاً بمشروع «إعمار سكوير»، وهو مشروع ملاصق لـ«أب تاون كايرو»، وقال: «إعمار سكوير» سيكون من أهم مشروعات الشركة فى مصر، وتبلغ تكلفته 8 مليارات جنيه، وهو مشروع متعدد الاستخدامات، تجارى وفندقى وإدارى وسكنى، وينتظر طرح مناقصاته على المقاولين فى الربع الثالث من العام المقبل 2014، فيما يتم استغلال الفترة الحالية فى اعداد التصميمات الخاصة به عن طريق مجموعة من المكاتب الاستشارية المهمة».
أضاف أن الشركة ستتوسع بقوة فى الجزء التجارى والإدارى فى المرحلة الثانية من مشروعات إعمار بمصر، فمشروع «إعمار سكوير» سيضم مولاً تجارياً تصل المساحات القابلة للتأجير فيه 160 ألف متر، إلا أنه سيكون مفاجأة بكل المقاييس فى القطاع العقارى والتجارى والسياحى المصري، سعياً من الشركة لأن يكون نقطة جذب كبيرة ومميزة لأى مقيم أو زائر للقاهرة سواء من داخل أو خارج مصر، كما هو الحال بالنسة لـ” دبى مول”، من حيث جمال المكان وجاذبيته ومخاطبته جميع الشرائح، ليكون إضافة مهمة لمدينة القاهرة.
ووفقاً لمحمد الدهان، فإن مساعى ” إعمار” لبناء مشروع متعدد الاستخدامات بشكل مختلف ومميز، دفعتها للقيام بزيارات لعدد من دول العالم المتقدمة فى المشروعات العقارية متعددة الاستخدامات، مثل هونج كونج وسنغافورة والولايات المتحدة الأمريكية، للخروج بمشروع يكون مقصدا سياحيا يخدم البلد بصفة عامة ويدعم القطاع السياحى بها، بحيث يقضى به السائح يوما مستقلا من زيارته لمصر.
أضاف الرئيس التنفيذى لشركة إعمار – مصر:” فى البداية كان التفكير يتجه لاقامة مول صغير يخدم سكان مشروع ” أب تاون كايرو” وبعض الأماكن المحيطة، لكننا أعدنا التفكير فى هذا الأمر، ووضعنا خطة جديدة تضمنت اقامة مول تجارى ضخم يخدم الحركة السياحية الكبيرة المعتادة فى مصر وعدد السكان الكبير بالقاهرة، بالإضافة إلى المساحات الإدارية وكذلك الفنادق لاقامة السائحين وأضفنا أيضا الجانب السكني.
أوضح أنه تم تجهيز البنية التحتية الخاصة بمشروع ” إعمار سكوير”، وسيتم تمويله من موارد الشركة الأم والجزء الآخر لم يتم الاستقرار على مصدره بعد، سواء كان عن طريق الاقتراض من البنوك، حيث سيتم اعداد دراسة جدوى مستقلة لكل مكون من مكونات المشروع تحدد تكلفته وعوائده وحجم السيولة الداخلة والخارجة منه وحجم التمويل الذاتى المرصود له من الشركة.
وقال محمد الدهان:” زيادة رأسمال الشركة من خلال طرح عام أولى للشركة بالبورصة المصرية أحد البدائل التى سيتم مناقشتها لتوفير التمويل لمشروعات الشركة المستقبلية، لكن القرار سيتخذه مجلس إدارة الشركة فى التوقيت المناسب، وفقاً لمدى حاجة الشركة للسيولة مستقبلا ومدى حاجة الشركة لهذه الخطوة وتوقيت اتخاذها “.
أضاف طرح الشركات التابعة لـ” إعمار الإمارات” خارج دبى بالبورصة يتوقف على حجم الاستثمارات التى يتم ضخها فى كل سوق على حدة، فشركة ” إعمار المدينة الاقتصادية” بالسعودية تطور مشروعا ضخماً على مساحة 174 مليون متر، وكان الاتفاق على المشروع يتضمن طرح المشروع للاكتتاب العام منذ بدايته، وإعمار الإماراتية لا تمتلك حصة أغلبية فيه.
وتابع قائلاً:” وفى مصر..نتوقع زيادة حجم العمل والاستثمارات بشكل كبير فى الفترة المقبلة، مما سيزيد من احتياجات الشركة للسيولة، وسيتم دراسة كيفية تدبيرها سواء من جانب الشركة الأم أو عبر الاتفاق مع البنوك أو عن طريق طرح الشركة للاكتتاب العام، أو الجمع بين هذه الأساليب جميعاً”.
ولم تحصل ” إعمار – مصر” على قروض من القطاع المصرفى حتى الآن، وتعتمد على مواردها الذاتية والدعم المالى السنوى من جانب الشركة الأم بالإمارات والتسهيلات الائتمانية الدورية التى تحصل عليها من البنوك، وهو ما أرجعه الرئيس التنفيذى للشركة، إلى عدم وجود حاجة للاقتراض الآن، فى ظل الدعم المالى المستمر من الشركة الأم، ولكن هناك مناقشات مبدئية مع عدد من البنوك تتعلق بتدبير التمويل للمكون التجارى الذى يمثل المرحلة الثانية من مشروعات الشركة.
أضاف أن اعتزام “إعمار – مصر” زيادة حجم استثماراتها بشكل كبير الفترة المقبلة يأتى فى إطار نظرة الشركة الايجابية للسوق المصرى وتفاؤلها بتحقق الاستقرار السياسى والأمنى بها قريبا تمهيدا للانطلاق الاقتصادي، بما يتفق مع طبيعة استثمارات الشركة التى تتسم بطول الأجل.
وفى السياق السابق، كشف محمد الدهان أن الشركة الأم بالإمارات حولت 150 مليون درهم لشركتها التابعة فى مصر العام الجاري، لدعم توسعات الشركة.
وسبق أن حولت شركة إعمار الإماراتية لوحدتها المصرية 300 مليون درهم و258 مليون درهم عامى 2011 و2012 على التوالي، مما يعد دليلا على رؤية الشركة الايجابية للسوق المحلى كسوق واعد على المدى الطويل، وثقتها فى قوة ومتانة أساسيات القطاع العقارى المصري.
وبحسب الرئيس التنفيذى للشركة، فإن ” إعمار – مصر” تعيد استخدام فوائضها فى زيادة أصولها بمصر، تنفيذا لقرار استراتيجى للشركة الأم يقضى بزيادة استثماراتها وأصولها فى مصر وعدم تحويل السيولة الفائضة إلى دبى سواء على المدى القصير أو المتوسط.
ويتأخر تسجيل الأرباح فى ميزانية شركة ” إعمار – مصر”، نظراً للمعيار المحاسبى للشركات العقارية الذى تلتزم به الشركة، ويقضى بعدم اثبات الايرادات والأرباح عن المشروعات العقارية إلا بعد تسليمها، فى حين تعتمد ” إعمار” سياسة تسليم الوحدات للعملاء كاملة التشطيب، على عكس عدد كبير من الشركات.
وفيما تنفذ ” إعمار” 3 مشروعات بمصر الآن هى ” أب تاون كايرو” و” مراسي” و”ميفيدا”، قال محمد الدهان الرئيس التنفيذى للشركة إن المشروع الرابع وهو “بوابة القاهرة”، يجرى دراسة المخطط العام الخاص به.
ومن المقرر، وفقا لمحمد الدهان، أن يضم مشروع ” أب تاون كايرو” 450 غرفة فندقية تتوزع بين مشروع ” إعمار سكوير” وباقى أرض ” أب تاون كايرو”، بينما سيتضمن مشروع ” مراسى” عدداً من الفنادق تم تقديم التصميمات الخاصة بها للجهات المسئولة، وتم تصميم الفندق الأول الذى ستديره شركة ” ذا أدريس” التابعة لـ” إعمار الإماراتية”، على أن يبدأ تنفيذه العام المقبل.
ورداً على سؤال لـ” البورصة” حول إمكانية إقامة برج فى مصر على غرار برج خليفة بدبي، قال الدهان:” مثل هذا المشروع غير مطروح على أجندة الشركة حاليا، فهو يحتاج إلى قطعة أرض مناسبة ودراسات كبيرة ودقيقة وتضافر لجهود الدولة، كما حدث فى دبي، من حيث الموافقات والتراخيص خاصة من المرور والطيران نظراً لارتفاعه الكبير”.
وافتتحت شركة ” إعمار” برج خليفة عام 2010 الذى يرتفع 828 متراً وتكلف 1.5 مليار دولار.
وفى سياق زيادة أصول الشركة الإماراتية بالسوق المحلى، أكد الرئيس التنفيذى لـ” إعمار – مصر” أنها تتحين الفرصة لزيادة حجم أراضيها وتدرس جميع الفرص التى تعرض عليها بعناية، من واقع ثقتها فى قوة السوق المحلي.
وأضاف أن أرض شركة ” المستقبل للتنمية العمرانية”، التى تقع على طريق السويس، تتسم بموقع جيد ولكنه بعيد، لذلك يحتاج إلى مخطط عام أكثر وضوحاً من المخطط الحالي، بحيث يتضمن قيمة مضافة تجذب العملاء للسكنى أو إدارة أعمالهم أو الترفية فيه، لذلك فهو يحتاج إلى نقاط جذب، تكون محددة على المخطط العام، سواء كانت مشروعات ترفيهية أو تعليمية متميزة، على أن يتم الاعلان عن هوية الشركة أو الجهة التى تديره مبكرا.
وقال الدهان:” جزء من نجاح القاهرة الجديدة كمقصد للسكن والعمل يرجع إلى اقامة الجامعة الأمريكية بها، التى رفعت توقعات الأفراد والشركات بمستقبل المنطقة وخلقت طلبا عليها، لكن المخطط العام المطروح لأرض المستقبل يغلب عليه الجانب السكني، وباقى المكونات غير واضحة ولا هوية من سينفذها ويديرها، حتى يمكن لإعمار اتخاذ قرار بالتوسع عبر هذه الأرض من عدمه”.
تقع أرض المستقبل للتنمية العمرانية على طريق السويس، وتبلغ مساحتها 11 ألف فدان، وهى مملوكة لبنوك مصر والاستثمار القومى والأهلى وشركة المقاولون العرب.
وحدد الرئيس التنفيذى لشركة ” إعمار – مصر” التحديات التى يواجهها السوق العقارى المحلي، فى عدم وجود نظام قوى للتمويل العقاري، الذى بإمكانه زيادة قوة وجاذبية القطاع للاستثمارات، حتى يتوقف المطورون عن تمويل المشترين، وبالتالى تحمل مخاطر الاستثمار والتمويل فى نفس الوقت، ويسهل على العملاء شراء العقارات التى يرغبون فيها والسداد على أجل طويل يتراوح بين 20 و30 سنة، وفى الوقت نفسه يمكن الشركات من إعادة تدوير السيولة فى مشروعات جديدة سريعاً، مما سينعكس بالإيجاب على مساهمة القطاع العقارى فى الناتج المحلى الإجمالي.
أضاف أن ارتفاع أسعار الفائدة على التمويل العقارى وتعقد اجراءاته يدفع العملاء لتفضيل التعامل مع المطورين عن شركات التمويل العقارى المتخصصة، إلا أن قصر أجل السداد لدى المطورين يؤدى أيضا إلى رفض أعداد كبيرة من طلبات الشراء بالتقسيط، وهى الطلبات التى يمكن تفعيلها فى حالة وجود نظام قوى للتمويل العقاري، ما سيزيد من معدلات المبيعات لدى الشركات والاسراع بتنفيذ المشروعات، ويخفض من حجم التمويلات التى تحصل عليها وبالتالى يقلل تكلفة التمويل لدى شركات الاستثمار والتطوير العقاري.
وفيما رفض الرئيس التنفيذى لـ” إعمار – مصر” التعليق على ملاحقة الجهات القضائية لشركة ” سوديك” وقرار سحب قطعة أرض منها بالقاهرة الجديدة، لكنه اعتبره ” خبر سيئ” بصفة عامة، لأن استقرار المراكز القانونية والثقة فى العقود الحكومية أمران أساسيان للنهوض بالبلاد من الوضع الاقتصادى الصعب الذى تمر بها، ولطمأنة المستثمرين، وأعرب عن أمله فى توقف هذه الملاحقات القضائية، والكف عن سحب الأراضى وتصفية جميع النزاعات عليها سريعاً.
وبالنسبة لشركة إعمار، قال الدهان إن جميع أراضى الشركة مراجعة من جهات حكومية مختلفة سواء من حيث طريقة الحصول عليها أو أسعارها.
وفيما أعلنت دولة الإمارات عن مساعدات لمصر بقيمة تناهز 5 مليارات دولار، فى أعقاب ثورة 30 يونيو، ترى شركة “إعمار” أنها تدعم الاقتصاد المصرى بطريقتها الخاصة، من خلال الاستثمارات التى تضخها فى السوق سنويا منذ سبعة أعوام مضت، خاصة انها تعمل فى القطاع العقارى الذى يتسم بكثافته التشغيلية.
يبلغ عدد الموظفين بالشركة 400 موظف، كلهم مصريون، بينما يعمل بالمشروعات الثلاثة التى يجرى تنفيذها حالياً نحو 17 ألف عامل، بالإضافة إلى المكاتب الاستشارية التى تكلفها الشركة باعداد التصميمات الخاصة بالمشروعات وتقوم بالإشراف على التنفيذ، علاوة على العمالة غير المباشرة التى تعمل بشركات مواد البناء التى تشتريها الشركة، حيث تزيد نسبة المكون المحلى فى مشروعات إعمار على %90، والمواد المستوردة يتم توريدها عن طريق الوكلاء المحليين للشركات العالمية فى مصر، بحسب الرئيس التنفيذى للشركة.