الحكومات رفعت الدعم للمواطنين لتجنب الربيع العربى
حثّ صندوق النقد الدولى مراراً وتكراراً دول الخليج العربى لتخفيض الدعم المقدم للمواطنين خصوصاً دعم الطاقة محذرة من أنه حتى دول الخليج الغنية بالبترول لا تستطيع أن تتحمل الحفاظ على زيادة الانفاق العام.
تأتى هذه التحذيرات فيما يتوقع الخبراء وفرة فى اسواق البترول جراء انخفاض الطلب مع استمرار الركود العالمى وتراجع النمو فى الدول الكبرى.
وتشير التقديرات الى أن بقاء سعر برميل البترول فوق مستوى الـ 100 دولار بات محل شك كبير فى ظل هذه التوقعات خصوصا مع رفع العقوبات عن طهران وإعادة ضخ بترولها الى المناطق المتعطشة له خصوصا فى أوروبا وجنوب شرق آسيا.
ويشير الخبراء إلى أن العامين الماضيين شهدا ارتفاعاً تاريخياً فى حجم الدعم للمواطنين فى الخليج حيث دفعت ثورات الربيع العربى التى اجتاحت تونس ومصر وليبيا وسوريا ،الممالك الخليجية الى العمل على ارضاء شعوبها خوفاً من عدوى الاحتجاجات الشعبية ضد الحكام.
وفى اول استجابة لهذه التحذيرات أكد “ رشيد المعراج “ محافظ البنك المركزى فى البحرين أن بلاده التى جرى خفض تصنيفها الائتمانى فى شهر سبتمبر الماضى سوف تعيد تنظيم الدعم الذى ادى الى استهلاك مفرط فى الطاقة وبعض المواد الغذائية.
وأضاف “ المعراج “ البالغ من العمر 57 عاماً فى مقابلة صحفية أن المنامة تدرك تماما أن مستوى الاستهلاك فى الطاقة وبعض المواد الغذائية لا يسير بالطريقة الصحيحة وأن فلسفة توجيه الدعم للمحتاجين يجرى التركيز عليها لتنعكس فى برامج الدعم المقبلة.
أضاف المعراج ان التغيرات بدأت فى وقت مبكر هذا الشهر وسوف تشمل “ تعديلات معينة “ لتجنب تاجيج التضخم الذى بلغ معدّله %3.8 فى اكتوبر الماضى، بينما يتوقع المعراج أن يبلغ معدله هذا العام بنسبة %2.7 والذى يقارب توقعات صندوق النقد الدولى.
وبحسب صندوق النقد الدولى فإن عجز الميزانية فى البحرين سوف يتسع الى %5 من اجمالى الناتج المحلى العام القادم، وهو تقريبا ضعف الفجوة فى 2012. بينما تعد البحرين واحدة من دول الخليج العربى التى عززت الانفاق لدرء الاضطرابات السياسية المنتشرة فى العالم العربى من 2011. ذكرت وكالة “ بلومبرج “ أن البحرين صرفت فى العام الماضى تعويضات لأسر بعض الذين قتلوا خلال التظاهرات، عقب مبادرة اقترحتها لجنة دولية حققت فى انتهاكات حقوق الانسان فى شهر فبراير ومارس 2011، التى أفادت بمقتل 35 شخصا على الأقل أثناء المسيرات والعمليات الأمنية التى مارستها لتمكين النظام الحاكم السنى الذى يحكم دولة تتمتع بأغلبية شيعية.
كتب: محمد رمضان







