أبوباشا: السوق السوداء تغطى %40 من احتياجات العملة الأجنبية وفجوة قدرها 700 مليون دولار شهرياً
العملاء فى محال الأقمشة يصطفون فى وسط القاهرة للمطالبة بالملاحظات على أسعار الدولار بدلاً من الطلب على المنسوجات.
تلك كانت ملاحظة وكالة بلومبرج المتخصصة فى الأخبار الاقتصادية الأبرز حول السوق السوداء لتداول العملات الأجنبية فى مصر.
وأضافت: خارج أحد المتاجر يجلس بائع على مقعده يستقبل أوامر البيع من هاتفه، فى حين يقوم باقى الزملاء بعدَ حزم الدولارات واليورو الموجهة لبيعها فى السوق السوداء بسعر أعلى من السوق الرسمى.
وتقول الوكالة إن الاتجار غير المشروع مزدهر فى مصر، حيث أن نقص العملة الأجنبية يهدد النشاط الاقتصادى فى أعقاب الاطاحة بالرئيس السابق محمد مرسى، فالشركات تكافح من أجل سداد فجوة تقدر بـ 700 مليون دولار شهرياً لتمويل الواردات، وفقا لمحمد أبو باشا الخبير الاقتصادى فى المجموعة المالية هيرمس، فى حين يرى البنك المركزى أن السوق السوداء غير الخاضع للرقابة صغير.
قال مستورد يدعى «سامح» للأفران الميكروويف والأجهزة المنزلية الأخرى أن المستوردين بدأوا يرون زيادة فى الطلب على السلع، وحين يذهب احد منهم للبنوك يتم وضع طلباتهم فى قائمة الانتظار، مضيفا أنه بحاجة إلى ضخ الأموال إلى الموردين.
وبعد عزل الرئيس مرسى، سعت القوى الاقليمية المعارضة للاسلام السياسى إلى دعم الاقتصاد فى مصر، مع المملكة العربية السعودية والامارات والكويت بضخ 7 مليارات دولار تحويلات نقدية إلى البنك المركزى ولكن هذا المبلغ الهائل فشل فى الحد من أزمة الدولار وذلك لقيام المركزى بسداد جزء من ديونه إلى قطر وسعى لبناء الاحتياطيات الأجنبية.
وتقول بلومبرج إنه ووسط نقص الدولارات، فإن تجار الشارع وضعوا علاوة ربح اكثر من %7 أعلى من سعر التداول فى البنوك والبالغ 6.9 جنيه مقابل الدولار، وذلك وفقا لخمسة تجار.
وقال محافظ البنك المركزى هشام رامز إن السوق السوداء للعملات صغير ولن يدوم طويلا فى تصريحاته للصحفيين يوم 4 ديسمبر، وقال انه سيتخذ خطوات منظمة لمعالجة الاتجار غير المشروع، وبالنسبة لأحمد، احد تجار الدولار فى سوق الغزل والنسيج، فإن المتاجرة فى العملة مربحة بما يسمح له بترك وظيفته كسائق ليموزين.
وقال أحمد «إذا كان هناك ما يكفى من الدولارات إذا فلن يكون هناك حاجة لنا « مضيفا أن السوق السوداء لن تختفى فى اى وقت قريب.
وخلال ساعة من الوقت فى حواره، أجرى مكالمة مع عميل يريد شراء 20 الف يورو. وذكر أن العملاء من بينهم المصريون الذين يريدون العملات الاجنبية للسفر وعمل مشروعات صغيرة بفواتير الاستيراد، ويبدو أن أحمد ليس قلقا من أن يتم الامساك به أو القبض عليه.
واضاف أنه حتى الصرافين الرسميين يتم تداول عملاتهم بأسعار السوق السوداء، مشيراً إلى انه هو الوسيلة الوحيدة للبقاء فى مجال الاعمال التجارية.
وقال محمد وهو تاجر عملة مرخص له ولكن يقوم بالتداول وفقا للسوق السوداء، أن الغاء الرسوم الجمركية على بعض الواردات من الصلب عمل على زيادة الطلب على مواد البناء وبالتالى على الدولارات اللازمة لشرائه.
وتتوقع بلومبرج استمرار ارتفاع الطلب على الدولار مع تحسن المعنويات وارتفاع النمو خلال الفترة المقبلة.
ونقلت عن «سايمون وليامز» كبير الاقتصاديين فى منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا فى «اتش اس بى سى القابضة» فى دبى قوله، أن الطلب على الواردات سيرتفع قبل حدوث الانتعاش فى السياحة والاستثمارات الأجنبية المباشرة ويعزز تدفقات الدولار.
ونقلت عن «أبو باشا» قوله إن السوق السوداء تغطى %40 من العجز فى الدولار. مضيفاً أنه على الرغم من أن ارتفاع الأجور سيؤدى إلى انتعاش الطلب، فإن النقص فى الدولارات يعنى أن الواردات ستظل مكبوحة.