الصين الأول والهند الثالث ومصر والسعودية والعراق ضمن أفضل 30 اقتصاداً
توقع مركز أبحاث الاقتصاد والأعمال بلندن «CEBR» أن تصبح الاقتصادات السعودية والمصرية والعراقية من بين أكبر 30 اقتصاداً عالمياً بحلول 2028، وأن تتجاوز الصين الولايات المتحدة كأكبر اقتصاد فى العالم بحلول 2028، حيث سيرتفع الناتج المحلى الإجمالى للعملاقة الآسيوية إلى 33 تريليون دولار أمريكى مقارنة بـ 32 تريليون دولار فى أمريكا.
وذكر تقرير لموقع «زاوية» التابع لوكالة أنباء «رويترز» أن الاقتصاد العالمى سيشهد تغيرات غير مسبوقة خلال العقدين المقبلين، فقد تفقد اقتصادات متقدمة مكانتها وتحل محلها دول ناشئة ليست فقط من آسيا ولكن من مناطق أخرى أيضاً.
وأشارت «CEBR» إلى أن توقعاتها تستند على ثلاثة عناصر هى نمو الناتج المحلى الإجمالى الحقيقي، وتوقعات التضخم والعملة.
وبينما تقترب توقعات العنصرين الأولين من الدقة على أساس سنوى يتراوح بين 15 و%2، فإن العملات عادة ما تخالف توقعات المحللين بشدة.
وتشير التوقعات إلى أن السعودية ستبقى أكبر اقتصاد فى الشرق الأوسط، وسوف يتضاعف ناتجها المحلى الإجمالى من مستواه الحالى عند 718 مليار دولار أمريكى فى 2013 إلى 1.3 تريليون دولار بحلول 2028، كما ستؤتى الاستثمارات فى القطاعات غير النفطية التى تقدر بمليارات الدولارات ثمارها.
وتتوقع الشركة الاستشارية أن تحتل السعودية المركز الـ 18 فى قائمة أكبر الاقتصادات فى العالم فى بحلول 2018 وحتى 2023 نتيجة النمو القائم على البترول قبل أن تتراجع إلى مركزها الحالى التاسع عشر بحلول 2028.
وينبغى أن يشعر المصريون بالحماسة بسبب التوقعات بأن الدولة ستحتل المركز الـ 22 فى قائمة أكبر الاقتصادات فى العالم، فرغم الدوامة السياسية التى تدور فيها الدولة الآن و تبدو غير نهائية، فإن الآمال تتعلق بقدرة السلطات على حل بعض القضايا الرئيسية التى تعوق النمو.
وينبغى أن يساهم اقتصاد مصر المفتوح وتوزيعها السكانى الجيد وموقعها الاستراتيجى بين أسواق رئيسية فى أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا فى الدفع باتجاه اصلاحات اجتماعية وسياسية صعبة.
ونظرت شركة “CEBR” إلى ما وراء التحديات السياسية والطائفية الضخمة التى تواجه العراق، خاصة أن الدولة تتمتع باحتياطات ضخمة من البترول، كما أنها بالكاد خدشت سطح احتياطياتها.
وبينما تطمح العراق لزيادة الإنتاج من البترول الخام إلى ما بين 7-10 مليون برميل يوميا، استبعد معظم المحللين تحقيق هذا المستوى نظراً لمشكلات البنية التحتية.
وبطبيعة الحال، يعتمد الكثير من مستقبل العراق على قدرة الحكومة العراقية على تحقيق نوع من الحياة الطبيعية والأمن لجذب الاستثمارات المطلوبة.
ومع صعود ترتيب مصر والعراق، سوف يشهد الشرق الأوسط اختفاء دولتين من قائمة اكبر 30 اقتصاداً فى العالم وهما إيران والإمارات، وتراجعت إيران بالفعل من المركز 21 فى 2012 إلى الـ 30 بسبب العقوبات الأجنبية، وليس من المرجح أن تحتفظ الدولة بمركزها مع تقدم اقتصادات أخرى للأمام.
والمثير للاهتمام أن الإمارات قد لا تستطيع الحفاظ على مركزها كواحدة من اكبر الاقتصادات فى العالم رغم الدفعة التى يعطيها لها معرض “اكسبو”، وقالت “CEBR” إن الإمارات ارتفعت من المركز الثلاثين فى 2012 إلى 29 فى 2013 على خلفية زيادة إنتاج البترول وتعافى سوق العقارات.
وأضافت الشركة أنه بعد 2018، من المرجح أن تتقهقر الدولة إلى المركز الـ 37 فى 2023 والـ 39 فى 2028 نتيجة ضعف أسعار الطاقة ونقص المهارات والتعليم والفشل فى ظهور ثمار التنويع الاقتصادي.
وقام بنك “إتش إس بى سي” بإجراء دراسة مسحية بشأن ترتيب الدول فى 2050، وتوقعت الدراسة أن يتجاوز الاقتصاد المصرى نظيره السعودى بحلول 2050.
وطبقا لتقديرات البنك، فبحلول 2050 سوف يحتل الاقتصاد المصرى المركز 19، وسيصل ناتجها المحلى الإجمالى إلى 1.16 تريليون دولار، بينما السعودى سوف يصل إلى 1.13 تريليون دولار، وستكون إيران الدولة الشرق أوسطية الوحيدة الاخرى فى قائمة الاكبر 30 اقتصاداً فى العالم.
وسوف يشهد الاقتصاد اضطرابات أخرى بسبب تجاوز الدول الناشئة بعض الدول المتقدمة مثل أسبانيا وهولندا، كما سوف تصعد دول مثل الفلبين وتايلاند ونيجيريا بينما سيتراجع ترتيب فرنسا وإيطاليا والنمسا.
ومن المتوقع ان تقفز الهند قفزة كبيرة لتصبح ثالث أكبر اقتصاد بحلول 2028 مقارنة بمركزها الحادى عشر حاليا، كما سيرتفع ترتيب دول مثل المكسيك وبولندا وتركيا وتايوان، فى ظل خضوع قائمة أكبر 30 اقتصاد لتغييرات هائلة فى السنوات القليلة القادمة.