بدأ بنك بريطاني تحقيقات مكثفة بالتعاون مع الشرطة في لندن من أجل الكشف عمن يقف وراء سرقة قاعدة بيانات ضخمة وآلاف الملفات من مخازنه الإلكترونية وبيعها في السوق السوداء، في واحدة من أخطر عمليات الاختراق التي يتعرض لها مصرف في بريطانيا.
وتمكن قراصنة إلكترونيون من سرقة البيانات المفصلة لأعداد هائلة من عملاء بنك “باركليز”، وتتضمن البيانات التي تمت سرقتها وبيعها معلومات عن جنسيات العملاء ودخولهم الشخصية ومدخراتهم المالية وقروضهم ووظائفهم وأعمارهم، وغير ذلك من المعلومات بما في ذلك أحوالهم الصحية.
وكشفت جريدة “ميل أون صنداي” الفضيحة ووصفت البيانات التي تعرضت للسرقة من “باركليز” بأنها “منجم ذهب”، مشيرة الى أنها “تساوي ملايين الدولارات في السوق السوداء”.
وتقول الصحيفة إنه ليس واضحاً كيف تمت سرقة البيانات الشخصية لآلاف العملاء، إلا أنه في حال إدانة البنك بأنه أهمل أو ترك بيانات عملائه عرضة للخطر فإن هذا يعني أنه سيتكبد غرامة مالية كبيرة لا يمكن توقعها أو تحديدها الآن.
وحصلت صحيفة “ميل أون صنداي” على شريحة ذاكرة كمبيوترية تتضمن البيانات الشخصية لألفين من عملاء بنك “باركليز” بعد أن تم سرقة هذه البيانات وبيعها، فيما قال المصدر الذي سلم هذه البيانات للصحيفة إنها “مجرد نموذج لقاعدة بيانات تمت سرقتها وتضم أكثر من 27 ألف ملف يتوقع أن يكون سعر الملف الواحد قد بلغ 50 جنيهاً استرلينياً، أي أنها بيعت بحدود 1.35 مليون جنيه استرليني (2.2 مليون دولار).
وقال وسيط مالي في لندن إن “هذا التسريب هو الأسوأ في تاريخ النظام المصرفي حتى الآن”، مضيفاً: “لكن عملية بيع وتداول هذه البيانات غير قانونية على جميع الأحوال”.
ويبدو أن الملفات التي تمت سرقتها كانت دسمة ومهمة، حيث تشير “ميل أو صنداي” التي اطلعت على عينة منها الى أن كل ملف من هذه الملفات يتجاوز الـ20 صفحة، وأنه يتضمن بيانات تفصيلية عن العملاء، على أن من بين من تم سرقة بياناتهم أطباء ورجال أعمال ومستثمرون وعلماء وموسيقيون، وشخصيات مهمة.
وقال مصرف “باركليز” في لندن إنه سيتواصل مع عملائه قريباً لاطلاعهم على جريمة سرقة البيانات والتحقيقات التي يجريها في هذا الصدد.
وكان “باركليز” قد دفع 290 مليون جنيه استرليني في العام 2012 كغرامة نتيجة تورطه في فضيحة “الريبو” الشهيرة التي طالت بنوكاً ومصارف من مختلف أنحاء العالم، فيما يتوقع أن تنتهي التحقيقات في هذا التسريب الجديد للبيانات بتكبده غرامة مالية جديدة تضيف مزيداً من الأعباء عليه.
العربية