أصدرت جماعة الإخوان المسلمين بياناً مساء الاثنين، مكتوبا بلهجة ودية نحو القضاء والقضاة, على عكس الخطاب الإخواني المعتاد بالهجوم عليهم, طوال حكم مرسي, وحتى بعد سقوطهم عن حكم مصر.
افتتحت الجماعة بيانها بالتذكير بالآية الكريمة, “وَإِذَا حَكَمْتم بين الناسِ أَن تحكموا بِالعدل”.. وقال البيان: “إنه حين يَعدل القاضي، وحين تكونُ هَيئَةُ المحكمةِ التي تَنظر القضيةَ هيئةً عادلةً يستقِرُّ المجتمعُ، ولا يَيْأَسُ الضَّعيفُ من الوُصولِ إلى حقِّه، ولا يطْمَعُ المتسلِّطُ أو الماكرُ المخادعُ في سلْبِ حقوقِ الناس، ولهذا كانتْ نزاهةُ هيئةِ العدالةِ والقضاءِ أهمَّ عند كُلِّ العقلاءِ في أَنحاءِ الدُّنْيَا من نَزَاهَةِ هيئةِ التَّشْريعِ أو التَّنْفيذ، وكان حِرْصُ أُممِ الدنيا على توفير كُلِّ الضَّماناتِ للقُضَاةِ”.
رسالة للغرب بأن القضاء يظلمهم
من جانبه فَسر الدكتور نشأت الديهي أستاذ العلوم السياسية, الأمر لـ”العربية نت”, بأن جميع بيانات “الإخوان” الصادرة منذ خلع مرسي وحتى الآن, لا تقصد الظاهر من مضمونها.. لكنها عبارة عن رسائل تلغرافية للعالم الخارجي و الإعلام الغربي والمراقبين الدوليين لحقوق الإنسان.
وأضاف الديهي أن البيان الراهن يبدو من ظاهره أن الإخوان يستعطفون القضاء للحكم عليهم بالعدل, في حين أن مقصدهم هو إبلاغ العالم الخارجي بأنهم مظلومون, وأن الظالم هنا هو القضاء نفسه.
واختتم الديهي, بأن الجماعة تسير على “كتالوج” وخطى رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان, في إساءته للقضاء التركي, وتنفيذا لمخطط التنظيم الدولي واستعطافا للغرب.
إلى ذلك وصف الباحث الإسلامي أشرف سعد الأزهري, لـ”العربية نت”, بيان الإخوان بأسلوب “الوعظ الرخيص”, مذكراً بأنهم هم الذين أهانوا القضاء على كافة أشكاله, ووصفوا أحكامه بالمسيسة.. مع أنه هو نفسه القضاء الذي أنصفهم أيام حكم الرئيس الأسبق مبارك, وحقق لهم الفوز بالرئاسة والبرلمان السابقين.
ودعا “الأزهري”, جماعة الإخوان بأن يوفروا الوعظ لأنفسهم, فهم أول من اعتدوا على القضاء.. مشيراُ إلى أن “القضاء المصري” مؤسسة عريقة وشامخة, ولا تنتظر وعظاً من جماعة إرهابية.
المذبحة.. وحصار الدستورية العليا
يذكر أن أتباع جماعة الإخوان كانوا قد حاصروا المحكمة الدستورية العليا على كورنيش النيل بضاحية المعادي بالعاصمة القاهرة, أوائل ديسمبر عام 2013, للحيلولة دون إصدار المحكمة لأحكامها بشأن حل الجمعية التأسيسية التي أعدت دستور2012, وحل مجلس الشورى, وكليهما كان يضم أغلبية إخوانية.. كما تضمن دستورهم, مادة أفضت إلى تقليص عدد قضاة المحكمة ذاتها وتم بموجبها استبعاد المستشارة تهاني الجبالي نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا, بسبب آرائها المناوئة لحكم الجماعة آنذاك.. إضافة إلى إعدادهم لمذبحة للقضاة كشف عنها مرشد الجماعة السابق “عاكف”, بأنه سيتم فصل نحو 3500 قاض, تحت دعوى التطهير, إلا أن زوال حكم “مرسي”, حال دون إتمام المذبحة.
العربية







