السوق يعانى نقص الخبرات الفنية بقطاع المعاينة.. وتفاوت الأتعاب يعوق تواجد الشركات الأجنبية
كشف المهندس أشرف حمدان، العضو المنتدب بشركة «أهلاً إيجيبت للمعاينة وتقدير الأضرار، عن تجاوز التعويضات التى قامت شركته بتسويتها لصالح عملاء شركات التأمين سقف المليار جنيه عام 2011 عن أحداث ثورة يناير التى كان من بينها تعويض لمول كارفور بـ180 مليون جنيه و«اركيديا مول» 90 مليوناً.
أضاف أن وزارة المالية أسندت للشركة تقدير الأضرار عن 700 حادث لمشروعات غير مؤمن عليها تم تعويضها نسبياً عن طريق لجنة مشكلة بالوزارة، بخلاف 300 حادث مؤمنة بشركات التأمين.
وفى نفس السياق لفت حمدان، إلى أن «اهلاً إيجيبت» تجرى ما لا يقل عن 300 معاينة فى العام الواحد لحواث التأمين فى فرعى الحريق والهندسى وتستعين بالمركز التقنى لشركة كراوفورد بلندن، مشيراً إلى عمله كوكيل لكراوفورد لمدة 12 عاماً بالأسواق الخليجية.
وعن أبرز الأسباب التى فاقمت من خسائر شركات التأمين بعد الثورة، أرجعها حمدان إلى نقص الخبرة ببعض الوسطاء وخبراء المعاينة، مؤكدا على ضرورة اكتمال وتناسق المنظومة التأمينية لدفع عجلة نمو القطاع وتقليل خسائره.
وقال إن تفاوت أتعاب الخبراء بين مصر والدول الأجنبية يمثل عائقاً أمام تواجد تلك الشركات بالسوق، حيث تتراوح أتعاب الخبير بالدول الأجنبية بين 200 و300 دولار فى الساعة، وفى مصر بين 10 و50 دولاراً.
ولفت إلى نقص الخبرات الفنية بقطاع المعاينة وتقدير الأضرار فى السوق المصرى والخبراء الذين يمثلون المفصل الرئيسى بالعملية التأمينية بداية من مرحلة الإصدار حتى التعويض، حيث لا يتوافر بمصر سوى 46 شركة معاينة و518 خبيراً، وفقاً لتقرير الرقابة المالية الصادر أكتوبر الماضى.
أضاف أن الهيئة شكلت لجنة لتقنين ضوابط واشتراطات تسجيل الخبراء المعاينة كان من بين مطالبها التأكيد على شرط الخبرة لمدة 5 سنوات، حيث كانت تستثنى منه أساتذة الجامعة.
وتساءل حمدان «من يتحمل تعويض عملاء شركات المعاينة وتقدير الأضرار فى حال أخطأت التقدير؟ مطالبا بضرورة حصول الخبراء على وثيقة لتأمين المسئولية المهنية كشرط للتسجيل بالهيئة العامة للرقابة المالية».
وقال إن شركات التأمين المصرية على سبيل المثال تقدم وثائق تغطى المسئولية المهنية لأصحاب المهن المختلفة كالأطباء والمحامين ووسطاء التأمين، فى حين لا توفرها للخبراء.فمن سيتحمل تعويض العملاء عن أخطائهم؟
واقترح أن يكون هناك اجتماعاً دورياً بين المختصين بعمليات الاكتتاب والتعويضات بشركات التأمين مع خبراء المعاينة لتقريب وجهات النظر وضبط عمليات الاكتتاب والإصدار حتى يكون التسعير على أساس سليم، بجانب تلافى أخطاء التسوية بالنسبة للتعويضات.
وبالنسبة لانتداب شركات التأمين خبراء المعاينة لتقدير الأضرار بعد وقوع الحوادث المزمنة ومدى حيادهم، وصف حمدان عمل الخبراء بالقضاه، حيث يبنى حكمه على الحادث من خلال مطابقة ظروف الحادث مع شروط الوثيقة وحدود التغطية المقدمة حتى يتمكن من تحديد ما إذا كان الحادث مغطى وبالتالى يخاطب شركة التأمين بتجنيب مخصص لتعويض العميل.
وأشار العضو المنتدب بشركة «أهلاً ايجيبت»، إلى أن الفارق بين جودة الأخطار بسوق التأمين المصرى والاسواق الاجنبية مثل الفارق بين حجمهما، بالإضافة إلى الوعى التأمينى لعملاء الأسواق الأجنبية.
وعن عمليات الاحتيال من قبل بعض العملاء قال حمدان، إن تراجع الاقتصاد المصرى فى الأعوام الثلاثة الماضية وتوقف بعض الأنشطة زاد من معدلات التحايل بنسبة كبيرة مقارنة بالفترات السابقة، وكان هناك شبهة احتيال فى حادثين حريق لدى «اهلاً ايجيبت» استعانت بخبير أدلة جنائية من الخارج للمعاينة للتأكد.
وأضاف أن السوق المصرى كأى سوق تأمين آخر يتأثر بتراجع الاقتصاد والفقر والبطالة، ما يؤكد على أن تلك الظاهرة ليست قاصرة على مصر.
أوضح حمدان، أن خبير المعاينة وتقدير الأضرار يمارس عمله مع شركات التأمين على مرحلتين، أولهما معاينة ما قبل الإصدار والغرض منها تقدير المخاطر للاصول وتوضيح طبيعة نشاط العميل لشركة التأمين وتقسيم المخاطر وتحديد مدى ترابطها، والتى تعد جميعا من العوامل المؤثرة فى احتمال وقوع الخطر، وتتمثل المرحلة الثانية فى معاينة ما بعد وقوع الحادث التى تحدد بناء عليها ما إذا كان الحادث مغطى بوثيقة التأمين وتقدير قيمة الأضرار حتى يتسنى لشركة التأمين تحديد التعويض المناسب للعميل. تأسست شركة «أهلاً ايجيبت للمعاينة وتقدير الأضرار» عام 2005 كوكيل لشركة «كراوفورد» العالمية للمعاينة وتقدير الاضرار، التى تمتلك مالاً لا يقل عن 700 مكتب ووكيل بـ70 دولة على مستوى العالم ويعمل بالشركة 10 آلاف خبير معاينة.