لجأت وزارة البترول إلى تخفيض إمدادات الغاز إلى المصانع وتحويل أغلبها إلى محطات الكهرباء للحد من الانقطاعات المتكررة فى التيار على الوحدات المنزلية الأمر الذى هدد إنتاج المصانع وعزز مخاوف المستثمرين من استمرار عجز الحكومة عن حل مشكلة نقص الطاقة.
قال د. تامر أبوبكر، رئيس غرفة البترول ورئيس لجنة الطاقة باتحاد الصناعات، إن وزارة البترول مجبرة على تخفيض إمدادات الغاز للمصانع لتوفير الكهرباء فى المنازل، خاصة فى ظل قلة الإنتاج فى الحقول البترولية مع زيادة الاستهلاك الفعلى.
أكد أبوبكر أن المصانع ستخسر جزءاً كبيراً من إنتاجها خلال الفترة المقبلة، ما سيؤثر بشكل كبير على معدل التنمية فى الدولة، وسينعكس على ضخ استثمارات أجنبية جديدة.
أشار إلى أن المصانع التى ستضطر إلى تخفيض إنتاجها ستلجأ إلى الاستغناء عن عدد كبير من العمالة المؤقتة بداخلها مما سيزيد من أزمة البطالة ويضاعف المشكلات التى تواجه الدولة.
قال إن القطاعات الصناعية متضررة من نقص إمدادات الطاقة، خاصة كثيفة الاستهلاك منها، كالأسمدة والحديد والأسمنت.
أضاف أن أزمة الطاقة فى المصانع والمنازل ستظل مستمرة طالما لم تتخذ الحكومة خطوات فعلية وتنفيذية فى التوجه للطاقة الجديدة والمتجددة، ولم تحدد موقفها من استخدام الفحم، مطالبا الحكومة بالاسراع فى تقديم التشريعات والحوافز والتمويل لمشروعات الطاقة الجديدة.
قال ممدوح زهران، رئيس شركة زهران لمنتجات الألومنيوم، ان تخفيض امدادات الغاز للمصانع سينعكس بشكل سلبى على الإنتاج الذى سيتضرر بقدر التخفيض.
دعا زهران إلى تخفيض امدادات الغاز لتوليد الكهرباء فى المنازل دون المساس بامدادات المصانع، حتى لا يتأثر الإنتاج، مشيراً إلى اهمية رفع الدعم عن الطاقة الموجهة للمصانع كثيفة الاستهلاك لحل الأزمة.
أضاف أن عدداً كبيراً من المصانع لم يضع خططاً لمواجهة نقص الكهرباء والطاقة الصيف المقبل، وان توقف الكهرباء سيعقبه توقف العمل والإنتاج.
وقال د. شريف الجبلي، رئيس غرفة الصناعات الكيماوية، إن لا أحد من المصانع كثيفة الاستهلاك اتجه للاعتماد على توليد الطاقة من المصادر الجديدة والمتجددة، ما سيترتب عليه تراجع كبير فى الإنتاج حال نقص إمدادات الطاقة.
وأشار إلى أن الظروف الحالية تجبر الجميع على الرضوخ لرفع الدعم عن الطاقة خاصة للمصانع كثيفة الاستهلاك، حتى يستمر الإنتاج.
طالب الجبلي، بضرورة التوسع فى استخدام الفحم كبديل للطاقة العادية، باعتباره أرخص الوسائل البديلة، مع حل المشاكل البيئية التى تحول استخدامه.
قال محمد حنفى، المدير التنفيذى لغرفة الصناعات المعدنية إن أزمة نقص كميات الغاز أثرت على التيار الكهربائى، حيث تعانى المصانع من انقطاع التيار الكهربائى لمدة تصل إلى 6 ساعات يومياً.
أضاف حنفى أن ذلك الانقطاع تسبب فى خفض الطاقة الإنتاجية لنسبة تصل إلى %25، لافتا إلى خطورة هذا الوضع حال استمراره خاصة فى فصل الصيف، حيث إن مصانع كثيفة الاستهلاك لا يمكنها الاعتماد على المولدات أو محطات توليد الطاقة الصغيرة.
ومن جانبه، قال مدحت اسطفانوس، رئيس شعبة الأسمنت بغرفة مواد البناء باتحاد الصناعات إن امداد الغاز للمصانع انخفض بنسبة %50، ترتب على ذلك خفض الطاقة الإنتاجية لتلك المصانع بنسبة %50 أيضاً.
أضاف اسطفانوس أن هناك خطوط إنتاج متوقفة بالكامل الأمر الذى يهدد المصانع بالاغلاق التام، وطالب بضرورة توفير بدائل فورية للطاقة على رأسها اجازة استخدام الفحم حيث انه الحل الأسرع لانقاذ تلك المصانع من التوقف.