يبحث مستثمرى البورصة دوما عن اسهم القيمة الكامنة,وهي الاسهم التى بها قيمة و لكن لا يدركها الناس, وتمثل هذة الاسهم حلم لكل مستثمر فى البورصة لا يستطيع المضاربة السريعة,و هناك فى العالم مدارس كثيرة لمحاولة إستكشاف هذة الأسهم لكن الرائد العالمى فى هذة المدرسة هو المستثمر وارن بافيت, وتتلخص قواعد بافيت فى إكتشاف اسهم القيمة حول النقاط الأتية:
أولا: أسهم تتداول باقل من 75% من قيمتها الدفترية, القيمة الدفترية هى نصيب السهم فى صاف اصول الشركة, فاذا كانت القيمة الدفترية 10 جنية و سعر السهم أقل من 7.5 جنية فأن بافيت يراها فرصة جيدة, بإفتراض أن هذة الأصول حقيقية و منتجة و ليست مقابل شهرة ” “Not Assets Resulting from Good Well”
ثانيا: إدارة جيدة: حين تجد سهم يتداول باقل من قيمتة الدفترية لا يصبح هذا السهم فرصة إلا بعد التأكد أنة سهم لشركة تدار بشكل جيد, والتعريف البسيط لإدارة جيدة هو إدارة قادرة على إستخدام اصول الشركة فى عمليات متعلقة بعمل الشركة لتوليد نقدية صافية للمساهمين أكبر بكثير من التكاليف بدون الحاجة للإقتراض من البنوك أو زيادة راس المال بدون داع
ثالثا: صناعة يصعب دخولها أو تقليدها مع منتج ضرورى: هذا السهم الذى يتداول بأقل من قيمتة الدفترية و يمثل شركة تدار بشكل جيد يفضل جدا أن يكون فى صناعة تحتاج لخبرات متخصصة أواستثمار لا يتوفر لكثيرون, بمعنى صناعة يصعب دخول كثير من المنافسين فيها, كما أنها صناعة تبيع منتج ضرورى يحتاجة الناس و يصعب الإستغناء عنة و يكون للشركة حرية لا باس بها فى التسعير بدون أن تفقد عملاء
رابعا: بعذ تلاميد و أقران بافيت يقترحون ايضا معيار العلاقة بين نسبة نمو الشركة و نصيب السهم من الأرباح EPG , اي انه اذا حققت أرباح الشركة نموا سنويا بنسبة 10% و لكن مضاعف السعر هو 6 فهذة فرصة جيدة, لكنها فرصة سيئة لو مضاعف السعر 15 مثلا, فكلما كانت نسبة نمو الشركة أعلى من رقم مضاعف السعر كلما كان نمو الشركة غير معكوس فى سعر سهمها بعد
محاولة للتطبيق على بعض الاسهم المصرية:
أولا: الدلتا للتأمين يقول بوفيت أن صناعة التأمين تمثل حلم لأى مستثمر يبحث عن القيمة, لأنها صناعة صعبة و فى نفس الوقت تعتمد على خوف الطبيعى المنتشر لدى الناس, حين تختار شركة التأمين عملائها بكفائة فهى شركة ستحصل منهم على الكثير من الاموال و تدفع قليل من التكاليفو القيمة الدفترية للسهم حوالى 7 جنية, قيمة اعلى من السعر السوقى الذى يدور حول 6.5 و لكن ليست اعلى بالنسبة المفضلة لدى بوفيت, لكن إدارة الشركة قوية و تحقق نمو سنوى و قامت السنة الماضية بتوزيع 95 قرش يمثل عائد 13.7% لو سعر السهم 7 جنية, ميزانية الشركة قوية و لا تعتمد على الديون , فى تقديرى قدرة الشركة على الإستمرار فى النمو عامل اساسى لتقييم السهم
ثانيا: شركة القاهرة للأدوية: قطاع الأدوية من القطاعات الدفاعية التى لا تتاثر كثيرا بتقلبات الإقتصاد, الشركة تنمو سنويا حوالى 15-20% ويبدو أن لديها إدارة حصيفة تنوع المنتجات بحرية فى التسعير بعيد عن أدوية وزارة الصحة المسعرة جبريا, الوضع المالى للشركة جيد جدا بدون وجود أى ديون على الشركة, مضاعف السعر يدور حول ال6 مره يجعل نمو الشركة غير معكوس فى سعر السهم بيانات الشركة تظهر قيمة دفترية للسهم فوق ال30 جنية بينما سعر السوق حول ال24 جنية للسهم و هى النسبة التى يبحث عنها بافيت, قامت الشركة بتوزيع 2 جنية للسهم عن السنة الماضية, لو تم تكرار التوزيع فهو عائد فى اشهر يفوق ال8% لو سعر السهم تجاوز ال25, أرباح ال6 اشهر نهاية ديسمبر 2013 حققت نمو يفوق ال30% و هو أمر مبشر
ثالثا: بنك الإسكان و التعمير: هذا البنك مستفيد من مجئ رئيس الوزراء الجديد, فالقطاع العقارى يتوقع مجموعة من القرارات التى قد تؤدى لنمو القطاع, , كما أن البنك مستفيد جدا من تفعيل مبادرة ال10 مليار جنية من البنك المركزى الذى سيعطيها للبنوك لتمويل مشترين شقق فى حدود ال300 ألف جنية, حيث كثير من وحدات البنك تباع فى مستوى ال300 ألف جنية للوحدة, فهو الكيان الوحيد فى مصر الذى يجمع بين كونة يبنى عقار و يقدم خدمات بنكية لشراء العقار القيمة الاسمية لسهم البنك سوف ال22 فى نهاية 2013 على الرغم أن القيمة السوقية للسهم حول ال20 جنية “, كما أن البنك سيقوم بتوزيع 1 جنية للسهم عن أرباح سنة 2013, لو تم يكون العائد 5% خلال الاشهر القادمة, مضاعف السعر 10 مقارنة بنسبة نمو تفوق ال20% حسب توقعات الإدارة, فى قطاع عقارى يظهر نمو نتيجة الطلب وإقبال الناس على الشراء لحماية اموالهم من التضخم البنك مشهور بإدارتة القوية الحصيفة ذات العلاقات الحكومية الراسخة, كما أن نسبة سيولة السهم جيدة مما يجعلة هدف لصناديق الإستثمار مما يعطى توازن لحركة السهم
الختام : تحتاج دروس وارن بافيت و زملائة من متخصصين البحث عن القيمة إلى عمل كثير حتى نصل لطريقة منهجية لتطبيقها على البورصة المصرية, اعلاة مجرد تحليل سريع لتطبيق هذة المدسة و ليست نصيحة لأى شراء أو بيع.
المقال بقلم مالك سلطان خبير الاستثمار المباشر