تقيم لجنة علوم الإدارة بالمجلس الأعلى للثقافة اولى ندواتها يوم الاثنين المقبل لمناقشة علاقة التغيرات الجوهرية التي حدثت للشخصية المصرية وفى الثقافة المجتمعية، بالتحديات التي تواجه الإدارة المصرية.
وقال الدكتور حلمى سلام منسق اللجنة الفرعية للفكر الادارى بلجنة علوم الادارة ان مصر شهدت خلال الأعوام الثلاثة الماضية أحداثا غير مسبوقة فى تاريخها ، تمثلت فى خروج الشعب المصرى بكل فئاته فى ثورتين متتاليتين 25 يناير 2011 ، 30 يونيو 2013. واوضح ان الملاحظة الأساسية التي يمكن استخلاصها من الأحداث الماضية هى أن هناك قدر كبير من الإخفاق الإدارى – على جميع المستويات – فى مواجهة اللحظة الثورية التى عاشها المجتمع المصرى ويرجع هذا الإخفاق الإدارى بشكل اساسى إلى تخلف الفكر الإدارى والممارسات الإدارية التقليدية عن مواكبة متطلبات التغيير الثورى المأمول.
من جانبه قال الدكتور احمد صقر عاشور- مقرر لجنة علوم الادارة ان االلجنة رأت تخصيص مائدة الحوار الأولى ليتحدث فيها مجموعة من الخبراء الأكاديميين والممارسين وكبار الكتاب لدراسة أهم التغيرات التي حدثت في الجوانب المشار إليها مؤكدا تركيز النقاش على التغيرات الجوهرية التى نتوقع ديمومتها واستمراراها ، وليست بأى حال التغيرات الهامشية أو الطارئة والتى من المتوقع زوالها وزوال تأثيرها بانتهاء الأحداث .
واضاف عاشور ان التحولات في الشخصية وفي الثقافة تمثل تحديات كبرى تواجه إدارة مختلف المؤسسات في المجتمع. ويمثل التحدي الأكبر هنا كيفية إسهام الإدارة في دعم التحولات الايجابية والبناء عليها، وكيفية التعامل مع التحولات السلبية لردها في اتجاه عكسي يسهم في ضبط إيقاع التغيير ودعم ودفع التحول التنموي المنشود. اضاف ان بعض هذه التغيرات تمثل تحولات ايجابية مثل الانفتاح على العالم، وتسارع ايقاع الحياة، والتأثر بوسائل وتقنيات الاتصال الجديدة، واتساع هامش الحرية الشخصية، ومشاركة المرأة بصورة أكبر في مختلف مجالات المجتمع. لكن بعض هذه التغيرات تمثل تحولات سلبية جاءت نتاجا للتحول للمجتمع الريعي غير المنتج، ونتاجا لتراجع تأثير المؤسسات الرسمية، خاصة مؤسسات الدولة على حياة الناس، نجم عنها على سبيل المثال نزعات الفردية، وعدم احترام النظام والقانون، والانخراط في ممارسات الفساد والتسامح معها.
واختتم أن مائدة الحوار الأولى مفتوحة للحضور وستكون بداية لسلسلة متصلة من موائد الحوار كوسيلة فعالة لبلورة مجموعة من الأفكار الإدارية المتجددة، كذلك نرجو أن يتسع المجال فى كل مرة نعقد فيها مائدة الحوار أن يشارك فيها عدد كبير من النخب الثقافية والصحفيين والاعلاميين وقادة المؤسسات والهيئات والشركات لاثراء النقاش .