التجار يخفضون المخزون والمخابز ومحلات الأسماك واللحوم والدواجن الأكثر تضرراً
حالة من الغضب تسيطر على الشارع التجارى من عودة شبح انقطاع التيار الكهربائى مرة أخرى، ما يعرض محلات البقالة لخسائر ضخمة بسبب تلف البضائع خاصة الغذائية.
ولجأت المصانع إلى الاعتماد على المولدات الكهربائية لمواجهة الأزمة فيما لجأ بعض التجار إلى تخفيض حجم المعروض والمخزون من السلع المعرضة للتلف بسبب انقطاع الكهرباء، ومن بينها اللحوم والأسماك والدواجن والألبان بجانب الخبز أيضاً.
قال عادل الشافعى، عضو شعبة المواد الغذائية بغرفة القاهرة التجارية إن محلات البقالة الكبيرة تستهدف الاستعانة بمولدات للكهرباء لتلافى عملية انقطاع التيار الكهربائى فى اوقات الذروة خلال شهور الصيف.
وأشار إلى أن مشكلة الكهرباء ليست جديدة ولكنها باتت مشكلة مركبة، نظراً إلى الحالة الاقتصادية السيئة التى تمر بها البلاد والنقص الحاد فى امداد محطات الكهرباء بالوقود اللازم لتشغيلها.
وقال مصطفى الضو، نائب شعبة المواد الغذائية بالاتحاد العام للغرف التجارية ان محلات البقالة اصبحت تتكبد خسائر فادحة، بسبب انقطاع التيار الكهربائى بشكل مستمر، ولساعات طويلة خلال الفترة الماضية بما ينذر بالتلف المستمر للبضائع التى تحتاج إلى حفظها بالثلاجات بصورة مستمرة.
أضاف أن انقطاع التيار الكهربائى عادة ما يؤدى إلى مشكلات خاصة بالجودة والإنتاجية فى مصانع المواد الغذائية.
من جهته، قال أحمد سيد، نائب شعبة المخابز بغرفة القاهرة التجارية ان الانقطاع المستمر واليومى للتيار الكهربائى تسبب فى توقف المخابز عن العمل، وتعطل الماكينات وسط تهديدات من اصحاب المخابز بالامتناع عن سداد فواتير الكهرباء الشهرية؛ بسبب الفشل فى حل الأزمة.
ودعا سيد الحكومة الحالية للبحث عن حلول غير تقليدية، منها توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية، لزيادة كمية الكهرباء ومواجهة نقص الغاز.
قال أحمد حليم، عضو شعبة الأسماك بغرفة القاهرة التجارية إن انقطاع التيار الكهربائى خلال فصل الصيف يهدد بكارثة، خاصة لأصحاب محلات المواد الغذائية نظراً إلى أنها تعتمد على الثلاجات التى تعمل لمدة 24 ساعة، حيث إن فصل الثلاجات لأكثر من مرة فى اليوم الواحد يؤدى إلى تلف السلعة الغذائية خاصة الأسماك واللحوم.
اضاف عبدالحليم ان انقطاع الكهرباء يمثل عبئاً على أصحاب المحلات نظراً إلى لجوء معظم المحلات إلى شراء المولدات الكهربائية التى تعمل بالسولار، وسط ارتفاعات متتالية فى أسعار الوقود حاليا لعدم توافره والحصول عليه من السوق السوداء.
قال عبدالعزيز السيد، رئيس شعبة الثروة الداجنة بغرفة القاهرة التجارية إن انقطاع التيار الكهربائى يمثل خطورة على مزارع الدواجن، رغم اعتماد جميع المزارع على المولدات الكهربائية، فإنها تعانى عدم توافر السولار اللازم لتشغيلها.
واشار إلى ان انقطاع التيار الكهربائى مرتين فى اليوم الواحد خلال فصل الصيف يؤدى إلى زيادة معدلات النفوق خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة، ما يهدد بارتفاع الاسعار نظراً إلى ارتفاع معدلات نفوق الدواجن ونقص المعروض.
ولفت إلى ان المجازر المتطورة تعتمد على ذبح كميات كبيرة ووضعها بالثلاجات وتكرار انقطاع الكهرباء لفترات طويلة يهدد بتلفها.
قال نادى نجيب، سكرتير شعبة المشغولات الذهبية بغرفة القاهرة التجارى ان خطورة انقطاع التيار الكهربائى تكمن فى التخوف من حدوث حالات سرقة أو سطو مسلح أثناء انقطاع التيار الكهربائى خاصة فى ظل عدم استقرار الأوضاع الأمنية.
وتوقع الدكتور يحيى زنانيري، رئيس شعبة الملابس والمنسوجات، اشتعال اسعار الملابس والمنسوجات إذا استمر انقطاع التيار الكهربائى بهذا الشكل على المصانع بصفة يومية.
أرجع هذا الارتفاع المرتقب إلى تراجع الطاقة الانتاجية للمصانع وبالتالى انخفاض المعروض مقابل الطلب.
وأوضح رئيس شعبة الملابس والمنسوجات لـ«البورصة» ان عدداً كبيراً من المصانع لا يستطيع شراء المولدات الكهربائية، ما يتطلب من الحكومة وضع حلول جذرية لأزمة الكهرباء والحد من تكرار انقطاعها نظرا إلى أضرارها البالغة على الاقتصاد المصرى.
وشدد مصدر مسئول بمصنع الإسكندرية للأسمدة، على أهمية اتجاه وزارة الكهرباء لقطع التيار الكهربائى عن المصانع عقب انتهاء أوقات العمل الرسمية.
اضاف ان تكرار انقطاع التيار الكهربائى منذ العام الماضى تسبب فى تراجع الطاقة الإنتاجية للمصانع بنسب تصل إلى %20 نتيجة توقف الآلات عن العمل خلال فترة انقطاع التيار، ما دفع الشركة إلى اللجوء للمولدات الكهربائية لضمان استمرار العمل دون توقف.
واوضح المصدر ان وزارة الكهرباء راعت المناطق الصناعية خلال العام الجارى، وقامت بتخفيف الاحمال بمعدل 4 ساعات اسبوعيا، ما أدى لمحدودية التأثير على الطاقة الانتاجية مقارنة بالعام الماضى ولكنها فى الوقت ذاته لم تراع المصانع خارج المناطق الصناعية وظل انقطاع التيار الكهربائى بصورة متكررة.
من جهته، قال محمد شحاتة، مدير التصدير بشركة قنديل للزجاج أن انقطاع التيار الكهربائى عن مصانع الزجاج، له أضراراً عدة، نظراً إلى أن أفران مصانع الزجاج لابد أن تعمل بصورة متواصلة، ويؤدى انقطاع التيار عن تلك المصانع إلى حاجة الافران إلى 15 ساعة لمعاودة العمل مرة اخري.
قال هشام جزر، عضو المجلس التصديرى لصناعة الجلود إن هناك بعض الصناعات التى تتضرر بشكل كبير من انقطاع التيار الكهربائي، نظراً إلى توقف المادة الخام عند حالة معينة من انقطاع التيار، ما قد يؤدى إلى تلفها كالجلود والزجاج، وطالب بضرورة مراعاة القطاع الصناعى عند تخفيف الاحمال.
من جهته، قال شهاب الدين فريد، العضو المنتدب لشركة المشروبات المصرية، ان عودة انقطاع التيار الكهربائى بصفة يومية أثرت بشكل كبير على إنتاجية الشركة ومبيعاتها، ليصل حجم التراجع فى مبيعات تجارة التجزئة إلى %50 بالنسبة للساعات المسائية والتى غالبا ما تشهد انقطاعا فى التيار الكهربائي، و%25 تراجعا فى المبيعات على مدار اليوم.
أشار إلى أن قطاعاً عريضاً من المستهلكين يرفض دخول المحلات وقت انقطاع التيار الكهربائى، ما أدى إلى تدهور المبيعات خاصة خلال الفترات المسائية.