نسعى لإقامة كيان مصرى ضخم للبتروكيماويات يستطيع التوسع ذاتياً وتوفير احتياجات البلاد
مساهمات من مؤسسات مالية خليجية وأجنبية .. و«جنرال إليكتريك» و«SK» الكورية تسهمان بـ200 مليون دولار
تحالف ألمانى ــ كورى لإقامة المجمع بتكلفة 3.6 مليار دولار وآخر إيطالى ــ هولندى لإقامة مرافق بمليار دولار
دراسة إقامة وحدة إنتاج نافتا لتوفير %50 من احتياجات المجمع البالغة 3.5 مليون طن سنوياً
افتتاح مصنع نترات الأمونيوم قبل نهاية العام والتعاقد على بيع الإنتاج لمدة 17 عاماً
إعادة تشغيل مصنع «الشرقيون للبتروكيماويات» فى الربع الثالث واستيراد البروبلين من الخليج
دراسة إضافة خط إنتاج للبولى بروبلين بطاقة 350 ألف طن سنوياً بتكنولوجيا نوفولين من شركة «لاماس» الألمانية
تعتزم شركة كربون القابضة افتتاح مصنع لإنتاج نترات الأمونيوم وحمض النيتريك قبل نهاية العام الجاري، بتكلفة استثمارية 500 مليون دولار، كما تسعى لإعادة تشغيل مصنع شركة الشرقيون للبتروكيماويات خلال الربع الثالث من العام الجارى أيضاً، والتى سبق أن استحوذت على حصة الأغلبية بها، وإضافة خط إنتاج جديد لها.
وتوقع باسل الباز، رئيس شركة كربون القابضة، فى حوار لـ«البورصة»، أن تنتهى الشركة من توقيع عقود تمويل مجمع البتروكيماويات الضخم الذى تسعى الشركة لاقامته فى المنطقة الصناعية شمال غرب خليج السويس، بتكلفة استثمارية تقترب من 5 مليارات دولار، حيث تتفاوض حاليا لاقتراض 3.25 مليار دولار من 3 بنوك صادرات وواردات عالمية.
وقال الباز لـ«البورصة» إنه تم تأسيس شركة كربون القابضة عام 2008، بمساهمات محلية تتجاوز %50 من أسهمها، كما يسهم بها عدد من الشركات الإقليمية والمؤسسات المالية خاصة من الامارات والسعودية، ومن بينها شركتان مدرجتان ببورصتى الامارات وانجلترا.
كما أوضح أن كربون القابضة تعمل كمطور ومساهم فى كل مشروع يجرى تأسيسه عبر شركة مستقلة بهيكل ملكية مختلف وفقا لاهتمامات المجموعات الاستثمارية التى تستهدفها الشركة، وتقوم بترتيب المشروعات وجذب المساهمين حسب الفرص المتاحة بالسوق وحجم الطلب المستقبلي، وتسعى دائما لأن يعتمد كل مشروع على نفسه فى توفير الخدمات من طاقة كهربائية ومياه.
واستبعد التوجه لطرح شركة كربون القابضة بالبورصة الفترة الحالية، وإن لفت إلى أنه ستتم دراسة هذه الخطوة خلال العام المقبل 2015، حيث سيكون مشروعان من المشروعات التابعة لها فى مرحلة التشغيل.
وذكر أنه عند بدء تأسيس الشركة تم التفكير فى إقامة 3 مشروعات، الأول لإنتاج حمض نترات الأمونيا وحمض النيتريك، والاستحواذ على شركة الشرقيون للبتروكيماويات، والثالث وهو المشروع الأضخم ويتمثل فى مجمع صناعى للبتروكيماويات «التحرير»، على أن يتمتع كل مشروع منها بالاستقلالية والقدرة على توفير المواد الخام والطاقة اللازمة له، مع امكانية التكامل بينها، خاصة بين مشروع الشرقيون للبتروكيماويات، الذى ينتج البولى بروبلين، وبين مجمع التحرير الذى سيتضمن إنتاجه البروبلين الذى يعتمد عليه الشرقيون كمادة خام.
وتوقع الباز أن يبدأ تشغيل أول مشروعات الشركة، وهو مصنع نترات الأمونيا وحمض النيتريك والمملوك للشركة «المصرية للهيدروكربون» قبل نهاية العام، لإنتاج 370 ألف طن سنوياً، بعد أن تم الانتهاء حتى الآن من حوالى %93 من إنشاءاته، ودخوله مرحلة التجارب قبل التشغيل، وتقدر تكلفته الاستثمارية بنحو 500 مليون دولار، تم تمويله بواقع 170 مليون دولار تقريبا رؤوس أموال و330 مليون دولار من بنوك مصر والتجارى الدولى والأهلى المتحد بمصر وكذلك البنك الأم بالبحرين.
كانت الشركة قد اتجهت فى بداية الأمر لتمويل المشروع من بنوك أجنبية عام 2008، لكن الأزمة المالية العالمية التى اندلعت فى ذلك العام حالت دون ذلك، ما دفع الشركة للتوجه للبنوك المحلية، والتى لم تتأثر بتلك الأزمة، وتم توقيع عقود التمويل مع البنوك فى نوفمبر 2010، وكان من المقرر الإغلاق المالى للمشروع يوم 31 يناير 2011، ولكن أحداث ثورة 25 يناير دفعت لتأجيل تلك الخطوة إلى يوليو من العام نفسه، وحصلت الشركة على جائزة أفضل مشروع بتروكيماويات تم تمويله فى أفريقيا من مؤسسة يورومنى.
أرجع الباز سبب عبور مشروع نترات الأمونيا هذه المرحلة الصعبة إلى أنه تمت دراسته بقوة، وامتلاك الشركة عقوداً بيعية لإنتاج المشروع لمدة 17 عاماً، حيث تقوم كربون القابضة بتسويق إنتاج مشروعاتها لمدة طويلة الأجل قبل البدء فى التنفيذ، وهو ما يتم ادراجه فى الخطة المالية للمشروع التى تقدم للبنوك لتمويلها وتزيد من جاذبيتها.
وأوضح أن أسعار البيع سترتبط بمؤشرات الأسعار العالمية وقت التصدير.
وقدر رئيس شركة كربون القابضة قيمة الإنتاج السنوى لمصنع نترات الأمونيوم بما يتراوح بين 250 و300 مليون دولار، وفقاً للأسعار الحالية.
وتعاقدت «كاربون» مع إحدى الشركات العالمية لتوفير خام الأمونيا للمصنع، سواء من الداخل أو الخارج، خاصة أن دراسة الجدوى تقوم على شراء الخامات وبيع الإنتاج بالأسعار العالمية.
وأعرب عن أمله فى حصول المصنع على احتياجاته من المادة الخام من الإنتاج المحلى وبالأسعار العالمية، خاصة أن صادرات الشركات المصرية، العامة والخاصة، تتراوح بين 600 ألف ومليون طن أمونيا سنويا، فيما يحتاج المصنع إلى 170 ألف طن سنويا.
على جانب موازٍ، تسعى شركة كربون القابضة لإعادة تشغيل مصنع «الشرقيون للبتروكيماويات»، بعد أن استحوذت على نحو %67 من أسهمها، خاصة أن المصنع متوقف منذ فترة طويلة بسبب عدم توافر خام البروبلين الذى يقوم المصنع باستخدامه فى إنتاج البولى بروبلين الذى يستخدم فى صناعة البلاستيك.
قال باسل الباز، إن مصنع الشرقيون كان يعتمد على ليبيا فى توفير خام البروبلين، لكن تداعيات الثورة الليبية والانفلات الامنى بها أدى إلى توقف مصنع تكسير النافتا فى راس لانوف عن العمل، والذى كان يوفر %60 من احتياجات الشركة سنوياً، فى حين تتوافر المادة الخام أيضا فى آسيا فقط، لكن ارتفاع تكلفة النقل والشحن يؤدى لانخفاض جدوى تشغيل المصنع.
أضاف أنه تم الاتفاق مع عدد من الشركات الخليجية لتوفير البروبلين اللازم للمصنع، حيث يشهد الخليج حاليا إقامة 4 معامل تكرير ينتظر أن تبدأ الإنتاج خلال النصف الثانى من العام، ما يعنى إعادة تشغيل المصنع فى الربع الثالث من العام، فيما أجرت الشركة صيانة للمصنع شهر ديسمبر الماضي.
كما جاءت خطوة الاستحواذ على المصنع لأنه يمكن توفير الخام اللازم له من مشروع “التحرير للبتروكيماويات”، والذى سينتج 900 ألف طن بروبلين بعد 5 سنوات من الآن.
تبلغ القدرة الإنتاجية لمصنع الشرقيون 160 ألف طن سنوياً، ويحتاج إلى 180 ألف طن من الخام.
وكشف الباز أن كربون القابضة تدرس حاليا إضافة خط إنتاج جديد بطاقة ضخمة لمصنع الشرقيون للبتروكيماويات، لإضافة طاقة تتراوح بين 350 و400 ألف طن.
وقال إن مشروع الشرقيون فى وقت انشائه عام 2001 كانت طاقته الإنتاجية مناسبة، ولكن مصانع البولى بروبلين الآن بصفة عامة لا تقل عن 350 ألف طن، ما يتطلب إضافة خط جديد ليزيد إنتاج المصنع على 500 ألف طن، سعيا من الشركة للاعتماد على اقتصاديات الحجم الكبير.
وذكر رئيس كربون القابضة أن الاتفاق مع شركة “لاماس” الألمانية على توريد تكنولوجيا نوفولين للخط الجديد خلال شهر يونيو المقبل، حيث تمتلك رخصة تكنولوجيا تلك المصانع، وستنتهى الدراسات بحلول شهر يونيو المقبل، تمهيداً لطرح مناقصة إقامة خط الإنتاج الجديد فى النصف الثانى من العام أو أوائل العام المقبل على أقصى تقدير.
ويأتى الخط الجديد لاستيعاب كميات أكبر من البروبلين المنتج من مشروع التحرير.
فى الوقت نفسه، تعتزم الشركة طرح مناقصة خلال الفترة القادمة لتوريد خزانات اضافية للخام فى مشروع الشرقيون للبتروكيماويات بطاقة 15 ألف طن، بدلاً من 4500 طن حاليا فقط، لتقليل عدد الشحنات التى يتم استيرادها من 40 شحنة صغيرة الحجم إلى 15 شحنة كبيرة وبالتالى خفض النفقات لتحسين اقتصاديات المشروع وعدم التعرض لمخاطر تحرك أسعار الخام.
وانتقل باسل الباز للحديث عن مجمع البتروكيماويات الضخم الذى تعكف الشركة حاليا على توفير التمويل اللازم له.
وقال الباز إنه يجرى التفاوض حالياً مع بنوك الصادرات والواردات الامريكى والكورى والايطالى لتمويل المشروع بقيمة اجمالية 3.250 مليار دولار، وتوقع أن يتم التوقيع معها نهاية العام الجارى، بعد أن حصلت الشركة على موافقات مبدئية منها.
كما وقعت الشركة مع جنرال اليكتريك الأمريكية لاستثمار 100 مليون دولار بالمشروع وعقد توريد معدات بـ400 مليون دولار، كما تم التعاقد مع شركة SK الكورية لاستثمار 100 مليون دولار أيضاً.
وأرجع التوجه لتمويل المشروع إلى المؤسسات المالية العالمية نظراً إلى قدرتها على تمويل المشروعات الضخمة على فترات سداد طويلة الاجل، وهو ما تحتاج إليه مثل هذه المشروعات، فى حين أن توفير هذه القيمة التمويلية الضخمة سيحتاج لاشتراك نحو 40 بنكاً تجارياً وهو أمر صعب تحقيقه.
ووفقا لباسل الباز، يجرى التفاوض مع بنوك الصادرات والواردات العالمية على أجل سداد يصل إلى 18 عاماً.
وفى الوقت نفسه، قال الباز: ستلجأ الشركة للبنوك المحلية فى تمويل اجزاء معينة من المشروع خاصة بالمكون المحلى والإنشاءات.
وقدر تكلفة المجمع الصناعى بنحو 5 مليارات دولار، ويضم 8 مصانع ترتبط ببعضها البعض، ويسهم فى الشركة المالكة له “التحرير للبتروكيماويات” عدد من المستثمرين الماليين الخليجيين والأجانب، وكذلك عدد من المساهمين الاستراتيجيين، خاصة شركة جنرال اليكتريك الامريكية وشركة SK الكورية ما يؤكد أن المشروع استراتيجى طويل الأمد ويجذب استثمارات أجنبية كبيرة.
ومنحت كربون القابضة فى ديسمبر الماضى عقداً بقيمة 3.6 مليار دولار لتحالف شركتى ليندى الألمانية وSK الكورية لإقامة المصانع التى سيضمها مجمع التحرير، وستكون الشركة الكورية مسئولة عن إقامة 3 مصانع للبولى ايثيلين بقيمة 900 مليون دولار، بينما ستتولى الشركة الألمانية التى قادت التحالف إقامة مصانع تكسير النافتا وإنتاج البروبلين والبنزين والبيتادين.
وتعد SK من كبرى شركات البتروكيماويات فى كوريا، ولديها 4 مصانع لتكسير النافتا فى أولسان بكوريا الجنوبية.
كما حصلت شركة مارى تكنيمونت الإيطالية بالتحالف مع مجموعة «أركيرودون إن. فى» الهولندية على عقد إنشاء مرافق ومنشآت خارج الموقع تمثل محطة كهرباء ووحدات تحلية المياه وخزانات الخام والمنتجات والمواسير والكابلات بالمجمع الصناعي.
وأعرب رئيس شركة كربون القابضة عن أمله فى الاتفاق مع الشركة القابضة للبتروكيماويات على المساهمة فى المشروع، حيث يجرى حالياً عرض بياناته عليها.
ومن المقرر أن ينتج مجمع التحرير 1.350 مليون طن بولى إيثيلين و960 ألف بروبلين ونحو 400 ألف طن بنزين و215 ألف طن بيتادين، وينتظر ان يوفر نحو 20 ألف فرصة عمل مباشرة أثناء فترة الإنشاء.
وقدر باسل الباز قيمة إنتاج مجمع التحرير بالأسعار السوقية الحالية بنحو 5 مليارات دولار – 35 مليار جنيه، بما يعنى أنها سترفع قيمة الصادرات المصرية بنحو %25، وفقا لقيمتها الحالية التى تدور حول 150 مليار جنيه سنويا.
وتقوم دراسة المشروع على استرداد ما بين 10 و%15 من استثماراته سنويا، حيث تتراوح فترة استرداد استثمارات تلك النوعية من المشروعات بين 5 و7 سنوات بعد التشغيل.
وتأمل كربون القابضة بدء الإنشاءات فى مجمع التحرير للبتروكيماويات بحلول الربع الأول من العام المقبل 2015، ويبلغ البرنامج الزمنى للتنفيذ 46 شهراً إنشاءات بعدها 6 أشهر تجارب قبل التشغيل.
ومن المنتظر أن يكون المجمع أكبر مصنع لتكسير النافتا فى العالم، وسيحتاج 3.5 مليون طن نافتا سنوياً.
فى الاطار السابق، تدرس الشركة حاليا تصنيع المادة الخام النافتا، سعيا منها للتكامل وتحسين اقتصاديات المشروع وزيادة هامش ربحيته.
كما سيوفر المجمع احتياجاته من الكهرباء عن طريق توربينات توليد تابعه له، وسيستخدم الهيدروجين الناتج عن تكسير النافتا فى تشغيل التوربينات لإنتاج الطاقة، وفى المرحلة الأولى من تشغيل المحطة سيستخدم المازوت لمرة واحدة فقط، ما يؤدى لاعتماد المصنع على ذاته فى توفير الطاقة، ويزيد من جاذبية المشروع للتمويل، حيث ستتم أيضا إقامة محطة تحلية مياه.
وتتمثل رؤية كربون القابضة فى إيجاد كيان مصرى ضخم فى مجال صناعة البتروكيماويات يستطيع التوسع ذاتياً والمنافسة عالمياً وتوفير احتياجات البلاد من المنتجات المهمة وتقديم قيمة مضافة وزيادة الناتج الصناعى بالبلاد، فضلاً عن التكامل مع الشركات الإقليمية الكبرى.
وستستفيد الشركة من شبكة اتفاقيات التجارة التى ترتبط بها مصر مع عدد من الدوائر الإقليمية والعالمية، والموقع الجغرافى المتميز الذى تستطيع منه التصدير لأى دولة فى العالم.