ارتفاع التضخم وزيادة سعر الفائدة العالمى يضغط على العملات المحلية
10 مليارات قيمة إصدارات السندات السيادية فى 2013
ازدهرت الاقتصادات فى افريقيا جنوب الصحراء خلال العقد الماضى، لتحصل على لقب القارة “افريقيا الصاعدة”، ولكن آلام النمو آخذة فى الظهور وتلقى بظلالها على التوقعات قصيرة الأجل لهذه المنطقة التى اصبحت نقطة الجذب للمستثمرين الأجانب.
توقع صندوق النقد الدولى تسارع النمو الاقليمى ليصل إلى %6 هذا العام من نسبة %5 فى العام الماضى. فى الوقت الذى يظل فيه التضخم تحت السيطرة بعد استقراره فى العام الماضى عند %5.5 مقارنة بـ4.47 منذ عشرين عاماً.
أفاد شيلان شاه، الاقتصادى الأفريقى لدى “كابيتال ايكونوميكس” أنه مع الظروف النقدية العالمية التى تم وضعها لتشديد السياسية النقدية فى السنوات القادمة فإن المستثمرين يدفعون الآن مزيداً من الاهتمام لنقاط الضعف فى المنطقة، وبعض البلدان الآن قد تكون مطالبة بتشديد السياسة للتماشى مع ارتفاع أسعار الفائدة العالمية المؤدية إلى فترة نمو أفضل.
توضح التوقعات الصناعية أن افريقيا جنوب الصحراء كانت واحدة من أكبر المستفيدين من المستثمرين الباحثين عن العوائد خارج معدلات الحضيض المعروضة فى الاقتصادات المتقدمة. الامر الذى مكّن القارة من تسجيل 10 مليارات دولار فى السندات السيادية المقومة بالدولار العام الماضى مرتفعة من مليار دولار منذ عقد مضى.
ومنذ بداية العام وبعد خفض الفيدرالى الأمريكى برنامج شراء السندات ضربت النيرا النيجيرى والسيدى الغانى والكواتشا فى زيمبابوى طول الوقت. الأمر الذى دفع البنك المركزى فى جنوب افريقيا لرفع أسعار الفائدة فى محاولة لتعزيز هبوط الراند ، فى الوقت الذى شددت فيه أيضا غانا وزيمبابوى سياستهما النقدية لمقاومة ارتفاع التضخم وانخفاض العملة، كما تباطأت تدفقات الاموال وظهرت عيوب السياسة النقدية فى المنطقة.
تتأثر افريقيا جنوب الصحراء على وجه الخصوص من تباطؤ النمو الصينى الذى يمكن أن يترجم فى تراجع فى أسعار السلع ، فعلى سبيل المثال هبط سعر الفحم مفتاح الصادرات للعديد من الدول الافريقية لأقل من 6.500 ألف دولار للطن بانخفاض اكثر من الثلث فى ذروته فى 2011 حيث سجل 10.190 ألف للطن الواحد.
أشار سيد أحمد ولد الريس، محافظ البنك المركزى فى موريتانيا التى يقوم اقتصادها على الصادرات من خام الحديد والبترول إلى أن الصين تعتبر العميل الاكبر لافريقيا جنوب الصحراء وأن معدل نموها الاقتصادى مهم جدا للمنطقة. فى الوقت الذى حذّر فيه “ويلارد مانينجو” وزير المالية فى زيمبابوى المصدرة للبلوتنيوم والماس من أن انخفاض اسعار البضائع اكثر من ذلك سوف يتسبب فى كثير من المشاكل.
جاء ذلك فى الوقت الذى صرّح فيه “كانجيا مايوندى” مسئول فى بنك زامبيا أن التباطؤ فى تدفقات المحافظ وعائدات البضائع يهدد بارتفاع معدل العجز الحالى عبر المنطقة وأشار إلى ان تدفقات رأس المال لعبت دورا مهما فى تمويل الحسابات الجارية فى زامبيا وعبر كل المنطقة.
قالت جريدة الفاينانشيال تايمز إن ” المستقبل القريب أكثر اشراقا ” فبعض المستثمرين متفائلين بشكل خاص للاستثمار فى كينيا واثيوبيا وساحل العاج وتنزانيا وموزمبيق وانجولا وبتسوانا بفضل الاكتشافات الجديدة من النفط والغاز والاستثمار الأجنبى المزدهر.








