الشركات الصينية تطرح منتجات جديدة لحل مشاكل انقطاع الكهرباء
سوق الإنترنت ينتعش بالمنتجات مجهولة الهوية.. والنشطاء ساخرون: «طفى النور يا بهية»
«المركز الدولى للاستيراد والتصدير» يحقق مبيعات 500 ألف جنيه فى مارس وأبريل
تجار: أزمة الكهرباء أنعشت سوق المنتجات المزودة بتقنية الشحن
اكتسحت المولدات الصينية ومراوح شحن الكهرباء الأسواق خلال الأسابيع الماضية، وذلك بعد أزمة انقطاع التيار المتكررة، وتهافت العديد من رجال الأعمال والتجار على استيراد شحنات إضافية استعداداً لفصل الصيف.
بقدر ما أثارت أزمة انقطاع التيار الكهربائى حالة من سخط البيوت المصرية بسبب سياسة تخفيف الأحمال التى تنتهجها الحكومة فى الوقت الحالى نتيجة نقص كميات الوقود، لكنها كانت سبباً فى رواج سوق الأجهزة الكهربائية التى تعمل بالشحن والمولدات، وفتح أسواق عبر المواقع الإلكترونية والتواصل الاجتماعى «فيس بوك» للترويج لمثل هذه المنتجات، فى الوقت الذى سخر بعض النشطاء على تلك المواقع من الأزمة.
قال أيمن حسن، مدير شركة “جرين فالى للمقاولات”، إن الإقبال الكبير على شراء المولدات خاصة بعد تكرار انقطاع الكهرباء فى الفترة الأخيرة، دفع الشركة إلى الاتجاه تجارة فى تلك السلعة الرائجة.
وأضاف أن المولد الكهربائى الذى تطرحه الشركة فى السوق المحلى يتميز عن غيره، خاصة أنه لا يشحن عن طريق الكهرباء، ويعمل ببطارية الشحن فقط.
أوضح أن طريقة الشحن من خلال “ Usb “ وعمرها الافتراضى سنة، وتستطيع أن تعمل لمدة 6 ساعات متواصلة، والمولد الكهربائى قدرة 2 كيلووات/ ساعة، يضئ 10 لمبات، وأثبت نجاحه فى القاهرة، بعد طرح 1000 مولد الشهر الماضى بمتوسط سعر 1500 جنيه للواحد.
وأوضح أن الشركة طرحت مولداً آخر يعمل بالطاقة الشمسية لاقى اقبال من أصحاب المزارع والمناطق النائية، خاصة أنه يعتمد على مصدر طاقة متجدد، ولايستنزف أى طاقة تخزينية بالبطاريات.
قال حسام حمدى، صاحب محل بيع مراوح شحن بالكهرباء، إن هناك نوعان من المراوح، بوكس بسعر 350 جنيهاً، و”استاند” بـ450 جنيهاً، الا أنها ليس لها قطع غيار وعمرها الافتراضى يتراوح بين10 و12 شهراً.
وأوضح أن الأسبوع الماضى وصلت شحنة تقدر بـ10 آلاف مروحة، تهافت عليها التجار وطالبوا بشحنة أخرى استعداداً لفصل الصيف، مشيرا إلى أن العميل مضطر إلى شرائها نظرا لارتفاع درجات الحرارة وانقطاع التيار الكهرباء.
وتابع حمدى:”أغلب الزبائن يشترون كميات رغم امتلاكهم أجهزة تكييف، إلا أنهم وجدوا ضالتهم فى حال انقطاع الكهرباء.
وأشار إلى أن أرباح مراوح الشحن تبلغ %65، وستزيد تلك النسبة بحلول شهر يونيو لارتفاع درجات الحرارة، بجانب التوقعات بانقطاعات الكهرباء لفترات طويلة.
وفى سياق متصل، أشار أحمد منصور، بائع مراوح شحن على الإنترنت، إلى أعجابه بفكرة المروحة، وبالاتفاق مع مستورد، وبدأ الترويج للسلعة من خلال الإنترنت، خاصة أنه لا يمتلك مقراً للبيع.
وأوضح أنه بدأ نشاطه بـ100 مروحة من النوعين” بوكس، استاند”، ومعدل المبيعات يتراوح بين 3 و4 مراوح يومياً.
وأكد أن المروحة جيدة وعملية، تعمل 8 ساعات يومياً على سرعة عالية، وتمتاز بوجود بطاريتين مع المروحة ولا يوجد أى مكان لصيانة تلك المروحة أو تغيير بطاريتها اذا تلفت، حيث لا تمتلك علامة أو اسماً تجارى معروفاً وجميعها من الصين.
اختلفت الخدمات التى يقدمها موقع التواصل الاجتماعى “فيس بوك” والمواقع الإلكترونية بين صفحات تقدم النصائح للمواطنين وكيفية التهيئ للتعامل مع أوقات انقطاع التيار المرجح زيادتها فى فصل الصيف المقبل،
الإنترنت يساهم فى حل أزمة انقطاع الكهرباء.
قدم موقع “ ساسة بوست “ موضوعا تحت عنوان “أفكار منزلية لمواجهة انقطاع الكهرباء”، ونصح المواطنين من خلاله استخدام” بدائل للإنارة” متمثلة فى الشواحن التى تظل موصولة بالكهرباء وتضىء فور انقطاع التيار، كما حذر من استخدام الشموع تفادياً لاندلاع الحرائق.
ونصح الموقع باستخدام الوصلات الكهربائية متعددة الفتحات والمزودة بحماية من اندفاع التيار وتجنب وصلات الأجهزة المثبتة فى الحائط مباشرة، خاصة أن الأجهزة الكهربائية تتأثر بشدة من تذبذب التيار الكهربائي، وقد تتسبب العودة المفاجئة للكهرباء بأعطال هذه الأجهزة كالثلاجة والتليفزيون والغسالة، التى عانى العديد من المواطنين من تلفها بسبب عودة التيار المفاجئ.
ولم يغفل عن موقع “ساسة بوست “ أيضاً تحذير الموطنين من استخدام بدائل لحفظ الطعام فى حال انقطاع التيار لفترات تزيد على الساعتين، لذلك نصح بتوفير مبردات للطعام المخصصة للرحلات والاحتفاظ بأكياس من الثلج لحفظ الأطعمة المجمدة التى تحتاج لتبريد مستمر.
وعادة ما يرتبط انقطاع التيار الكهربائى بانقطاع المياه، خاصة فى الأدوار العليا لذلك نصح الموقع المواطنين بالاحتفاظ بكميات مياه مناسبة وجاهزة للاستخدام عند الانقطاع، كذلك استخدام الأطباق والأكواب البلاستيكية عند الأكل ورميها فيما بعد لتقليل كمية المياه اللازمة للتنظيف.
وفيما يتعلق بأجهزة الكمبيوتر والهواتف المحمولة نصح الموقع بتوفير جهاز “يو بى اس” يوفر بطارية احتياطية مؤقتاً ويتيح لمستخدم جهاز الكمبيوتر الاحتفاظ ببياناته، ويغلق بطريقة آمنة تجنباً للقطع المفاجىء للجهاز وضياع البيانات دون حفظها، وتتوفر ببعض هذه البطاريات إمكانية العمل لعدة ساعات ويستطيع المستخدم أن يوصلها بجهاز التليفزيون أو الراديو.
وقدم الموقع بعض النصائح الترفيهية لاستغلال فترات انقطاع التيار الكهربائى من خلال توفير مجموعة من الكتب والألعاب الجماعية كالكوتشينة وبنك الحظ وجهاز راديو يعمل بالبطارية لمتابعة الأخبار والترفيه.
ومن أغرب العروض التى قدمتها صفحات «فيس بوك» للتغلب على انقطاع الكهرباء العرض الذى قدمته صفحة «سوق دوت كوم» وهو كشاف كهربائى يحوى 23 لمبة ويعمل على حرارة التليفون الأرضى أو شحن يعمل لمدة 24 ساعة دون انقطاع ويبلغ سعره 45 جنيهاً.
قامت صفحة “ تحت اسم “حل مشكلة الكهرباء للمنازل والمحلات “ بتقديم عرض لجهاز “اليو. بي. إس”، يحتوى على محول خاص يعلق عليه “الإنفرتر”، يقوم بتحويل التيار المستمر والمشحون فى بطارية 12 فولت إلى تيار متردد 220 فولت يناسب الأجهزة المنزلية ويمكن استخدام بطارية السيارات فى تشغيله لحل أزمة المولدات الكهربائية التى عانى البعض من استخدامها بسبب نقص السولار، الذى يعمل بشكل أساسى لتدويرها.
وتوضح مميزات الجهاز الذى يمكنه تشغيل تليفزيون 32 ورسيفر ومروحة و10 لمبات موفرة وراوتر إنترنت ولاب توب توب وشواحن موبايل ويصل سعره إلى 1700 جنيه.
بينما عرضت صفحات أخرى مراوح كهربائية تعمل بالشحن بعد انقطاع التيار الكهربائى لمدة 6 ساعات ومزودة بكشاف يصل سعرها إلى 500 جنيه وكشافات للإضائة تتراوح أسعارها من 30 إلى 300 جنيه ويعمل لمدة 8 ساعات.
جولة فى شارع عبدالعزيز
فى جولة لـ«البورصة» بشارع عبد العزيز، والمتخصص فى بيع الاجهزة الكهربائية، لوحظ وجود إعلانات – بشكل ملفت للنظر – عن أدوات كهربائية مزودة بخاصية الشحن، بالإضافة إلى دعاية ملفتة للنظر لكشافات الطوارئ واللمبات المزودة بخاصية الشحن على واجهات المحلات وعرضها فى فاترينات المحلات.
وقال عدد من تجار الأدوات الكهربائية، إن انقطاع الكهرباء المتكررخلال الفترة الماضية أنعش سوق مبيعات كشافات الطوارئ ولمبات الإنارة المزودة بخاصية الشحن، الأمر الذى شجع الشركات على توفير منتجات أخرى مثل المراوح اللاسيلكية.
قال أحمد عبدالعزيز، صاحب محل أدوات كهربائية بشارع عبدالعزيز، إن الانقطاع المتكرر للكهرباء أنعش سوق بيع الأدوات الكهربائية المزودة بتقنية الشحن حيث بدأت الشركات المنتجة لهذه الأدوات تفطن لأهميتها بالنسبة للسوق المصرية.
ذكر أن بعض هذه المنتجات يتواجد فى السوق منذ فترة طويلة مثل «الراديو المزود بالكشاف»، وفى الفترة الأخيرة بسبب تكرار انقطاع الكهرباء ظهرت منتجات الإنارة مثل اللمبات المزودة بخاصية الشحن بأحجامها المختلفة، وكشاف الطوارئ وتختلف أسعاره حسب جودته.
أضاف أن السوق تضم أدوات أخرى مزودة بتقنية الشحن مثل المراوح بأنواعها، وظهر خلال عام 2014 التليفون اللاسلكى المزود بخاصية الشحن.
أوضح عبدالعزيز أن الإنسان يمكن أن يتحمل حرارة الجو لكن يصعب عليه تحمل الظلام، مشيراً إلى أن أدوات الإنارة من لمبات وكشافات طوارئ يكثر الطلب عليها مقارنة بالأدوات الأخرى من مراوح وتليفونات لاسلكية، خاصة أن لمبات الإنارة تمثل حاجة أساسية بينما المراوح أو التليفونات من أمور الكماليات بالنسبة للمواطن محدود الدخل.
أوضح أن معظم الأدوات الكهربائية المزودة بتقنية الشحن فى شارع عبد العزيز منتجات صينية بسبب انخفاض أسعارها.
ذكر أن أسعار كشاف الطوارئ يتراوح سعره حسب الحجم بين 75 و400 جنيه، اما الكشافات التى على درجة عالية من الجودة اسعاره تبدأ من 200 جنيه.
ورصدت البورصة إقبالاً من بعض الجمهور على جهاز «مثبت التيار» الذى يعمل على تنظيم الجهد الذى يغذى الأدوات الكهربائية المختلفة عند عودة الكهرباء بعد انقطاع مفاجيء.
من ناحيته قال ياسر سليمان، صاحب محل أدوات كهربائية، إن الإقبال على جهاز مثبت التيار قليل نسبياً، مرجعا ذلك إلى عدة عوامل أهمها سعره المرتفع، وضعف الوعى بأهمية مثل هذه الأجهزة بالمنزل.
أشار إلى تزايد الطلب على كشاف الطوارئ خلال الفترة الماضية، وتراجع منذ أسبوعين بسبب انتظام التيار الكهربى نسبياً، مشيراً إلى أن هذه الكشافات تعمل لمدة 4 ساعات أو 6 ساعات.
وقال سليمان إن الإقبال على المنتجات الصينية يفوق الطلب على أخرى عالمية معروفة بجودتها بنسبة 7 إلى %3، خاصة أن مثل هذه المنتجات لا يقصدها إلا القادرين.
من جهتها قالت عبير أنور، مدير مبيعات «الشركة المصرية لتوريد أجهزة الإنارة»، إن مبيعات الشركة من كشافات الطوارئ ولمبات الشحن ارتفعت خلال الفترات التى يتكرر فيها انقطاع الكهرباء بنسبة تتجاوز %20.
توقعت نمو الطلب على هذه المنتجات قبل حلول شهر رمضان فى ظل صعوبة الحياة بدون كهرباء خلال الشهر الكريم.
قال عماد أبوالدهب، مدير التسويق بشركة «المركز الدولى للاستيراد والتصدير»، إن حجم الاقبال على المراوح التى تعمل بالشحن يقدر بحوالى %50 خلال الفترة الماضية.
وأضاف أن الشركة حققت مبيعات نحو 500 ألف جنيه بواقع 1200 مروحة، وتعمل هذه المراوح بالشحن لمدة تتراوح بين 6 و7 ساعات، وتدرس الشركة خلال الفترة المقبلة استيراد شواحن موبايل وشنط لاب توب تعمل بالطاقة الشمسية.
«طفى النور يا بهية»
كان العشرات من أعضاء حزب مصر القوية بالإسكندرية قد نظموا وقفة احتجاجية بمنطقة أبوقير تحت شعار «طفى النور يا بهية» احتجاجا على انقطاع الكهرباء كل يوم بشكل مستمر.
وحمل أعضاء الحزب لافتات كتب عليها عدة شعارات منها “ الصيف قرب نورلى شكراً”، و”مصالحنا وقفة “، و” مش عارف اطلع شقتى”، و” الأجهزة الكهربائية اتحرقت”، و” اديلك 100 بس سيب السكينة فى حالها.”وطالب شباب مصر القوية بمحاسبة المسئولين عن انقطاع التيار الكهربائى التى تصل للساعات فى معظم مناطق الإسكندرية وسرعة حل هذه الأزمة .