يهدد الإهمال فرص الاستثمار فى واحة سيوة ، رغم أنها تنتج أجود أنواع التمور وزيت الزيتون فى العالم، حيث تتعرض اراضيها نتيجة عجز وزارة الرى عن وضع حل جذرى لمشكلة الصرف الزراعى بها، فيما يعانى المستثمرون من صعوبة الحصول على عقود ملكية الأراضى التى يقيمون عليها مشروعاتهم، ما ادى إلى تراجع معدلات الاستثمار بها.
«البورصة» التقت مشايخ القبائل فى حضور الدكتور أسامة إبراهيم رئيس جامعة الإسكندرية للوقوف على حقيقة مشاكلهم، واستمعت إلى شكاواهم والمعاناة التى يعانون منها، وجوانب الاهمال التى تتعرض لها الواحة، والمطالب التى بحت أصواتهم بها، وتتضمن اقامة مطار مدنى لجذب المزيد من السياح اليها، والاهتمام بتعليم أبنائهم للارتقاء بالمستوى الاجتماعى لهم
فتحى الكيلانى شيخ قبيلة الظناين: أطالب الحكومة الجديدة باستثناء مرسى مطروح من قانون المزايدات لتنشيط الاستثمار بالمحافظة إنشاء مطار مدنى سيضع الواحة على برامج السياحة العالمية
طالب الشيخ فتحى الكيلانى شيخ قبيلة الظناين وصاحب فندق الكيلانى، رئيس الحكومة الجديدة باستثناء محافظة مرسى مطروح من قانون المزايدات رقم 89 لسنة 1998، والذى يقضى بطرح أراضى الدولة بنظام حق الانتفاع فى مزاد علنى.
أوضح الكيلانى إن الأراضى الواقعة فى نطاق المحافظة غير خاضعة لولايتها، مما يجعلها غير قادرة على طرحها فى مزايدات علنية، ولذلك تمنح المستثمر عقد حق انتفاع مؤقت على ان يتولى هو الحصول على موافقة القوات المسلحة والآثار وهيئة التعدين والثروة المعدنية والأوقاف والسياحة والبيئة وغيرها من الجهات الحكومية، ثم تقوم بطرحها فى مزاد علنى بمعرفتها متجاهلة كل هذا المجهود، مما أدى إلى عزوف المستثمرين عن الاستثمار فى المحافظة.
شدد الكيلانى على اهمية إنشاء مطار مدنى وازدواج طريق مطروح سيوة ووضع الواحة ضمن برامج شركات السياحة العالمية، لجذب مزيد من السياح للواحة.
وقال أن الواحة استقبلت سيوة 3 آلاف سائح الشهر الماضى 2014 رغم أنها تستطيع استقبال 30الف شهريا، حيث تنتعش السياحة خلال الفترة من اكتوبر حتى مايو لتمتعها بجو دافئ ينعدم معه فرصة سقوط الأمطار.
تبعد سيوة نحو 800 كيلو متر عن القاهرة، و300 كيلو متر عن مطار مرسى مطروح، مما يجعل وصول السائح اليها أمر مرهق للغاية من وجهة نظر الشيخ الكيلانى، فى حين أن هناك مطاراً حربياً على بعد 49 كيلو متراً شمال سيوة يمكن تطويره لاستقبال الطائرات المدنية.
وأشار الكيلانى إلى ضرورة إعطاء أولوية لتنفيذ مشروع توليد الطاقة الشمسية، الذى تصل تكلفته إلى نحو 8 ملايين جنيه، ممولة من دولة الإمارات لربط قرية أبو شروف التى تبعد 35 كيلو متراً عن الواحة بسيوة، لحين ربطها بشبكة الكهرباء الموحدة على مستوى الجمهورية، لافتا إلى وقوع معظم مناجم الملح التى ظهرت مؤخراً فى سيوة فى هذه المنطقة.
وطالب شيخ قبيلة الظناين وزارة الرى بشق مصرف زراعى بطول 60 كيلو متراً لنقل مياه الصرف الزراعى إلى منخفض تبغبغ شرق الواحة، وتقوم الوزارة حالياً بنقل المياه من مصرف لآخر، لالقائها فى بحيرات الواحة الثلاثة، التى لم تعد قادرة على استيعاب مزيد من مياه الصرف التى زادت بصورة كبيرة نتيجة التوسع فى مشروعات استصلاح الأراضى، بعد رصف الطريق بين سيوة ومطروح فى الثمانينات من القرن الماضى.
وينخفض مستوى الواحة حوالى 17 إلى 18 متراً عن مستوى سطح البحر مما يعوق عملية التخلص من مياه الصرف، التى تؤدى إلى ارتفاع مستوى الماء الأرضى بها، مسببا تلف كثير من الزراعات.
أكد الكيلانى أن كل الحلول التى تقوم بها وزارة الرى مجرد حلول مؤقتة تعتمد على تطهير المصارف لرفع كفاءتها فى نقل المياه، دون تنفيذ مشروع للتخلص النهائى منها مثلما يحدث فى الوادى القديم والدلتا.
عمر راجح شيخ قبيلة أولاد موسى: مصنع التمور تكلف 40 مليون جنيه ولم يعمل منذ إنشائه قبل سنوات
طالب الشيخ عمر راجح شيخ قبيلة أولاد موسى، الرئيس القادم بالتدخل الشخصى لحل أزمة مصنع التمور، الذى قامت وزارة التعاون الدولى بتمويل إنشائه بمبلغ 40 مليون جنيه منذ عدة سنوات ولم يعمل حتى الآن.
أوضح الشيخ ان الوزارة أنفقت 12مليون جنيه فى إقامة المنشآت المدنية، تم الانتهاء منها بالكامل، وخصصت 28 مليون جنيه لشراء معدات المصنع، تم إسنادها بالأمر المباشر إلى القوات المسلحة، التى استوردت ماكينات قديمة لا تعمل.
وقال ان وزارة الصناعة استجابت لشكاوى مشايخ قبائل الواحة وقامت بتشكيل لجنة مشتركة مع المحافظة عام 2012، برئاسة الدكتورة عليه محيى الدين، لتجربة كل خط على حدة وحددت الاحتياجات اللازمة لبدء تشغيل المصنع، ولم يتم شئ بعدها ولازال المصنع مجرد مبان.
اعتبر راجح أن الأمل الوحيد أمام أهالى الواحة هو تدخل الرئيس القادم بإلزام وزارة الإنتاج الحربى بتوريد الأجزاء اللازمة لتشغيل ماكينات المصنع سواء بتصنيعها محليا أو باستيرادها من الخارج.
يضم المصنع 6 خطوط إنتاج، الأول لتجفيف البلح، والثانى لتغليف التمر بالشيكولاته والثالث لإنتاج الخل من البلح والرابع لإنتاج العجوة والخامس لإنتاج الخميرة التى تستخدم فى الخبيز والسادس لإنتاج العلف الحيوانى، لافتا إلى ان تشغيله سيعطى دفعة قوية لاقتصاد الواحة لان التمور هى مصدر الدخل الرئيسى لمواطنى سيوة قبل السياحة.
وقال عمر راجح إن المحافظة أصدرت قرارا بإغلاق محطة تموين الوقود التابعة لشركة مصر للبترول خلال شهر يناير 2014، وإزالة المبانى المقامة عليها، دون أن تصدر قراراً بتفريغ تنكات المحطة من الوقود، مما جعل من المحطة قنبلة موقوتة فى سيوة.
وأوضح ان المحافظة سحبت الترخيص بحجة أن المحطة مقامة على أراضى مملوكة للدولة، علماً بأن صاحبها قام ببنائها عام 1990 ولديه مستندات تثبت وضع يده على الأرض منذ أكثر من 24 سنة.
ويعانى اهالى الواحة من نقص الوقود حيث تعمل بها حاليا محطة تموين واحدة تابعة لشركة التعاون، لا تكفى استهلاك المواطنين من الوقود، فيما يزيد الاقبال على الوقود بشدة صيفا.
عبدالله حسين شيخ قبيلة الشيبات: الواحة محرومة من الخدمات الطبية ونسافر 300 كيلو لعلاج مرضانا
قال الشيخ عبدالله حسين محمد، شيخ قبيلة الشيبات إن المستشفى العام لسيوة خال تماماً من الأطباء والأجهزة الطبية اللازمة لتشغيله، مما يضطر الأهالى لنقل مرضاهم إلى المستشفى المركزى بمرسى مطروح على بعد 300 كيلو متر من الواحة.
أوضح عبدالله إن وزارة الصحة تنتدب الأطباء للواحة لمدة شهرين كشرط للترقية، مشيرا إلى أن المريض لا يستطيع المتابعة مع الطبيب لأنه سرعان ما يغادر المدينة بعد انتهاء فترة انتدابه، تاركا المريض وشأنه.
طالب عبدالله وزير الصحة بتعيين أطباء دائمين بسيوة ومنحهم مرتبات استثنائية لتشجيعهم على الاستمرار فى العمل داخل الواحة، وتوفير الأدوية اللازمة لعلاج جميع الأمراض، حيث تعانى المدينة من نقص حاد منها، لافتاً إلى تأثير ضعف الخدمات الطبية على حركة السياحة.
د. أسامة إبراهيم رئيس جامعة الإسكندرية:
أطالب الجامعات الخاصة بمنح مجانية لـ %5 من أبناء سيوة فى الطب والصيدلة.
تبنى الدكتور أسامة إبراهيم، رئيس جامعة الإسكندرية، دعوة الجامعات الخاصة إلى تخصيص منح مجانية للطلبة لـ %5 من أوائل الطلبة الحاصلين على الثانوية العامة من أبناء سيوة، واستثنائهم من شرط المجموع فى الالتحاق بكليات الطب وطب الأسنان والصيدلة.
اقترح أسامة اخذ تعهد على الطالب وولى أمره بالعمل فى واحة سيوة بعد تخرجه وإلا تم إلزامه بدفع مصاريف الكلية بالكامل، لضمان تحسين مستوى الخدمات الطبية لأهالى الواحة الذين لا يجدون مستشفى مكتمل الخدمات.
ووعد ابراهيم بتوجيه عدد من القوافل الطبية إلى سيوة على مدار العام لإجراء العمليات الجراحية اللازمة، خاصة جراحة العيون التى تمثل طلبا ملحا لأهالى سيوة بدلا من انتقالهم لمرسى مطروح.
عبدالرحمن الدميرى أحد شيوخ الظناين: أدعو وزير التعليم لمنح ترقية استثنائية للمدرسين فى سيوة
دعا الشيخ عبدالرحمن الدميرى، أحد شيوخ قبيلة الظناين ومدير الإدارة التعليمية الأسبق بالواحة، وزير التعليم منح المدرسين المنتدبين للتدريس بالواحة ترقية استثنائية تشجيعاً لهم على البقاء بها لفترة تتراوح بين سنتين و4 سنوات على الا يتم الموافقة على نقل المدرس إلا إذا تم تعيين آخر بنفس الكفاءة.
وقال الدميرى ان الوزارة لا توفر للمدرسين استراحة للإقامة بها، ولا يتعدى حجم البدل الذى تصرفه لهم %30 من المرتب، وهو نفس البدل الذى يصرف لمن يعمل بمرسى مطروح.
أوضح الدميرى ان الإدارة التعليمية تقوم بانتداب مدرسين ضعاف المستوى من المرحلة الإعدادية للتدريس لطلاب الثانوية العامة لسد العجز فى عدد المدرسين، لذلك لا يجد الطلاب من يشرح له علوم الكيمياء والأحياء والرياضيات، وهو ما يتسبب فى ضعف مجاميع طلاب الواحة فى الثانوية العامة.
وقال الدميرى إن اقتصار التعليم فى سيوة على الكليات التقليدية وعدم التحاق أبنائهم بكليات القمة، نتج عنه ضعف مستوى الخدمات الطبية بالواحة، وكذلك ضعف كفاءة الإدارة الهندسية بها، نتيجة عدم تخرج أطباء وصيادلة ومهندسين معماريين من أبنائها.
د. محمد عبدالحميد: توفير تقاوى القمح مجاناً يحقق الاكتفاء الذاتى للواحة
أكد الدكتور محمد عبدالحميد، أستاذ القمح بمركز بحوث الصحراء، على قدرة واحة سيوة على تحقيق الاكتفاء الذاتى من القمح بالواحة، اذا نجحت فى زيادة المساحة المزروعة به من 250 إلى 400 فدان.
أوضح أن زيادة إنتاجية الفدان يتطلب قيام وزارة الزراعة بتوفير التقاوى المنتقاة مجانا لصغار المزارعين، ودعمهم ماليا لخدمة الأرض بصورة جيدة، وإضافة الأسمدة اللازمة، لزيادة متوسط إنتاجية الفدان من 14 إلى 20 إردباً.
شدد على حتمية تفعيل دور الإرشاد الزراعى لتوعية المزارعين بطرق الزراعة الحديثة، وكيفية إتباع دورة زراعية، ومنع دخول شتلات الخضار والفاكهة من الوادى القديم للواحة لمنع انتقال أى آفات جديدة إليها، مطالبا بإنشاء مشتل تابع لوزارة الزراعة يتولى إنتاج شتلات الزيتون والنخيل التى تجود زراعتها فى الواحة، وتوزيعها على المزارعين للتوسع فى زراعتها.







