يشعر كثيرون هذه الأيام بقلق مزمن إزاء بقاء الدولار الأمريكي كعملة للاحتياطي النقدي العالمي، لكن الكاتب كولين روتشي في موقع بيزنيس إنسايدر يؤكد أن هؤلاء يبالغون بشدة في قلقهم.
روتشي ينشر رسما بيانيا يوضح تاريخ عملات الاحتياطي العالمي منذ عام 1450، والذي كشف أنه ما من عملة احتفظت بهذه المكانة للأبد.
ويمضي الكاتب قائلا إن هذا الكشف لا ينبغي أن يكون مفاجئا، حيث يتسم الاقتصاد العالمي بالحيوية وحصص الدول من السوق تتغير، وفي نهاية المطاف تكدس الدول الاحتياطيات من الدولار لأن الاقتصاد الأمريكي هو اللاعب المهيمن على التجارة العالمية.
بالطبع، الدولار الأمريكي ليس العملة الوحيدة التي تحتفظ الدول باحتياطيات منها، فاليورو هو أيضا عملة احتياطي رئيسية واليوان الصيني يكتسب سريعا هذه المكانة.
لكن بما أن الولايات المتحدة تنتج 22 بالمئة من مجمل الناتج العالمي ، فهي تلعب دورا شديد الخصوصية في اقتصاد العالم، حيث تهيمن حيازة الأصول المالية المقومة بالدولار على النظام المالي العالمي.
الأمر أشبه بكونك منتج أكبر حصة في السوق من سلعة معينة في قطاع معين،لذا فالكل يتسابق إلى اختزان منتجك، لكن بمرور الزمن تتبدل الحصص وتتغير المواقع مع حركة الاقتصاد.
ويتساءل الكاتب، هل ستفقد الولايات المتحدة مكانتها كصاحبة عملة الاحتياطي العالمي الرئيسية؟ ويرد على السؤال بالإيجاب مؤكدا أن البلاد بدأت بالفعل تفقد هذه المكانة لصالح أوروبا والصين.
ويتساءل مجددا، هل يعني ذلك نهاية العالم أو أن الكل سيسارع إلى التخلص من الدولار فجأة؟ ويرد مستبعدا هذا الاحتمال.
ويقول إن هذا التحول سيعني فحسب أن الولايات المتحدة سوف تنتج حصة أقل من الناتج العالمي، ولذلك سيحتفظ بقية العالم بنسبة أقل من الأصول المالية المقومة بالدولار تعادل نسبة إسهام أمريكا في الناتج العالمي.