تتخوف شركات إدارة أبراج المحمول ويترقب المشغلون بحذر الإجراءات التى ستتبعها شركات توزيع الكهرباء فى رمضان، خاصة فى ظل سياسة تخفيف الأحمال التى تنتهجها وزارة الكهرباء وما يترتب عليها من ضعف فى شبكات أبراج المحمول التى تعتمد على الكهرباء بصورة كبيرة.
وحمل المشغلون انقطاع التيار الكهربائى مسئولية تأثر جودة الخدمة التى يشكو منها المستخدمون فى عدد من المحافظات.
ومع اقتراب شهر رمضان وارتفاع درجة حرارة الطقس فإن شركات المحمول مطالبة بتوفير حلول بديلة تضمن تقديم الخدمات بجودة عالية حتى فى ظل انقطاع التيار الكهربائى .
يصل إجمالى المحطات التى يمتلكها المشغلون 25 ألف محطة تقريباً، وتستحوذ العاملة بالطاقة الكهربائية على %80 منها، بينما تعتمد الشركات على الطاقة الشمسية فى تشغيل 600 محطة، وتتركز أماكن تواجدها بشكل أكبر فى سيوة ومطروح وجنوب سيناء وجميع الطرق الصحراوية.
وتشكل المحطات التى تتواجد فى الأبنية ما بين 60 و%70 من إجمالى المحطات التى تمتلكها شركات المحمول الثلاث العاملة فى السوق المحلى.
وتعد زيادة عمر البطاريات التى تضاف للأبراج لتتراوح بين 6 و8 ساعات وخدمات «الدعم الفنى للمحطات» والتركيز على زيادة الأحمال فى المناطق التى يوجد بها كثافة سكانية أبرز الحلول التى يجب على شركات المحمول التركيز عليها فى الفترة المقبلة لتتصدى لتبعات انقطاع التيار الكهربائى وآثاره على الأبراج.
المشغلون يستخدمون الطاقة الشمسية فى 600 محطة.. والسولار فى 3 آلاف برج
«سيوة» و«مطروح» و«جنوب سيناء» أكثر المناطق استخداماً لـ«Solar Energy»
تنتشر 25 ألف محطة تقوية لشبكات المحمول فى ربوع البلاد %80 منها يعمل بالكهرباء من الشبكة القومية، فيما تعتمد الشركات على الطاقة الشمسية فى تشغيل 600 محطة، وتتركز أماكن تواجدها بشكل أكبر فى سيوة ومطروح وجنوب سيناء وجميع الطرق الصحراوية، وتستخدم 3 آلاف محطة السولار فى توليد الكهرباء لمحطات المحمول وتشكل %12 من إجمالى المحطات.
قال المهندس وائل النشار، رئيس شركة «أونيرا سيسيتمز» العاملة فى مجال الطاقة الشمسية، إن 600 محطة لدى شركات المحمول تعتمد على الطاقة الشمسية بنسبة %100 وتوجد خارج المناطق السكنية، وتمثل نسبتها %2.5 من إجمالى المحطات.
أوضح النشار، أنه سيتم رفع الدعم عن السولار فى الفترة المقبلة الأمر الذى ستضطر معه شبكات المحمول للتركيز بشكل أكبر على استخدام الطاقة الشمسية والمصادر المتجددة بصفة عامة، وتتسابق شركات المحمول على استخدامها.
وأكد المهندس حمدى الليثى، رئيس مجلس إدارة شركة «ليناتل»، أن الشركات تعتمد على الطاقة الشمسية بنسب تتراوح ما بين 2.5 و%3.
أوضح أن محطات المحمول تعتمد على بطاريات إضافية حال انقطاع الكهرباء، التى تستغرق بضعة ساعات حيث يمكن أن تعمل ما بين ساعتين لأربعة ساعات بشكل متواصل، وكفاءتها تقل بشكل حاد فى الصيف نظراًً لارتفاع درجة الحرارة عندما تزاد على 25 درجة مئوية.
وقال المهندس أشرف مدنى، مدير التشغيل فى فودافون سابقاً، إن شركات المحمول الثلاث تعتمد على مصادر الطاقة المتنوعة فى تشغيل أبراج المحمول اعتماد محطات شبكات المحمول على البطاريات الإضافية التى تتراوح فترة تشغيلها من 1: 4 ساعات متواصلة، واقترح أن يكون عدد ساعات تشغيل هذه البطاريات من 4 إلى 6 ساعات، لكن لا يمكن أن تزيد على 6 ساعات بأى حال من الأحوال.
أضاف مدنى أن عدد محطات المحمول 25 ألف محطة، %5 منها تعتمد على الطاقة الشمسية، وتم الاعتماد عليها فى مناطق المحميات الطبيعية فى بداية استخدامها، حيث تتمثل هذه الأماكن فى «شرم الشيخ، وادى الريان، الغردقة».
أوضح أن المساحة التى تحتاجها المحطات للاعتماد على الطاقة الشمسية كمصدر للطاقة تبلغ نحو 600 متر مربع لتشغيل محطة واحدة، و3 آلاف محطة من شبكات المحمول تعتمد على السولار كمصدر كهرباء بنسبة تصل إلى %12 تقريباً.
«الدلتا» الأكثر تضررا واستحالة استخدام مولدات أعلى المبانى
%70 من أبراج المحمول مقامة أعلى المنشآت السكنية
قال عدد من مسئولى محطات المحمول، إن محافظات «الدلتا» هى الأكثر تضررا من الانقطاع المتكرر للكهرباء لكون معظم أبراج المحمول بها تعلو المنشآت والأبنية السكنية، الأمر الذى يصعب معه اضافة مولدات كهربائية.
قالوا: «ان المولدات التى تحتاجها الأبراج تتواجد فى الأبنية والمنشآت السكنية وهى كبيرة ولا يمكن استخدامها على أسطح الأبنية، فضلا عن الضوضاء التى تصدرها هذه الأجهزة».
وتشكل نسبة المحطات المقامة على الأبنية السكنية ما بين 60 و%70 من اجمالى المحطات التى تمتلكها شركات المحمول الثلاث، وتتوزع النسبة المتبقية من المحطات والبالغة %30 على الأراضى والمساحات التى تستأجرها الشركات فى المحافظات.
ويعتمد مشغلو المحمول على الكهرباء فى الأبراج بشكل أساسى، كما يتم الاعتماد على السولار فى المولدات التى تستخدم فى الأبراج حال انقطاع التيار الكهربائى، كما أن المولدات ليست الحل لمعالجة هذه الانقطاعات التى تستمر لفترات طويلة تكون أعلى من طاقة هذه المولدات.
وقالت مصادر إن شركات المحمول بدأت تتجه لمصادر متجددة لتوليد الكهرباء مثل الطاقة الشمسية لكنها مكلفة فى الوقت الحالى وتحتاج مساحات كبيرة وهو أمر يصعب التوسع فيه حاليا.
وقال المهندس طارق الحميلى، رئيس جمعية «اتصال» ان انقطاع التيار الكهربائى الذى تشهده البلاد حاليا لتخفيف الأحمال ومواجهة العجز يؤثر على أبراج المحمول التى تعتمد نسبة كبيرة منها على الكهرباء، لكن هذا التأثير ليس بالصورة التى تسبب توقف أبراج المحمول تماما عن العمل لأن فترات الانقطاع لا تتجاوز 3 ساعات وتكون مرتين أو 3 فى اليوم.
اعتبر رئيس جمعية «اتصال» الأبراج التى تعلو المنازل والمنشآت الأكثر تأثرا بأزمة الكهرباء التى تواجه السوق المحلى حاليا لصعوبة تركيب مولدات بها، وأن هذه الأبراج منتشرة فى جميع أنحاء الجمهورية، ولا يمكن تحديد محافظة بعينها واعتبارها الأكثر تضرراً. أكد الحميلى أن البطاريات الاحتياطية التى تدفع بها شركات المحمول داخل الأبراج يمكن أن تكون غير ذات جدوى إذا كانت فترات قطع التيار الكهربائى كبيرة.
الشركات تلجأ لزيادة أعمار البطاريات والدعم الفنى للتصدى للانقطاعات
أبوقريش: «المحمول» ترفض المولدات لارتفاع تكلفتها مقارنة بالكهرباء
زيادة عمر البطاريات المستخدمة فى أبراج المحمول لتتراوح بين 6 و8 ساعات وزيادة أطقم التشغيل والصيانة الدورية أو ما يطلق عليها «الدعم الفنى للمحطات» والتركيز على زيادة الأحمال فى المناطق التى توجد بها كثافة سكانية لمواجهة انقطاعات الكهرباء أبرز الحلول التى يجب اتباعها.
وقال متخصصون فى إدارة وتشغيل أبراج المحمول أن أنظمة الاتصالات يجب تزويدها بوسائل حماية تضمن استمرار الخدمة وعدم تأثرها بانقطاع التيار الكهربائى.
طالب الدكتور حمدى الليثى، رئيس شركة «ليناتل» للاتصالات بضرورة إيجاد حلول سريعة للتغلب على أزمة انقطاع التيار الكهربائى وتأثر الأبراج، وزيادة نسبة الاستهلاك من الطاقة الكهربائية %30 تقريباً، وزيادة ساعات عمل البطاريات التى تعتمد عليها محطات المحمول لتصل ما بين 4 و6 ساعات وتتراوح بين ساعتين و4 حالياً.
وأشار إلى أن توفير أطقم التشغيل والصيانة فى محطات المحمول يعد أمرا ضروريا وشركات المحمول الثلاث لديها الحلول الجاهزة ولكنها تحتاج سرعة الإنجاز وتكثيف التواجد.
أضاف أنه من الضرورة أن تعمل محطات شبكات المحمول على تخفيف الأحمال وشبكات الاتصال فى المناطق التى ينخفض فيها عدد السكان منها الساحل الشمالى، فيما تزيد الأحمال وأبراج المحمول فى المناطق المزدحمة بالسكان.
أوضح المهندس محمد أبوقريش، رئيس جمعية مهندسى الاتصالات أن أى نظام للاتصالات مزود من البداية بوسائل حماية من انقطاع التيار تتمثل فى البطارية إلى جانب المولدات ويتم استخدمها عن طريق السولار، ووحدة شبكة الاتصالات أشبه بالسنترال يجب أن تكون دائمة ومتاحة فى أى وقت.
أضاف أبوقريش أن توفر الخدمات بشكل دائم يستوجب أن تزود الأبراج بأجهزة داعمة ببطاريات ووحدات ديزل ومولدات تعمل حسب سعة السنترال من ساعتين للسنترال الصغير إلى 8 ساعات حال أن يكون السنترال كبيراً. وقال إن البطاريات يتم شحنها بمولدات تخدم طوال اليوم لتغذية شبكة الاتصالات الرئيسية حتى لا ينقطع عنها التيار، وشركات الاتصالات تحصل على الكهرباء بأسعار أقل من الديزل أو المولدات مما يدفعها إلى عدم تشغيل الأبراج أثناء انقطاع التيار الكهربائى حتى لا تتكلف قيمة توصيل الخدمة على حد قوله.
أشار إلى أن أسعار دقائق المحمول فى مصر أعلى من مثيلتها من الدول وتأتى مصر فى المرتبة 86 فى تسعير مكالمات المحمول وفقا لتصنيف الاتحاد الدولى للاتصالات.ونصح الدكتور عبدالرحمن الصاوى، رئيس لجنة الصناعة بالجهاز القومى لتنظيم الاتصالات، الشركات باستخدام المولدات خلال الفترة المقبلة حتى تضمن استمرار تغذية محطات المحمول حتى بعد نفاد البطاريات.
أضاف أن أنواع من البطاريات تستمر لفترة تتراوح بين 6 و8 ساعات متواصلة، ولا يستمر انقطاع التيار لهذه الفترات الطويلة لأن مدة الانقطاع فى الغالب تكون ساعة واحدة فقط.
مطالب بمعاقبة مشغلى المحمول حال عدم امتلاكهم بدائل تشغيل المحطات
اقتراح عاملون فى قطاع الاتصالات معاقبة مشغلى المحمول الذين لا يمتلكون «مولدات» كهرباء لتشغيل محطات المحمول والأبراج حال انقطاع التيار الكهربائى.
استبعد المهندس طلعت عمر، نائب رئيس الجمعية العلمية لمهندسى الاتصالات وجود خسائر كبيرة لشركات المحمول أو الاتصالات بوجه عام نتيجة انقطاع التيار الكهربائي، بينما الخسائر التى يمكن أن يتكبدوها تأتى من انخفاض عدد المستخدمين.
أضاف أن شركات المحمول يجب أن تمتلك وحدة توليد كهربائى احتياطية تعمل بشكل تلقائى حال انقطاع التيار داخل مبانيها ومنشآتها. وقال عمر إن هذه الوحدات يجب أن توجد فى جميع محطات الاتصالات على مستوى العالم للمحافظة على سلامة الموصلات الكهربية فى المنشأة إلى جانب المحافظة على الاتصال الدائم بها.
أشار إلى أن بعض المولدات التى تعمل بشكل ثابت فى المحطات والبديل الوحيد لها هو وحدة البطاريات الثابتة أو وحدة التغذية الثابتة، والشركات التى يثبت عدم وجود المولدات فى أبراجها فإنها تتعرض للعقوبة.
وقال خالد شاش، رئيس قطاع الصناعة بشركة «راية» القابضة، إن شركات المحمول تمتلك مولدات تستعين بها حال انقطاع الكهرباء، وأسعارها غير مكلفة.
أضاف أن شركات المحمول قد يكون لديها أسباب تسعى لتحقيقها واستخدام انقطاع التيار كوسيلة للضغط على الحكومة للوصول لأهداف معينة خاصة وأنها ترفض طرح الرخصة الموحدة فى الوقت الحالي.
أشار إلى أن الحكومة تقلل من قطع التيار الكهربائى فى المناطق الصناعية بشكل كبير ولا تلجأ إليه إلا إذا اقتضت الضرورة ذلك وتركز على قطعها فى المنازل فقط، لأن هناك بعض الصناعات التى تعتمد على الكهرباء بشكل كبير أبرزها صناعة الحديد والمفاعلات.
وقال المهندس طارق عبدالمنعم رئيس مجلس إدارة شركة «سينكس» للاتصالات، مؤكداً أن جميع مواقع الشركات مؤمنة تماماً بما يمنع وقوع خسائر حال انقطاع التيار الكهربائي. أشار إلى مولدات تعمل ببطاريات وعدد ساعات محدود يمكن للشركات استخدامها، وتكلفتها منخفضة، وتعمل هذه المولدات بشكل تلقائى مع انقطاع التيار.
طالب عبدالمنعم بإعداد إحصائيات ودراسات حقيقية لبيان مدى تأثر الشركات بانقطاعات التيار ودراسة معدلات إجراء المكالمات فى تلك الفترات.