“الزراعة المائية” تستهلك 10% فقط من المياه مقارنة بالتقليدية
قد تأخذك فكرة “الزراعة بدون تربة” وبأجهزة الكمبيوتر إلى عالم من الخيال غير أنك تعود للواقع سريعاً, حينما تدرك وجودها فى مصر منذ حوالى 25 عاماً, وقام بتنفيذها على أرض المحروسة أحد الخبراء الاقتصاديين صاحب مكتب “مقار للاستشارات المالية” الذى لا يربطه من قريب أو بعيد اى صلة بالمجال الزراعى قبل ذلك غير حبه للفكرة وإصراره على تطبيقها.. حتى وصل الأمر إلى إتهام البعض له بالجنون..
قال منير مقار رئيس “مقار للتنمية الزراعية”: قمت بعمل دراسات حول الزراعة بدون تربة.. وشرعت فى تطبيقها من خلال مواسير تعلو عن الأرض تحتوى على مياه ومحلول معين, ففى الزراعة التقليدية يتكون النبات من خلال البحث فى التربة عن مكوناته الغذائية, لكن فى الزراعة المائية ينمو المنتج من خلال ماتحتويه تلك المواسير المزروع بها النبات من محلول.
وأضاف أنه يتم دراسة العناصر الغذائية التى يحتاجها كل نبات من التربة وفقاً لنوعه, ويتم وضعها فى المحلول لتغذية النبات بها.
وتابع: يشمل ذلك أجهزة إستشعارية مبرمجة مرتبطة بأجهزة كمبيوتر تظهر اى خلل ونسب التركيز للقيم الغذائية لكل نبات, كما يرتبط بالكمبيوتر جهاز “طرمبة” يقوم بالحقن التلقائى عقب الإخطار بنقص القيمة الغذائية التى يحتاجها النبات أو لكالسيوم ما على سبيل المثال.
وأشار الى أن الزراعة بدون تربة تحقق معادلة مثالية حيث من الممكن انتاج كافة الأنواع الزراعية, فى حين أن التربة قد لا تلائم بعض النباتات.
وأوضح انه يمكن استغلال مساحة الأرض مرتين فى الوقت ذاته, الأولى من خلال المواسير التى تحمل النباتات المعلقة فوق الأرض بدون تربة, والثانية عن طريق زراعة التربة نفسها بالأسلوب التقليدى, لإنتاج بعض النباتات الغير معمرة سريعة الحركة مثل السبانخ والبقدونس, ومن هنا يتحقق الإستغلال الأمثل للأرض.
وبحسب مقار فإن كمية المياه المستخدمة فى الزراعة بدون تربة تعادل 10% من التى يتم استخدامها فى الترب العادية.
وأرجع ذلك لكونها دورة مغلقة تجرى بها المياه, لا يستغلها غير النبات دون استنزاف التربة لها, كما أن النقص الوحيد للمياه عبر نمو الزرع , فلا يوجد شمس مباشرة على التربة وهو ما يقلل من استنزاف المياه.
وأوضح أن إنتاج الفدان من الزراعة بدون تربة يعادل 15 مرة انتاجية الزراعة فى التربة العادية.
وأشاد بمنتجات الزراعة بدون تربة والتى يتم جمعها بدون فرز, حيث أن الثمار كلها متطابقة كما أن الانتاج سريع بجودة عالية, بخلاف التربة العادية التى يستحيل تشابه انتاجها.
ولفت الى أن عملية الزراعة تتم فى صوبات مكيفة, مايعرف بـ”التكييف الصحراوى”, وتبلغ زراعة الفدان الواحد بدون تربة حوالى 500 ألف جنيه.
وقال ان حجم إستثمارات “مقار للتنمية الزراعية” حوالى 70 مليون جنيه, بحجم عمالة 130 فرد جميعهم مصريون, ولايتم استخدام الطاقة البدنية بقدر استعمال الجهد الذهنى من متابعة دقيقة.
وتابع مشروع مقار للمنتجات الزراعية, عائلى بدون شراكة مع اى جهة, وتبلغ مساحة الأرض المستخدمة 40 فدان, ويصل إجمالي الانتاج فى حدود 300 طن سنوياً,
وتنتج مقار من محصول ” الهندباء” وحده 200 كيلو يومياً, وحوالى 100 طن فى السنة والذى لا تتم زراعته إلا فى شمال أوربا ويحتاج إلى مكان بدون إضاءة.
وتفادياً لإستخدام المبيدات, فيوجد مصائد للحشرات حرصاً على سلامة المنتج وصحة العملاء.
وأوضح مقار أنه لا يقوم بالتصدير فى الوقت الحالى لأى جهة, ومن الممكن فتح الباب للمصدرين الراغبين فى الاستثمار.
وتقوم الشركة بزراعة 55 منتج من المحاصيل المختلفة والخضروات وغالبيتها لايمكن زراعتها بمصر فى التربة العادية, حيث تعتمد تلك المحاصيل على مايتم اضافته من قيمة غذائية تعادل نفس القيمة التى يحصل عليها النبات فى أماكن زراعته المختلفة من العالم.
كما يتم انتاج محاصيل ملقحة ومن أبرز مايتم زراعته على سبيل المثال وطماطم خضراء ملقحة بالحرانكش يزيد بها نسبة السكر, كوسة صفراء, باذنجان شيرى, كرنب أحمر وأصفر, وخص أحمر, وروكلى أحمر وأصفر ويتم طرح المنتجات للتداول بكبرى السوبر ماركت والفنادق الكبرى.
وأكد مقار أن جميع الموارد والامكانيات المستخدمة صناعة مصرية 100%, ماعدا الأجهزة المتطورة المرتبطة بالتكنولوجيا من الكمبيوتر وخلافه لأنها غير متاحة بمصر لعدم تداولها.
ويرتبط المجال الزراعى بالتفاصيل الطبيعية مما يتطلب متابعة مستدامة ودقيقة, وعزم مقار على تحويل فكرة الزراعة بدون تربة إلى واقع فى مصر بعدما شاهد احدى المحطات التى تعمل بتلك التكنولوجيا فى هولندا, و لو تم تعميم تلك الفكرة بمصر سيتم الوصول الى نتائج إيجابية خيالية, منها إنخفاض الأسعار, وإنقراض نقص المواد الغذائية.













