شهد اليوم المهندس عاطف حلمي وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات مراسم توقيع اتفاقية شراكة بين شركتي “تي إي داتا”، التابعة للشركة المصرية للاتصالات في تقديم خدمات الإنترنت ونقل البيانات وشركة “أوتوميشن للاستشارات”، إحدى شركات ILA القابضة، وذلك لتقديم خدمات تطبيقات الحوسبة السحابية في السوق المصري. وقع مذكرة التفاهم المهندس محمد النواوي العضو المنتدب والرئيس التنفيذي للشركة المصرية للاتصالات، والدكتور محمود الدسوقي رئيس مجلس الإدارة التنفيذي لشركة “أوتوميشن للاستشارات”، بحضور الدكتور سعد البراك رئيس مجلس إدارة شركة ILA القابضة.
تقضي الاتفاقية بقيام الشركتين بتقديم خدمات تطبيقات الحوسبة السحابية لكل من القطاع الحكومي والقطاع الخاص في عديد من المجالات، بما يساهم في تلبية الكثير من احتياجات القطاعات المختلفة، وسوف يتم استضافة التطبيقات التكنولوجية الخاصة بهذا الموضوع لدى مركز بيانات شركة “تي إي داتا” المؤمن بالكامل ضد أي عمليات اختراق تكنولوجية أو سرقة، وتقوم شركة “أوتوميشن للاستشارات” بتقديم الدعم الفني لهذه التطبيقات وللعملاء على حد سواء.
وصرح المهندس عاطف حلمي وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بأن الدخول في صناعة الحوسبة السحابية تعد من أهم أولويات العمل الإستراتيجية لوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات خلال الفترة القادمة، مشيراً إلى أن حجم الاستثمارات المتوقعة لتنفيذ إستراتيجية الحوسبة السحابية تتراوح ما بين 15 إلى 18 مليار جنيه على مدار الــ 7 سنوات القادمة، مؤكداً على أن الحوسبة السحابية لها دورها الهام والضروري في إحداث طفرة نوعية في عالم الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ووضع مصر على الخريطة العالمية بقوة في هذه الصناعة الواعدة، مشيراً إلى أن الوزارة تتبني مفهوم الحوسبة السحابية والتوعية بأهميتها والعمل علي تطوير الكوادر الجديدة، مشيراً إلي أن الحوسبة السحابية من أهم الأولويات التي يركز عليها مركز الإبداع وريادة الأعمال التابع للوزارة، وذلك بما لها قدرة عالية على توفير أقصى قدر ممكن من كفاءة تكنولوجيا المعلومات وتجعل من الممكن تخزين وإدارة وتحليل المعلومات في العالم بالتزامن مع نمو هذه الصناعة بصورة طرديهز
وأشار وزير الاتصالات إلى أن مجلس الوزراء قد وافق الأربعاء الماضي على قيام وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بتمويل وتنفيذ أول مشروع للحوسبة السحابية الحكومية لتقديم خدمات البنية الأساسية وقواعد البيانات والتطبيقات الأكثر استخداما وشيوعاً للجهات الحكومية، الأمر الذي يمثل لنا نقطة انطلاق كبيرة نحو الوصول إلى المجتمع الرقمي في كافة المجالات الحياتية للمجتمع المصري، خاصة وان هذه الصناعة تفتح الباب أمام استثمارات ضخمة في كافة القطاعات والتطبيقات التكنولوجية، ويوفر المزيد من فرص العمل، وتدعم بقوة الصناعات الصغيرة والمتوسطة.
هذا وتتضمن مجموعة التطبيقات التي تتبنى تنفيذها الاتفاقية: تطبيقات إدارة الموارد البشرية، وإدارة الموارد البشرية المتجولة، وإدارة وتتبع الأصول، وإدارة و تتبع الأسطول، وإدارة المكتبات، والأرشيف الصحفي، وإدارة المخطوطات، والأرشيف الإليكتروني، وتدفق المستندات والأعمال، وإدارة مراكز التدريب وإدارة مراكز الصيانة والإصلاح.
من جانبه أكد المهندس محمد النواوي العضو المنتدب والرئيس التنفيذي للمصرية للاتصالات على الأهمية الكبيرة لمذكرة التفاهم بين “تي إي داتا” و”أوتوميشن”، ودورها الهام الذي ستلعبه في دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة التي لا تستطيع تحمل تكاليف استثمارية كبيرة، ومساعدتها من خلال خدمات تطبيقات الحوسبة السحابية على البدء في أعمالها على الفور، مشيرا إلى أهمية مثل هذه الاتفاقيات في دعم الاقتصاد القومي في هذه المرحلة.
كما أشار الدكتور محمود الدسوقي رئيس مجلس الإدارة التنفيذي لشركة “أوتوميشن للاستشارات” إلى التأثير الإيجابي لهذه الاتفاقية قائلاً “لقد حان الوقت لكي تستفيد القطاعات والصناعات المختلفة من تكنولوجيا الحوسبة السحابية بتعظيم الفوائد الناشئة عن استخدام هذه التكنولوجيا مثل تقليل التكلفة الاستثمارية والمرونة وحرية الحركة وسرعة تطبيق النُظُم”.
الجدير بالذكر أن الحوسبة السحابية تعد منهجية جديدة تمثل توجه عالمي يساعد مختلف المنظمات والكيانات على توفير أعلى مستوى من فعالية تكنولوجيا المعلومات مما يمكن هذه المنظمات من حفظ المعلومات وإدارتها وتحليلها حول العالم اعتمادا على نموها المتسارع. وتعكس الحوسبة السحابية نموذجا جديدا لاستهلاك خدمات تكنولوجيا المعلومات وعرضها وسبل توصيلها.
كما تتيح قوة معالجة الحوسبة والتخزين ومعدل نقل البيانات واستخدام البرمجيات وتطويرها والاختبار والأمن والهوية كخدمات عبر الانترنت. ولذلك تضع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الحوسبة السحابية ومراكز البيانات والحلول المتكاملة على رأس أولوياتها في الأجندة الدولية لموضوعات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
وفي ذات السياق تم توقيع العديد من مذكرات التفاهم مع مختلف الجهات الأجنبية في ألمانيا وماليزيا وسنغافورة من أجل تشارك الخبرات لضمان جاهزية الكوادر المصرية كي تتمكن مصر من اللحاق بهذه الصناعة الجديدة.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن الحوسبة السحابية من شأنها خفض تكلفة الأعمال بشكل كبير من خلال تقديم نموذج “الدفع مقابل الاستخدام”، كما تؤكد على الإدارة الاحترافية للبنية التحتية. لذا، يمكن القول دون مبالغة أن هذا النموذج سيغير استخدام تكنولوجيا المعلومات حول العالم في المستقبل القريب.
إن هذه المنهجية الجديدة آخذة في التوسع والانتشار كحل متداول بين أصحاب الأعمال منذ أن أبدت نتائج فعالة وإيجابية، وللحوسبة السحابية إمكانات عديدة، فمن شأنها زيادة الإيرادات، وتوسيع الأعمال، وخلق فرص عمل جديدة تمتد لقطاعات واسعة ليس فقط في قطاع تكنولوجيا المعلومات بل تمتد إلى القطاعات الأخرى الحيوية
