المحمول يلجأ لعرض «رجع خطك القديم» لجذب العملاء القدامى .. و«المصرية للاتصالات» تلغى غرامات تأخير سداد الفواتير
عمر: عروض الموبايل تأتى على حساب الاستثمارات فى البنية التحتية
لجأت شركات الاتصالات لحرب العروض بحثا عن عملائها القدامى قبل التفعيل الرسمى للرخصة الموحدة، حيث قدمت شركات المحمول الثلاث عرض «رجع شريحتك القديمة» أو «اشترى خط جديد»، وهو ما تتيح للمستخدم الحصول على 200 جنيه رصيد بعد الشحن بـ5 جنيهات أو أكثر يمكن استخدامها لمدد تتفاوت بحسب الشركة مقدمة العرض فموبينيل أتاحت استخدامه خلال 6 أشهر، و10 أشهر فى عرضى اتصالات وفودافون، وأعلنت جميع الشركات أن العرض سيكون متاحاً لكل الخطوط التى لم تستخدم من شهر أو أكتر أو للخطوط الجديدة، وأن الرصيد المجانى يستخدم كدقائق أو رسائل أو ميجابيتس، وسعر الدقيقة أو الرسالة أو الميجابيت 20 قرشا من الرصيد المجانى.
ولم تكن المصرية للاتصالات بعيدة عن حلبة المنافسة فقدمت عروضا جديدة لعملائها القدامى تركزت فى إسقاط غرامة تأخير سداد الفواتير وتخفيض الفواتير الشهرية والربع السنوية.
وفى ظل هذه العروض أكد خبراء الاتصالات، أن شركات المحمول الثلاث تساهم بشكل كبير فى جذب عملائها القدامى كما أنها قد تؤثر سلباً على استثماراتهم فى البنية التحتية وجودة الخدمة، فى حين أشاروا إلى أن عرض المصرية للاتصالات لا يمثل حلاً لاجتذاب عملاء قدامى أو جدد ولابد وأن تبتكر حلولاً بديلة كتخفيض أسعار المكالمات المحلية بنسبة %40 ليكون سعر الدقيقة 8 قروش بدلا من 14 قرشاً، و%50 على المكالمات الدولية، كم شدد البعض على ضرورة تحسين جودة الخدمة وطرح عروض اشتراكات شهرية.
قال المهندس طلعت عمر، خبير اتصالات، إن شركات المحمول الثلاث بدأت فى تقديم عروض تخدم عملاءها بشكل كبير خلال الفترة الأخيرة، مشيراًً إلى أن هذه العروض تتمثل فى نظام الباقات اليومية والشهرية وكذلك السنوية، بالإضافة إلى العروض المتعلقة باسترجاع الخطوط القديمة، واشتعل الصراع بينها للاستحواذ على أكبر قدر من العملاء قبل التدشين الفعلى للرخصة الموحدة.
أوضح طلعت أن الشركة المصرية للاتصالات أطلقت هى الأخرى عروضا تمثلت فى تخفيض وتقسيط فواتيرعملائها الشهرية والربع سنوية، مقترحاً العديد من العروض البديلة التى يمكن أن تحقق نتائج أفضل فى جذب عملائها مرة أخرى، مثل «إلغاء الاشتراك الشهري» الذى وصفه بالقيد الذى يحيط بالمواطن عند تفكيره بالعودة مرة أخرى للتليفون الثابت، مؤكداً أن المصرية للاتصالات غير قادرة على جذب عملاء جدد بالوقت الحالى، ولابد من رؤية واضحة وتخطيط جيد للحفاظ على عملائها.
أشار طلعت إلى أن عدد مشتركى المحمول تجاوز الـ100 مليون، موضحاً أن العروض المستمرة التى تقدمها الشركات تأتى على حساب استثماراتها فى البنية التحتية، مؤكداً أن إرضاء العميل يتمثل فى تحسين جودة الخدمة وتخفيض أسعارها، لافتاً إلى اتجاه الأغلبية لخطوط المحمول، وترك الهاتف الأرضى نتيجة للاشتراك الشهرى للثابت الذى أصبح يمثل عبئا كبيرا على المواطن البسيط، مما جعل اعتماده الأكبر على المحمول، واقتصار استعمال الثابت على الإنترنت فقط.
لفت طلعت إلى أن أسعار الخدمة فى المصرية للاتصالات مرتفعة بنسبة تصل إلى %40، حيث من المفترض أن يكون سعر دقيقة الثابت 8 قروش بدلاً من 14 قرشا، كما أن سعر الدقيقة فى المكالمات الدولية لا تزيد على 17 سنتاً فى جميع دول العالم الدقيقة، بينما فى مصر تصل إلى 25 سنتاً أى حوالى 195 قرشاً للدقيقة، مقترحاً أن يكون هناك تخفيض بنسبة %50 لجذب عملاء جدد والاستحواذ على نصيب أكبر فى السوق المحلى الفترة المقبلة.
أضاف عمر أن جودة خدمة شبكات المحمول الثلاث والمصرية للاتصالات سيئة للغاية، الأمر الذى انعكس بالسلب على قدرة المصرية فى جذب عملاء جدد، بالإضافة إلى خروج معظم المشتركين، الأمر الذى قلل نسبة فرصة تنافسها فى السوق المصرى مع شركات المحمول، مشيراًً إلى أن معظم العملاء الذين استغنوا عن خدمات المصرية للاتصالات لديهم مديونيات ضخمة ولن يفكروا مجددا فى العودة إلا فى ظل عروض مغرية.
وفى سياق متصل، قال المهندس يحيى ثروت، العضو المنتدب لشركة «لينك إيجيبت»، إن جميع شركات المحمول تتمتع بقاعدة عريضة من المستخدمين، مؤكداً أن الحل الأفضل للحفاظ على عملائها يتمثل فى تحسين جودة الخدمة، مشيراً إلى أن عرض المصرية للاتصالات بإسقاط الغرامة وتقسيط الفواتير الشهرية وربع السنوية لاسترجاع الثابت أصبح غير مفيد بالوقت الحالى، نظراً لما تقدمه شركات المحمول من خدمات وعروض، وهو الأمر الذى جعل الكثير من العملاء يستغنون عن التليفونات الأرضية بشكل كبير، موضحاً أن الثابت أصبح يقتصر على المصالح الحكومية وأقسام الشرطة فقط، وإن كان البعض منهم بدأ فى الاستغناء عنه مؤخراً.
اقترح ثروت أن تتجه المصرية للاتصالات إلى تقديم بعض العروض الخاصة لعملائها التى يمكن ان تتمثل فى تخفيض أسعار مكالماتها الدولية، موضحاً أن المصرية للاتصالات لا يمكنها فى الوقت الحالى اكتساب عملاء جدد أو استرجاع عملاء قدامى، لذلك لابد ان تقدم عروضاً أكثر جذباً للحاليين من خلال تحسين جودة الخدمة، وتخفيض أسعارها بشكل يتناسب مع عملائها.
ذكر أن إجمالى المشتركين فى شبكات المحمول يتجاوز الـ100 مليون، منهم نحو 7 ملايين فقط يشتركون فى الخط الأرضى، وأن %75 من مشتركى الثابت لا يستخدمونه حالياً فقد يكون مرفوعاً من الخدمة أو تم إلغاء الاشتراك.
أكد ثروت أنه لابد من وجود عروض جديدة تشمل توحيد سعر الدقيقة من الموبايل للثابت، وتحسين خدمات القيمة المضافة، موضحاً ان هناك فئة مازالت تستعمل الثابت فى الإنترنت فقط، ويجب وضع تلك الفئة فى الاعتبار والحفاظ عليها من خلال تحسين الخدمة، لافتاً إلى ضرورة تحسين خدمة تحويل الأموال عبر الموبايل.
من ناحية أخرى، شدد المهندس محمد صفاء، خبير الاتصالات، على ضرورة إجراء دراسة جادة من جانب المصرية للاتصالات لعملائها لمعرفة ما يحتاجونه وأهم متطلباتهم لتطبيقه فى عروضها، مؤكداً أن عروض الاقساط على الفواتير الشهرية وربع السنوية التى أعلنت عنها الشركة مؤخراً لن تكون حلاً لجذب عملائها مرة أخرى.
اقترح صفاء أن تقدم المصرية للاتصالات خدمات أخرى تتمثل فى أنظمة للاشتراكات الشهرية للتليفون الثابت كما هو الحال فى أنظمة الموبايل، ليسدد العميل 30 جنيهاً شهرياً ليتكلم طوال الشهر دون قيود على سبيل المثال، مؤكداً أن العملاء اللذين استغنوا عن التليفون الأرضى لن يعودوا فى ظل عروض شركات المحمول الأخرى إلا فى حالة وجود عروض اقوى منها، مؤكداً أن هناك بعض العملاء استهلكوا فواتير تتراوح بين 2000 و5000 جنيه ولا يوجد لديهم أى حافز يدفعهم لسداد الفواتير أوإعادة الخدمة مرة أخرى سوى عروض الاشتراكات وتحسين الجودة.
ومن ناحية أخرى، قال المهندس حمدى الليثى، رئيس مجلس إدارة شركة ليناتل المتخصصة فى مجال الشبكات وإنشاء محطات المحمول والفايبر وصيانة الشبكات، إن خدمات الثابت بالوقت الحالى تحولت إلى خدمات الإنترنت، موضحاً أنه لن يتم الاعتماد على التليفونات الأرضية فى المكالمات الصوتية بقدر الاعتماد على خدمات الـ«DSL»، مشددا على أنه يجب ان تضع المصرية للاتصالات ذلك على الاعتبار وتعمل على تحسين جودة الخدمات المضافة بشكل اقوى مما عليه الآن، وذلك من خلال تزويد سرعات، وإضافة دقائق مجانية لعملائها للحفاظ عليهم وجذب المزيد لتكون لها تواجد أقوى بين شبكات المحمول الفترة المقبلة.
أوضح الليثى أن ارتفاع أرباح المصرية للاتصالات فى الفترة الأخيرة زادت %25، مما يعطى لها ثبات وقدرة على خلق عروض جديدة تتلائم مع احتياجات عملائها، مؤكداً ضرورة التواصل مع العملاء وإجراء دراسة منتظمة لمعرفة متطلباتهم، لافتاً إلى أن جودة الخدمة سيئة فى جميع شبكات المحمول، وأن التفوق أصبح فى العروض التى تطرحها كل منها للاستحواذ على أكبر عدد من العملاء لتصبح الأقوى فى المنافسة.








